Hector Gomez

خاص | أشهر صُحفيي فالنسيا: هذا سبب تراجع الفريق هذا الموسم، ولو كان الأمر بيدي لتعاقدت مع هذا اللاعب

إن كُنت مُشجعًا لفالنسيا أو مُهتمًا بأخباره، فإنك قد سمعت ولو مرة باسم الصحفي الإسباني "هيكتور جوميز"، الذي بات أشهر من نار على علم بين المتقفين لخطى اللوس تشي، حيث اشتهر بأخباره الحصرية ذات الموثوقية العالية، وكذلك بآرائه المباشرة التي لا يخاف في قولها لومة لائم.

وحين زيارتي إلى مدينة فالنسيا نهاية الأسبوع الماضي من أجل تغطية مباراة فالنسيا أمام فياريال، لم أشأ أن تمر الفرصة دون أن أتحدث معه، وأنقل جانبًا من شخصيته وآرائه للجماهير العربية التي تُتابعه عن كتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو برنامجه الإذاعي الشهير La tribuna، الذي بات البرنامج الرياضي صاحب المركز الثالث من حيث عدد المستمعين في إسبانيا.

بضعة دقائق من تبادل لأطراف الحديث، كانت من بين أمتع اللحظات التي قضيتها خلال رحلتي الأخيرة لإسبانيا، ولم أشأ إلّا أن أتقاسمها معكم فيما يلي:

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ما قصتك مع فالنسيا، نعلم أنك "فالنثيانو" ومن أبناء المدينة، لكن لم فالنسيا وليس فيّاريال أو ليفانتي مثلًا؟

لم يخطر على بالي يومًا أن أشجع فريقًا غير فالنسيا، أعتقد أني ورثت ذلك عن عائلتي، وخاصة والدي الذي كان مشجعًا كبيرًا للنادي. صحيح أنه لم يكن من النوع الذي يُظهر مشاعره كثيرًا، فعندما كان ينهزم الفريق، لم يكن يُظهر أنه حزين، لكني مازلت أتذكر صراخه احتفالًا ببعض الأهداف المهمة، كتلك أمام الريال مثلًا. بالنسبة لي، حبي لفالنسيا يكبر يومًا بعد الآخر

ماذا عن امتهان الصحافة، هل كان من بين أهدافك دائمًا، أم أنه أتى صُدفة؟

"الحقيقة أنني كنت أريد أن أصبح لاعب كرة القدم، مثل الكثير من الأطفال. كنت ألعب جيدًا، ومررت على عدد من أندية الإقليم، بما في ذلك مدرسة فالنسيا، رغم أن الأمر لم يدم طويلًا. عندما بلغت سن الـ20، علمت أنني لن أكون لاعبًا مُحترفًا واتجهت بعدها لعالم الصحافة. منذ الصغر كنت أحب الصحافة، ففي الصغر، كنت أعلّق على مباريات الأطفال عندما كانوا يلعبون بأغطية القنينات في المدرسة. بعد ذلك، والدي أجبرني تقريبًا على دراسة الصحافة، لأني لم أحصل على النقطة الكافية من أجل ولوج الجامعة العمومية، ولم أكن أريد أن أحملهم عناء دفع مصاريف دراستي، لكن الأمر كان يستحق العناء في النهاية"

ما سر النجاح الكبير الذي تلقاه بين مشجعي فالنسيا؟

لا أعتقد أن هناك أسرار، كنت أعلم أنه يجب أن أعمل بجد كبير لتحقيق أهدافي، وهدفي كان أن أصبح صحفيًا مسؤولًا عن تغطية مباريات فالنسيا. لم أكن أريد أي شيء آخر. لم أكن أبحث عن العمل مع أي نادٍ آخر، ولا أعتقد أن مهنتي كصحفي تتعارض مع حبي لفالنسيا. حبي ذلك جعل الناس ترى نفسها فيّ، فأنا أعبّر عما يخالجني دائمًا، سواءً في الفوز أو الخسارة، والناس يرون أني أعبر عما بداخلهم. دائمًا ما أقول ما أظنه في جميع الحالات، والأمر له إيجابياته وسلبياته عمومًا، لكن ذلك يُعجب المشجعين لأنهم يُعبِّر عنهم

كثيرون يرونك كأكثر صحفي فالنسيا شعبية، هل تعتبر نفسك كذلك؟

لا، طبعًا لا. يُعجبي أن أعرف أن برنامجي معروف بين الناس ويستمعون له كثيرًا، لكني لا أرى نفسي كشخصية مشهورة. أنا صحفي ولا شيء أكثر من ذلك، وما يُعجبي هو تحقيق برنامجي لأرقام عالية، وأن يكون موثوقًا بين الناس، وذلك يجعلني راضيًا على ما أقوم به. المصداقية هي أمر مهم جدًا في عملي كصحفي، وأفضل شيء هو أن ترى الناس تثق في أخبارك، أكثر من الشعبية

