مع تغير الأجيال في عالم كرة القدم، هناك في كل جيل نجم تتعلق به الجماهير وتحبه، منذ أن يبدأ مسيرته داخل المستطيل الأخضر، وحتى أن يُعلن اعتزاله، وبعد ذلك يتم تشبيهه بلاعب آخر في الجيل الذي يليه، وقد يُعلن هذا النجم عن خليفته بالملاعب.
وعشاق كرة القدم دائمًا ما يحبون العودة إلى الماضي، والتحدث عن أساطير شاهدوها في الملاعب، أو حتى مجرد سمعوا عنها وعن ما قدموه لأنديتهم ومنتخبات بلادهم.
موقع "جول" يقدم لكم سلسلة جديدة، نستعرض فيها معكم ما قدمه أحد الأساطير، ونقارنه باللاعب الذي وقع الاختيار عليه ليكون خليفته في الملاعب وما وصل له..
بالحلقة الثانية، وقع اختيارنا على أسطورة حراسة المرمى محمد الدعيع، نجم نادي الهلال والمنتخب السعودي السابق، والذي اختار في وقت سابق مبروك زايد ليكون خليفته في الملاعب، فهل نجح زايد في الوصول إلى ما وصل له الدعيع؟ وهل تفوق عليه؟
الأخطبوط محمد الدعيع ظاهرة الأرض
getty imagesالعنكبوت – الأخطبوط – ظاهرة الأرض – أسطورة القرن، كلها ألقاب تعلقت بالأسطورة محمد الدعيع نجم نادي الهلال والمنتخب السعودي الأسطوري، والذي حفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة السعودية والعربية والآسيوية.
الحقيقة أن بدايته مع كرة القدم لم يكن في مركز حراسة المرمى، بل كان يُفضل أن يلعب في الهجوم، حيث كان يحب تسجيل الأهداف ومراوغة المدافعين.
ولكن قرر المدرب الوطني الطلال محمد أن يُلحق الدعيع بكرة اليد كحارس مرمى، وبالفعل تم تسجيله في فريق نادي الطائي، قبل أن يتجه للعب كرة القدم الذي تميز فيها جدًا.
وبعد سنوات من التألق رفقة نادي الطائي، كان الدعيع قريبًا من الانتقال إلى النصر، حتى حدثت الصفقة التاريخية التي نجح فيها الهلال في خطف الدعيع من العالمي. صدمة العمر واستعراض قوة .. عندما خطف الهلال صفقة القرن من النصر
وانضم الدعيع إلى الهلال ليحقق الكثير من الإنجازات والبطولات، كان أولها بعد 4 أشهر فقط من انضمامه للزعيم، وهي بطولة مميزة جدًا، كأس المؤسس التي تُقام كل 100 عام.
وبعدها توالت البطولات والإنجازات مع الهلال والمنتخب السعودي، ليكون ملكًا للأرقام القياسية في الكرة السعودية.
الدعيع هو أكثر اللاعبين خوضًا للمباريات رفقة المنتخب السعودي عبر التاريخ، برصيد 172 مباراة، منها 166 لعبها بشكل أساسي، ليصبح عميدًا للاعبي العالم، قبل أن ينجح المصريان حسام حسن وأحمد حسن من خطف هذا اللقب مؤخرًا.
كما أنه كان البطل الأول في تتويج السعودية بكأس أمم آسيا 1996، بتصديه لركلة ترجيح ضد الإمارات في المباراة النهائية، كما حقق بطولة كأس الخليج العربي مرتين، وغيرها من الإنجازات، ووصل الدعيع مع المنتخب السعودي في 3 نسخ من بطولة كأس العالم.
ناهيك عن إنجازاته وبطولاته مع نادي الهلال، بتحقيقه لقب الدوري السعودي 4 مرات، وكأس ولي العهد 7 مرات، وكأس الأندية الآسيوية وكأس السوبر الآسيوية وكأس الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس وغيرها من البطولات والإنجازات.
الدعيع حصل على جائزة أفضل حارس في تاريخ قارة آسيا بالقرن العشرين، من جانب الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء، في الاستفتاء الذي أجري عام 1999.
وبعد هذا التاريخ الكبير، أعلن الدعيع اعتزاله كرة القدم عام 2010، وأقيمت مباراة استعراضية بين فريقه الهلال ونادي يوفنتوس الإيطالي، بمشاركة نخبة من أفضل نجوم الكرة السعودية.
العنكبوت مبروك زايد
gettyالحقيقة أن زايد كان يسير بخطى ثابتة لكي يكون من أفضل حراس المرمى في تاريخ الاتحاد والكرة السعودية، ولكنه اعتزل اللعب مبكرًا، بسبب دخوله في أزمات مع نادي الاتحاد.
زايد بادل الدعيع الإعجاب أيضًا، حينما خرج في تصريحات صحفية، يؤكد خلالها على أن الدعيع هو مثله الأعلى، وأنه يحبه ودائمًا ما كان يتابعه.
بدأ مسيرته مع نادي الرياض، وحينما قدم مستويات رائعة ومميزة، سارع مسؤولي الاتحاد في ضمه، وبالفعل حدث هذا الأمر عام 2000 لينضم لصفوف العميد.
مبروك زايد حقق الكثير من الألقاب مع نادي الاتحاد، كما كانت مشاركاته مع المنتخب السعودي تاريخية ولن تُنسى أبدًا.
زايد استطاع أن يقود الاتحاد لتحقيق العديد من البطولات، مما جعله عضوًا من أهم أعضاء الجيل الذهبي بالعميد، والذي حقق بطولة دوري أبطال آسيا مرتين متتاليتين عامي 2004 و 2005.
ومع المنتخب السعودي شارك زايد في العديد من البطولات، أبرزها كأس العالم مرتين، عامي 2002 و 2006، كما شارك في كأس آسيا مرتين عامي 2004 و 2011، وكأس الخليج 3 مرات، وكأس العرب مرة واحدة.
وشارك زايد في 45 مباراة مع المنتخب السعودي، لعب أساسيًا في 40 مباراة، وبلغت عدد الدقائق التي لعبها مع الأخضر 3763 دقيقة.
ولكن نهايته مع عالم الساحرة المستديرة لم تكن على مستوى مسيرته، حيث أعلن اعتزاله كرة القدم، بعد دخوله في أزمة مع إدارة الاتحاد، تسببت في ابتعاده عن الملاعب.
وأكدت تقارير صحفية على أنه قد تلقى عروضًا من الشباب والهلال والنصر من أجل ضمه، ولكنه زايد تمسك بقوة بالاستمرار مع العميد، ليُعلن بعدها عن اعتزاله كرة القدم، والبقاء بجوار أسرته.
الدعيع اختار زايد ليكون خليفته في الملاعب، والحقيقة أن حارس الاتحاد السابق كان يسير بخطى ثابتة لكي يكون امتدادًا لما قدمه الدعيع، ولكن الظروف لم تساعده على هذا الأمر ويعتزل مبكرًا.
اقرأ أيضًا ..
خليفة أسطورة | الثنيان والدوسري .. أين التورنيدو من الفيلسوف الآن؟
تدخل بوتين وقتال ماكرون ونجل القذافي .. عندما تتحكم السياسة بصفقات اللاعبين!