زهيرة عادل فيسبوك تويتر
هناك لاعبون رضاء الجمهور عليهم أشبه بالمستحيل، وآخرون "يبلع لهم الجمهور الزلط" - كما يُقال بالعامية المصرية -، وما بين هذا وذلك كانت رحلة كريم نيدفيد؛ لاعب وسط الأهلي المصري، خلال الأربع سنوات الماضية وحتى الآن.
لن تجد عنوانًا أنسب من "الرد في الملعب كما يجب أن يكون" كي تضعه على رأس موضوع يتحدث عن نيدفيد، الذي أجبر جمهور القلعة الحمراء على احترامه خلال الأشهر الأخيرة بل والتحسر على غيابه عن لقاء القمة المقبل أمام الزمالك.
خماسي الأهلي يتفادى مصير كريم نيدفيد أمام الزمالك

لاعب الوسط بدأ من صفوف ناشئي القلعة الحمراء، وتمت إعارته لأول مرة وهو في عمر الـ18 إلى حرس الحدود بيناير 2015 وحتى نهاية الموسم، خلال هذه الفترة شارك بـ17 مباراة، سجل خلالهم هدفين وصنع مثلهما.
تألقه مع الفريق العسكري، دفعه للخروج للإعارة مرة ثانية لإثبات نفسه في ظل عدم حصوله على فرصة وسط الشياطين الحمر، لينتقل في صيف 2016 إلى وادي دجلة، في موسم شارك به في 20 مباراة، وسجل هدف وحيد وصنع آخر.
وخلال هذه الفترة، تعجب الهولندي مارتن يول؛ المدير الفني للأهلي آنذاك، بالتفريط في اللاعب عندما شاهد له مباراة مع دجلة وعلم أنه أحد معاري الأحمر.

حسام البدري؛ المدير الفني للشياطين الحمر الأسبق، كان الوحيد المؤمن بقدرات نيدفيد ويصر على الدفع به في أغلب المباريات إما أساسيًا أو بديلًا وسط علامات استهجان وغضب من الجماهير، ورغم الانتقادات والهجوم عبر وسائل الإعلام إلا أن المدرب كان يخرج في وسائل الإعلام في كل مرة ويؤكد ثقته بنيدفيد وقدراته ورفضه الحملات ضده عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
"تقييم الجمهور لنيدفيد مختلف وخطأ للغاية، أفضل لاعب في الأهلي لديه رتم هو كريم نيدفيد، ولن يفهم الكثيرون كلمة رتم، أي هو أكثر لاعب يملك القوة الانفجارية في البداية، وهذا غير موجود في لاعبي الأهلي، لدي لاعبين مهاريين لكن لا يملكون هذه الصفة، أكثر لاعب لديه القدرة على أداء الواجب الدفاعي والهجومي دون أن يؤثر على الجانب البدني هو كريم نيدفيد، أكثر لاعب يحتاج أن يتواجد في الملعب حتى يضبط قراراته هو نيدفيد وسيكون لاعبًا مميزًا للغاية وقتها، هذا لن يفهمه الجمهور وبعض المحللين، لذلك كلام مواقع التواصل الاجتماعي لا يؤثر على رأيي في نيدفيد"، هكذا رد البدري على الانتقادات التي توجه له لإصراره على الدفع باللاعب.
"ابن البدري" كان اللقب الذي يطلقه الجماهير على نيدفيد خلال فترة تولي المدرب المسؤولية الفنية للفريق، فما كان منه إلا أن قال ردًا على هذا الوصف: "هذا لا يضايقني إطلاقًا، من الأساس لا يهمني سوى آراء من يفهم كرة قدم، لكن جمهور مواقع التواصل الاجتماعي فهو عيال صغيرة لا تفهم شيء".
المفارقة أنه ورغم الإصرار عليه في عهد البدري إلا أنه لم يتألق في أي فترة معه وانقلب حاله رأسًا على عقِب عقْب رحيله.
رحل البدري فجاء الفرنسي باتريس كارتيرون ثم رحل ليتولى محمد يوسف؛ المدرب العام الحالي، مهام المدير الفني مؤقتًا ومن هنا كانت البداية..

نيدفيد أعاد اكتشاف نفسه في الفترة المؤقتة ليوسف واستمر تألقه حاليًا في عهد الأوروجوياني مارتن لاسارتي؛ المدير الفني الحالي.
صاحب الـ21 عامًا اضطر يوسف للدفع به في الظهير الأيمن وهو مركز جديد كليًا عليه، بعد أن أصيب أحمد فتحي وللنقص العددي، دفع المدرب بنيدفيد كظهير أيمن، لكنه فاجأ الجميع بتألقه حتى لم يشعر أحد بأنه ليس هذا مركزه الأساسي، وأشاد به الجوكر فتحي مؤكدًا أنه بما يقدمه في مركزه لا يستحق الجلوس على مقاعد البدلاء بعد اليوم.
نيدفيد الآن هو هداف الأهلي في دوري أبطال أفريقيا برصيد ثلاثة أهداف خلال ست مباريات، وهو من سجل هدف التعادل في لقاء الجونة بالدوري بالدقيقة 79، ليفتح الباب أمام فوز فريقه بالمباراة بهدف ناصر ماهر في الدقيقة 87 ويقتنص ثلاث نقاط مهمة في مشواره نحو الحفاظ على لقب الدوري وملاحقة الزمالك على الصدارة.
ربما مشهد سيد عبد الحفيظ؛ مدير الكرة بالأهلي، في المباراة الأخيرة أمام بتروجيت، وقتما ظهر منفعلًا على حكم اللقاء، إثر منحه إنذارًا لنيدفيد وهو ما يعني غيابه عن لقاء الزمالك لتراكم البطاقات، لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين للاعب منذ عام على الأقل أن يصدر كل هذا الانفعال من أجل صاحب الـ21 عامًا.
من الهجوم وصافرات الاستهجان و"ابن البدري" إلى الخوف من تأثير غيابه في لقاء القمة، هكذا هي رحلة نيدفيد مع جمهور الأهلي حتى الآن، وفي انتظار ما تخبئه له الأيام خلال سنواته المقبلة في الملاعب.
