يقترب كريستيانو رونالدو من إنهاء عامه الثالث مع يوفنتوس، وبالطبع يعد ذلك مبررًا لتبدأ التساؤلات حول جدوى الصفقة، والاستفادة التي حصل عليها النادي الإيطالي بالفعل من خلال تواجد النجم البرتغالي في صفوفه، خاصة وأنه لم يحقق لقب دوري الأبطال الذي انتقل من أجله.
ما أعاد ذلك إلى الواجهة من جديد هو ما قاله أنطونيو كاسانو، الذي لم يقل مثلًا إن انتقال النجم البرتغالي ليوفنتوس لم يضف جديدًا، بل بالغ في تقييمه لدرجة جعلته يقول إن انتقال كريستيانو رونالدو إلى السيدة العجوز لم يكن بلا قيمة، بل إنه جعل الفريق أسوأ مما كان عليه قبله!
أنطونيو كاسانو أسطورة كرة القدم الإيطالية وأحد نجوم ريال مدريد السابقين في فترة من الفترات أكد أن انضمام كريستيانو رونالدو لصفوف يوفنتوس كان خطوة سيئة بالنسبة لمشروع الفريق الإيطالي، وأن الفريق كان أفضل قبله.
جاء هذا في تصريحات صحفية أدلى بها لصالح صحيفة "كورييري ديلو سبورت"، وأكد خلالها أن يوفنتوس كان يحقق الدوري الإيطالي بالفعل دون النجم البرتغالي، ولكن في الوقت الحالي يبدو أن حظوظ الفريق في الفوز بلقب السيري آ قد اهتزت، ناهيك عن الهدف الرئيسي والذي هو دوري الأبطال.
وقال كاسانو: "يوفنتوس قام بالتوقيع مع رونالدو للفوز بدوري أبطال أوروبا، لكن الحقيقة أن الفريق يقدم مستويات أسوأ في البطولة منذ ذلك الوقت". "تصريحات كاسانو في هذا الشأن كاملة تجدها هنا"
بالعودة إلى الوراء، انضم كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس في صيف العام 2018 قادمًا من صفوف ريال مدريد في صفقة قياسية بلغت 100 مليون يورو، وذلك على الرغم أن النجم البرتغالي تخطى عامه الثلاثين ولكن بسبب قدراته، خبرته الكبيرة تم دفع هذا المبلغ من أجل التعاقد معه حتى وإن كان في الرابعة والثلاثين من عمره، لأنه لازال يمكنه صناعة الفارق بسبب سعيه الدائم للحفاظ على لياقته.
هذه الخطوة كانت من أجل أن يحمل صاحب الـ 5 بطولات لدوري أبطال أوروبا ذلك اللقب الملعون إلى تورينو، وقال الجميع إن رونالدو سيصبح أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم في حال فاز باللقب للمرة السادسة ومع النادي الثالث بعد مانشستر يونايتد وريال مدريد.
ولكن خلال موسمي 2019 و2020 خرج الفريق من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وثمن النهائي على التوالي، فاز بالدوري وخسر الكأس في السنتين، واليوم في الموسم الثالث هو مهدد بفقدان لقب الدوري الإيطالي الذي فاز به في 9 سنوات متتالية.
في نهاية السنة الأولى لرونالدو، عانى اليوفي من خسارة قدرها 40 مليون يورو على الرغم من أن النادي حقق أرباحًا رأسمالية تزيد عن 150 مليون يورو في سوق الانتقالات".
هذه علامة على وجود خلل في النفقات يتعلق بالرواتب وتفاقم بسبب خروج النادي على يد أياكس في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا، والذي كلف النادي ما بين 20 مليون يورو و 30 مليون يورو.
هذا إن دل على شيء يدل على أنه أنه على الرغم من مكاسبهم التجارية من ضم رونالدو، تظل أهمية الوصول إلى المراحل الأخيرة من المنافسة الأوروبية مهمة للغاية بالنسبة ليوفنتوس عندما يتعلق الأمر بجني الأرباح لأنهم لا يستطيعون الحصول على نفس الإيرادات من المنافسة في إيطاليا.
لهذا السبب يدفع أنييلي الكثير من أجل المنافسة على دوري الأبطال، وينادي بدوري السوبر، وهي بطولة أكثر تكاملاً مع المزيد من المباريات التي من شأنها أن تدر دخلاً أكبر للأندية الكبرى.
الأندية الإنجليزية ليست في حاجة إليها لأن لديها قوة الدوري الممتاز وراءها، في حين أن برشلونة وريال مدريد علامات تجارية كبيرة بالفعل، لكن يوفنتوس يشبه إلى حد كبير بايرن ميونيخ من حيث أنهم يواجهون صعوبة في عدم القدرة على ينمو أكثر داخل بطولات الدوري الخاصة بهم.
بينما في إيطاليا، في حال كنت تريد تواجد رونالدو في صفوف ناديك، فعليك تعويض ذلك ماديًا بالذهاب إلى أبعد نقطة في كل المنافسات، لذا النجاح الرياضي والمادي فيما يتعلق بتأثير رونالدو مربوط في حيط واحد، ولا يمكن الحديث عن تحقيق أحدهما فقط بدون الآخر.
ليبرون جيمس ولوكاكو وجوارديولا .. قائمة بأهم أعداء إبراهيموفيتش
رونالدو لم يفشل مع يوفنتوس بمقاييس توضع لأي لاعب، ولكن كونه رونالدو، وكونه يكلف يوفنتوس 60 مليون يورو سنويًا ما بين قسط الصفقة السنوي والراتب، وكونه ربط خيط أحلام جماهير في يوفنتوس ووعدهم بالطيران، نستحق الوقوف للحظة لنسأل ما تحقق بعد ذلك، مع الإشارة لعشوائية الإدارة والتخطيط في يوفنتوس بعنوان أنهم لم يحسنوا استخدام رونالدو وليس العكس.