هل متابعتك من طرف أناس كثيرين يضع عليك ضغوطًا أكبر؟

طبعًا. في البداية عملت في إذاعات لا يستمع لها سوى والدتي وعائلتي، والأمر تغير الآن. الأمر يضع عليك ضغوطًا كثيرة، لأنك تعلم أنه في حالة الخطأ، ستجد أشخاصًا كثر وراءك. كما هناك أشخاص يحبونك، هناك آخرون لا يمنحونك نفس التقدير، وينتظرون أول سقطة من طرفك للانتقاد. الأمر يجعلك مُجبرًا على التعامل بحذر كبير مع كل معلومة تقدمها للجمهور، وعند الخطأ، يجب أن تعترف بخطئك تم تمضي قدمًا، وذلك أمر مهم جدًا

هل يُفاجئك تواجد مشجعين كُثر لفالنسيا في العالم العربي؟ وما رسالتك لهم؟

تفاجأت بعدد مُشجعي الفريق في تلك المنطقة، ومع مرور الوقت، تعرّفت على بعضهم عبر تويتر، وعلمت أنهم يتابعون ويدعمون الفريق من أماكن مختلفة، كالمغرب والإمارات وبلدان كثيرة. لقد كانت مُفاجأة رائعة بالنسبة لي، ومعرفة ذلك تعطيني حافزًا إضافيًا، فيكفي أن تتساءل لماذا يُشجع هؤلاء فالنسيا رغم بُعد المسافة لتعرف حجم هذا النادي. بعضهم نشيط جدًا في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يُمكنني سوى أن أكون سعيدًا وفخورًا بذلك

Hector Gomez

من هو أفضل فالنسيا في التاريخ بالنسبة لك؟

أفضل فالنسيا شاهدته شخصيًا هو فريق رافاييل بينيتز، لكني أحمل تقديرًا خاصًا لفالنسيا كلاوديو رانييري...في الحقيقة، سأتذكر دائمًا فريقين، فريق لويس أراجونيس الذي لم يفز بشيء وكان وصيف الدوري في سنته الأول 96، لكني شعرت حينها أن فالنسيا قادر على أن يُصبح بطلًا، وذلك الشعور لن يتغير أبدًا. في ذلك الوقت، كان عُمري 11 سنة فقط، وكنت أنتظر بشغف كل مباراة وكان شعورًا لا يُصدق. ثم أتذكر فريق كلاوديو رانييري الذي لم يكن جيدًا في الدوري، لكنه كان يلعب بطريقة واضحة وبمهاجم واحد (كلاوديو لوبيز) وتمكن من الفوز بلقب الكأس في مباراة حضرتها مع والدي ولن أنساها أبدًا. بالطبع فالنسيا بينيتيز كان الأفضل، لكني أحمل تقديرًا كبيرًا لفريقي كلاوديو رانييري ولويس أراجونيس.

لماذا يحتاج فالنسيا من أجل العودة للفوز بالألقاب؟

أشياءٌ كثيرة، لكن أهم شيء هو أن ينجح النادي في تكوين فريق يضم لاعبين متفانين جدًا ومُحاربين. فالنسيا لم يفز بالألقاب سوى رفقة تلك النوعية من اللاعبين، وأعتقد أيضًا أن الفريق الحالي يحتاج إلى خبرة أكبر داخل المجموعة...الموهبة والخبرة والتفاني قد تُساعد على جعل فالنسيا هذا بطلًا. الأهم بين ذلك في رأيي هو التفاني والكفاح من أجل الفريق، يجب ضم لاعبين يُريدون التواجد هنا، وأتذكر حديثًا لكيلي جونزاليس مؤخرًا تعلم أن اللاعبين كانوا يأتون لفالنسيا من أجل الفوز بالألقاب، وكانوا يقدمون كلما لديهم لتحقيق ذلك.

