صراع الورود .. مواجهة من نوع خاص بين مانشستر يونايتد وليدز في الجولة الرابعة عشر من الدوري الإنجليزي، حيث تحمل الكثير من الذكريات التي لا تنسى بين الطرفين.
مانشستر بقيادة أولي جونار سولشاير، يسعى من أجل مواصلة الانتصارات، والاقتراب من قمة البريميرليج لمنافسة ليفربول وتوتنهام.
وعلى الجانب الآخر يسعى المخضرم مارسيلو بييلسا، لقيادة ليدز العريق لإسقاط العدو اللدود على ملعب أولد ترافورد، لأنها أكثر من مجرد مباراة عادية.
الفوز على مسرح الأحلام يحمل الكثير من الأهمية المعنوية لليدز، لو نجح فيه بييلسا ستكون هدية الموسم لجماهير فريقه بكل تأكيد.
ولكن قبل هذه المباراة، كيف بدأت العداوة بين الناديين وما أسبابها؟




خصومة تاريخية
Gettyالعداوة المعروفة بـ"صراع الورود"، بدأت بسبب العداء القوي بين مقاطعة لانكشاير ويوركشاير على مدار التاريخ، حيث يعود الأمر لحروب الوردتين في القرن الخامس عشر.
المسافة بين مدينتي ليدز ومانشستر تصل إلى 40 ميلًا، ولكن العداوة تظل حاضرة وتعتبر من الدرجة الأولى في الدوري الإنجليزي، خاصة في عصور ازدهار ليدز عندما كان منافسًا قويًا على البطولات.
التنافس تجاوز ملعبي الفريقين أولد ترافورد وإيلاند رود في الماضي، حيث ازدادت حدة العداء على مر السنين خاصة في فترة السبعينيات.
شغب كرة القدم في بريطانيا كان في قمته بتلك الفترة، حيث كانت هناك معارك بين المشجعين المشاغبين في شوارع إنجلترا.
أعنف الاشتباكات في كرة القدم البريطانية كانت بين جماهير ليدز ومانشستر يونايتد، وحدثت العديد من الإصابات بين الطرفين، قبل أن تهدأ أعمال الشغب تمامًا.
بداية الهدوء
Getty Imagesالسبب الرئيسي لهدوء هذه الظاهرة، كان لهبوط ليدز يونايتد في عام 1982، السنة التي توجه فيها الفريق إلى دوري الدرجة الثانية، وبعودة النادي إلى الدوري الإنجليزي مرة أخرى في 1990 كانت الأمور أقل حدة بكثير.
ليفربول أصبح العدو الأشرس لمانشستر في هذه الفترة، بسبب التنافس بينهما على البطولات المحلية مع هبوط مستوى ليدز بالتدريج.
ومع ذلك كانت تعتبر جماهير ليدز الشياطين الحمر هم العدو الأكبر لهم، رغم تركيز جماهير مانشستر على ليفربول.
حروب الورود
Gettyالتنافس الرياضي بينهما يمثل العداوة الراسخة بين مقاطعتي يوركشاير ولانكشاير، حيث بدأت مع حروب الورود، وهي سلسلة من الحروب الأهلية التي دارت بين البيوت الملكية على عرش إنجلترا في القرن الخامس عشر.
المعارك وقتها كانت دموية بشكل خاص، وبالتحديد معركة توتون التي وقعت على بعد 15 ميلًا من ليدز، حيث وصفت بأنها المعركة الأكثر دموية في تاريخ إنجلترا.
اقرأ أيضًا .. مانشستر يونايتد يقضي على أحلام برشلونة وريال مدريد في ضم راشفورد
برونو فيرنانديش .. ما رأيك أن نعتبره الأفضل في العالم؟
تتوافق ألوان قمصان كل فريق منهما مع الوردة التي تمثل المقاطعة التاريخية، ليدز يرتدي القميص الأبيض الذي يشبه وردة يوركشاير ومانشستر يونايتد بقميص أحمر مثل وردة لانكشاير.
ليدز اعتمد على اللون الأبيض في الستينيات، حيث استوحى هذا اللون من قميص نادي ريال مدريد الإسباني، وأما مانشستر يونايتد فلم يعتمد اللون الأحمر منذ بدايته بشكل دائم.
الثورة الصناعية والخائن سميث
Gettyالتنافس المباشر بين مدينتي ليدز ومانشستر، نشأ مع بداية الثورة الصناعية في بريطانيا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث كانت تمر الدولة بمرحلة غير مسبوقة من النمو الاقتصادي.
مدينة ليدز كانت تنمو بسرعة بفضل صناعة الصوف، وأما مانشستر فقد اشتهرت وقتها بالازدهار في صناعة القطن.
وفي القرن التاسع عشر شيدت مدينة ليدز قاعة مثيرة للإعجاب، لترد مانشستر من خلال تشييد أعمال معمارية مذهلة، لتزداد حدة التنافس.
الصراع الكروي بين الفريقين كان في قمته، قبل هبوط ليدز يونايتد وغيابه عن الدوري الإنجليزي لسنوات طويلة، بينما ظل مانشستر محتفظًا بمكانته رغم التعثرات.
ليدز مر بصعوبات مالية شديدة، بعد ضخ مبالغ ضخمة من أجل الوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2001، حيث هبط الفريق وغادر الدوري الإنجليزي في موسم 2003/2004.
آلان سميث وجه الصدمة الأكبر لجماهير ليدز، عندما قرر الانتقال إلى مانشستر يونايتد في 2004، ليطلق عليه لقب "الخائن" بسبب رحيله إلى العدو التقليدي رغم تقبيله المستمر لشعار النادي.
زيارة بييلسا لأولد ترافورد ستحمل الكثير من الذكريات بين الطرفين، فهل تمر المباراة بشكل ودي؟ أم يتجدد الصراع من جديد؟
