كلما تقدمنا في الزمن اتضح أن ليونيل آندريس ميسي، قائد نادي برشلونة، يحمل أكثر من مجرّد شارة قيادة، بل كان على حق في اتهامه العلني لرئيس النادي، وكان على حق في قرار الابتعاد عن متاهة الفساد في إدارة برشلونة آنذاك، حينها لم تكن عملية سحب الثقة بدأت، بل كانت نتيجة لتصريحات ميسي العلنية، لم يكن ليو يرى في أفق النادي أي بوادر رحيل لهذه الإدارة، فقرر الابتعاد عنها.
أولاً سحب الثقة وثانياً السجن.. كيف سيتأثّر ميسي؟
إذا سلّمنا جدلاً أن ليونيل بالفعل لم يتخذ قراره بعد بالرحيل أو البقاء، أو أنه ينتظر الانتخابات الرئاسية ونتائجها، فهل سيؤثر سجن بارتوميو على قراره؟
هناك إحتمالين:
أن يطوي ميسي صفحة "الفساد" في برشلونة مع سجن بارتوميو ويضع ثقته بالرئيس الجديد(جميع المرشحين الثلاث يروّجون لتطلعاتهم ببناء "مشروع" أراده ميسي).
هذا الاحتمال هو الأصعب في وضع ميسي، ليس فقط بعد أزمات الثقة المهزوزة توالياً بينه وبين إدارات برشلونة، بل لأن الظروف المالية العالمية وخصوصاً ظرف برشلونة الذي كان على شفير الإفلاس، يمنع أي مرشّح من تطبيق وعود كبيرة ببناء أو تطوير مشروع رابح يؤمّن لميسي فريق تنافسي يُمكّنه من العودة للتتويج بالبطولات.

نذكر أن بعد سحب الثقة من بارتوميو ميسي لم يخرج بأي تصريح يؤكد من خلاله أنه باقِ أو يربط بقائه برحيل الادارة، لكن هي مسألة ردة فعل أعضاء النادي والجماهير عندما فتح ليو الحرب على هذه الإدارة، الشق العاطفي من الأمر ممكن أن يلعب لصالح قرار البقاء، ففضيحة "بارسا غيت" لم يكشفها ميسي، بل كانت في العلن طوال الموسم الماضي، لكن أن يستخدمها ميسي كأحد أسباب الرحيل، كانت الشرارة في أخذ التحقيقات الى هذا المنحى الكبير.
أن يكون ميسي اتخذ قراره بالرحيل فعلاً، ولن يؤثر قرار السجن من عدمه على أي خطوة مستقبلية لميسي في الكامب نو، بالأخص مع كثرة التسريبات عن تواصل لباريس سان جيرمان مع اللاعب أو حتى مانشستر سيتي وتمديدهم لعقد بيب جوارديولا لموسمين إضافيين.
لماذا تم إلقاء القبض على رئيس برشلونة السابق؟ وما هي قضية بارسا جيت؟
ماذا عن نفوذ ميسي في حال بقائه الموسم المقبل؟
مما لا شك فيه أن موضوع السجن و"ثورة ميسي" في الصيف مترابطان، ومهما قيل عن عدم وجود لنفوذ كبير للاعب فهذا أمر سهل نكرانه، يكفي ردة الفعل من الأعضاء والجماهير عندما خُيّروا بين ميسي والرئيس.
السؤال في حال بقي ميسي، كيف سيتعامل الرئيس الجديد مع ميسي ونفوذه الفعلي لدى الجماهير؟
واضح أن مسألة "كسر العظام" لا تنفع، لا يُمكن لأي إدارة أن تضع حداً للاعب بحجمه قدّم تاريخاً للنادي، لا بأسلوب شرعي ولا بأسلوب غير شرعي (دفع 13 مليون يورو لشركة لهدف تشويه صورته).
النظر إلى كل التهم السابقة بعين أخرى
الرئيس "المخلوع" بارتوميو كان يوظّف الصحف الموالية له باتهام اللاعبين بأنهم يُشكلون حلفاً خاصاً، قراراتهم هي التي تسود، حزب "الأبقار المقدّسة"، بالرغم أن حتى إرنستو فالفيردي الذي كان يُمكن أن يضع اللوم على "سلطة اللاعبين" عند فشله نكر هذا الأمر، اليوم ننظر إلى التُهم بعين أخرى، بعين اللاعبين أنفسهم، نتذكر تصاريح لويس سواريز عند مغادرته، تصاريح جيرارد بيكيه وميسي نفسه، "حزب الأبقار المقدّسة" كان يرد التُهم بتُهم أو كان فعلاً على حق؟