دعنا نتحدث قليلًا عن فالنسيا الحالي الذي يمر بموسم غريب جدًا. في الصيف، كل شيء كان يبدو جيدًا مع التعاقدات وحالة الاستقرار التي كان يعيشها النادي، لكن النتائج الإيجابية تأخرت في الوصول وبدأت الشكوك في الظهور. ما مُشكلة الفريق؟

أعتقد أن فالنسيا يملك فريقًا قادرًا على تقديم أداءٍ أفضل بكثير مما قدمه حتى الآن، ونفس الشيء ينطبق على النتائج. بالنسبة لي، من بين المشاكل التي عانى منها فالنسيا منذ بداية الموسم هي أن المدرب اعتمد على نظام المُداورة مبكرًا وبشكل غير ضروري، فلم تأت النتائج وفقد اللاعبون الثقة في أنفسهم وهناك فقد السيطرة قليلًا على غرفة الملابس. عندما قُلت ذلك في برنامجي، تم انتقادي كثيرًا، لكني لم أعن بذلك أن اللاعبين أرادوا أن يُقيلوه، لكن الشكوك بدأت تظهر بين اللاعبين. بعض اللاعبين لم يكونوا في صف المدرب بشكل كامل، ورودريجو الذي يُظهر الآن أنه يدعم مارسيلينو بشكل كامل، كان يملك علاقة متباعدة عن المدرب في فترة ما من الموسم. حاليًا، الأمور تغيرت، واللاعبون باتوا ملتفين حول مدربهم، وهذا أمر مهم جدًا وقد يغيّر الوضع تمامًا. ذلك قد يجعلهم يفوزون بكأس الملك أو بالدوري الأوروبي.

Hector Gomez

كصحفي يُتابع النادي بشكل يومي، هل لاحظت أن أجواء النادي تغيرت مقارنة بالموسم الماضي؟ هل ظهرت مشاكل بين اللاعبين مثلًا؟

لا أعتقد ذلك، الشيء الوحيد الذي تغيّر هو النتائج، وعندما تتغير النتائج يتغير كل شيء. النادي عانى الموسم الماضي من مشاكل مؤسساتية كثيرة، لكن لا أحد تحدث عنها لأن الفريق كان يبصم على موسم جيد، وذلك ينطبق على غرفة الملابس. عندما يفوز الفريق، كل شيء يسير بانسيابية بين اللاعبين، والعكس يحدث عندما لا تُحقق نتائج إيجابية، خاصة وأن النادي يمر بموسم مهم كموسم المئوية. الآن، ومع النتائج التي حُققت مؤخرًا، أعتقد أن الفريق قد يسير في الطريق الصحيح، خاصة مع عودة جيديس وكوندوبيا من الإصابة والتعاقد مع مُهاجم جديد

إن أخذنا بعين الاعتبار إمكانيات فالنسيا الحالية، من هو اللاعب الذي كنت لتتعاقد معه لتدعيم هذا الفريق؟

لو كان الأمر بيدي، وقد قلتها سابقًا، سأختار واحدًا بين هذين المُهاجمين: بورخا إيجليثياس أو راؤول دي توماس، وأميل أكثر لدي توماس. هو لاعب يملك مواصفات نجح بها لاعبون كثر مع فالنسيا. لاعب شاب، بجودة كبيرة ومميز أمام المرمى، كما أنه إسباني ويعرف جيدًا الدوري، ويملك رغبة كبيرة في التطور. ذلك سيكون تعاقدي المفضل من أجل الصيف.

لاعب أو مدرب ربطتك به علاقة مميزة خلال مسيرتك كصحفي؟

لا يوجد الكثيرون، لكني أملك لاعبًا أعتبره صديقًا، وهو الأسطورة ريكاردو آرياس الذي خاض أكبر عدد من المواسم مع النادي حقق ألقابًا كثيرة ولعب رفقة ماريو كيمبيس، وأعتبره أكثر من صديق، أعتبر عرّابًا لمسيرتي الصحفية. دائمًا ما ساعدني في كلما أحتاجه، وعمل معي دون أن يحصل على فلس واحد.

سأخيرك بين اسمين اثنين وعليك أن تختار واحدًا بينهما:

أليماني أو سالفو: أليماني مسير مميز جدًا في فالنسيا، لكني أفضل سالفو لأنه يعني الكثير بالنسبة للنادي على أصعدة كثيرة.

إيمري أو مارسيلينو: لم تُعجبني شخصية إيمري أبدًا حينما كان في فالنسيا، وبالتالي أفضل مارسيلينو لأنه يملك خطابًا أكثر طموحًا.

باريخو أو ألبيلدا: لا توجد مقارنة بينهما في رأيي، ألبيلدا يعني الكثير لفالنسيا، فقد كان لاعبًا لا يُصدّق ومهمًا على أصعدة كثيرة. شخصية قيادية وكان دائمًا يقوم بمجهود لدفع الفريق نحو الأمام، وكان يؤثر أيضًا على زملائه.
إعلان