عندما يتعلم اللاعبون كرة القدم في أكاديمية لا ماسيا ببرشلونة، فهناك أسلوب لعب معين يميل إليه كل شاب حتى وإن لم يتشاركوا دائمًا في نفس السمات.
إن تمرير الكرة بسرعة ثم الركض في المكان الخالي لاستلام الكرة مرة أخرى هو الأسلوب المُحدد في برشلونة، حيث قاد يوهان كرويف وبيب جوارديولا البرسا لضمان أن فلسفة الفريق نادرًا ما تبتعد عن تلك المبادئ.
لذلك عندما لاعب يتطلع دائمًا إلى الاستحواذ على الكرة والركض باتجاه المدافعين والتعامل مع أكبر عدد منهم قبل البحث عن زميل، فإن برشلونة ليس المكان المناسب له.
هذا تمامًا ما حدث ما راؤول مورو عندما وصل إلى أكاديمية لا ماسيا في 2018.
بعد أن اتخذ أولى خطواته الاحترافية مع إسبانيول، انتقل مورو إلى برشلونة ليجد المدربون أن أسلوب لعبه لم يكن مواتيًا لعقلية "تيكي تاكا" التي يتم تغذية الشباب بها في الأكاديمية.
على الرغم من الاتفاق على مدى موهبته، لكن كان برشلونة مرحبًا بالاستغناء عن خدماته في آخر أيام سوق الانتقالات الصيفية 2019 مع استعداد لاتسيو لدفع 6 ملايين يورو من أجل الظفر بخدمات صاحب الـ16 عامًا وقتها.
جونيور مينجويلا، وكيل مورو قال للصحافة وقتها "لم يكن لاتسيو فقط الذي يهتم به، بل هناك أندية أخرى مثل تشيلسي، لكننا قررنا أن لاتسيو المكان الأكثر تكيفًا مع تطور الصبي، سواء لفكرتهم عن كرة القدم أو إمكانية رؤيته في الفريق الأول مستقبلًا".
هذه ليست المرة الأولى التي يتعاقد فيها لاتسيو مع نجم من أكاديمية لا ماسيا، فقد سبق وأن خطفوا كيتا بالدي من عملاق الليجا في 2012 قبل بيعه بعشرة أضعاف المبلغ الذي اشتروه به (300 ألف يورو) إلى موناكو في 2017.
مثل كيتا بالدي، مورو هو جناح سريع للغاية يمتلك قدرة استثنائية على المراوغات، ولا يخشى التباهي بذلك أيضًا.
يرتاح مورو أكثر عندما يلعب في مركز الجناح الأيسر، وكان عليه الانتظار لمدة شهرين إلى حين وصول موافقة فيفا على انتقاله إلى لاتسيو.
لكن ذلك لم يمنعه من جذب أنظار المدرب سيموني إنزاجي فورًا، ففي مباراة لفريق رديف لاتسيو أمام الفريق الأول، أخبره إنزاجي بأن يبدل الفرق ويلعب مع الفريق الأول بعدما رآه منه من تألق في الشوط الأول.
استمر مورو في الازدهار جنبًا إلى جنب مع زملائه المخضرمين في مباراة مميزة جدًا برهن فيها على امتلاكه القدرة العالية والثقة.
وعلى الرغم من عودته إلى فريق الرديف أو تحت 19 عامًا، فقد ظل في أفكار إنزاجي طوال موسم 2019-20، وبعدما سجل في آخر مباراتين لفريق الشباب داهم فيروس كورونا العالم وأنهى الموسم مبكرًا، ثم تم استعدائه للتدرب مع الفريق الأول بعد العودة من الإغلاق.
تمت مكافأة مورو على ما قدمه في التدريبات من خلال منحه فرصة التواجد مع الفريق الأول أمام يوفنتوس بل ونزل إلى أرض الملعب في اللحظات الأخيرة.
جورين تيمبر: توأم أياكس الذي يسير على خطوات دي بور!
من هو ريس ويليامز؟ بديل فان دايك في دفاع ليفربول
بعمر 17 عامًا وسبعة أشهر، بات مورو أصغر لاعب يظهر مع الفريق الأول للاتسيو منذ تولي سيموني إنزاجي قيادة الفريق في 2016، إلى جانب أنه اللاعب رقم 15 الأصغر الذي يلعب للنادي العاصمي عبر تاريخه.
وقال مورو بعد ظهوره الأول "لست نادمًا على الرحيل من برشلونة، حيث كنت سأستمر في فرق الشباب، هنا في لاتسيو لعبت بالفعل في الكالتشيو مع الفريق الأول".
"في نهاية المباراة ضد يوفنتوس طلبت من كريستيانو رونالدو قميصه، وكان عليّ انتظاره في النفق المؤدي لغرف خلع الملابس لحين أن ينتهي من حوار تلفزيوني، ثم أتى وصافحني وقال لي كيف حالك أيها الشاب."
على الرغم من أن ذلك لا يزال ظهوره البارز الوحيد حتى الآن، إلا أن ما قدمه مع فريق الشباب مطلع هذا الموسم يؤكد أنه سيعود لحسابات إنزاجي في الفريق الأول قريبًا جدًا.
سجل مورو ثمانية أهداف خلال 8 مشاركات في الدوري والكأس هذا الموسم، منهم 6 في الدوري ليكون بذلك هدافًا للبطولة.
Getty/Goalفي كل أسبوع ينتشر فيديو جديد له وهو يقوم بمراوغة استثنائية لمدافع جديد رغم ما تعانيه كرة القدم من تذبذب بسبب أزمة فيروس كورونا وتوقف النشاط وعودته.
يعتقد وكيله "يمكنه أن يحدث الفارق، يتضح ذلك من حقيقة أن برشلونة قارنوه بليونيل ميسي، بالطبع إنها مبالغة لكنها تتيح لك فهم نوعيته كلاعب".
يأمل مشجعو لاتسيو أن يُحدث مورو تأثير ميسي في فريقهم في العام المقبل، والعلامات تشير إلى أن مدافعي الكالتشيو عليهم التواجد في أفضل أحوالهم لإبقاء هذه الموهبة خامدة.




