أعلن توتنهام تعيين جوزيه مورينيو مدرباً للفريق بدلاً من المُقال ماوريسيو بوتشيتينو، لتكون عودة البرتغالي من نفس الدوري الذي شهد تجربته التدريبية الأخيرة في 2018 مع مانشستر يونايتد.
ويبدو أن جون ميشيل أولاس، رئيس ليون، كان محقاً عندما كشف في وقت سابق أن مورينيو رفض تدريب فريقه بسبب اتفاقه بالفعل مع نادي إنجليزي، إذ أن عملية رحيل بوتشيتينو وتعيينه لم تأخذ بضع ساعات.
مورينيو يعود للأجواء التدريبية التي بكى مؤخراً لافتقادها، ويعود لدوري لا يوجد مدرب في السنوات الأخيرة أكثر منه دراية به بعد التجارب مع تشيلسي ثم يونايتد، والآن محطة جديدة جديدة كلياً عليه.
تعود "السبيشال وان" على الاحتماء بتاريخ ناديه، والتفاخر بأنه في النادي الأفضل في العالم أو بالبطولات التي يملكها فريقه، ولكنه في سبيرز سيجد فريقاً غائباً عن الانتصارات المحلية منذ سبتمبر الماضي، وآخر ألقابه يعود إلى عام 1991 في كأس الاتحاد، بينما لم يحقق الدوري منذ ستينيات القرن الماضي.
Socialالوضع الحالي يشبه تجربة مورينيو الأولى في إنجلترا عندما تولى تدريب تشيلسي في 2004، نادي لا يملك رصيداً كبيراً من البطولات أو التاريخ، ولكن معه إدارة طموحة، والأهم، الأموال لتلبية طلباته من لاعبين، ولكن سيكون أمام تحدي كبير لزرع عقلية انتصارية في فريق تعود على الرضا بالمراكز الترتيبية ليس أكثر، وكان شغله الشاغل بالسنوات الأخيرة جمع الأموال بكل السبل، سواء بيع نجومه مثلما كان الحال في الماضي مع جاريث بيل ولوكا مودريتش، أو مواكبة لتطورات العصر ببناء ملعب جديد.
المدير الفني البرتغالي سيكون هو شخصياً أمام تحدي جديد لإعادة إطلاق مشواره بعد محطة مانشستر التي رغم كل الصعوبات التي واجهته، ولكن تعد من الأفشل في مسيرته على صعيد النتائج، وسيكون عليه إثبات أنه قادر على التطوير من أساليبه التكتيكية والتعلم من أخطاء الماضي لتأكيد أنه لايزال قادراً على مواكبة الجيل الحالي من المدربين، وقادر على التعامل مع لاعبي الجيل الحالي من اللاعبين بعد تعوده على فئة أصبحت نادرة حالياً كانت مستعدة لبذل الغالي والنفيس من أجله في أرضية الملعب.
في سبيرز سيجد مورينيو تشكيل من اللاعبين يتناسب كثيراً مع أفكاره، مهاجم مميز في صورة هاري كين يعيد ذكريات ميليتو ودروجبا، وأجنحة سريعة على شاكلة سون ومورا، وسيكون أمام مهمة ليست بالسهلة لاسترجاع الثنائي كريستيان إريكسن وديلي ألي، الأول كان راغباً بالرحيل ولكن الآن قد يتغير الوضع، والثاني تراجع كثيراً هذا الموسم.
Getty Imagesخط وسط توتنهام أيضاً يتشابه مع أسلوب لعب البرتغالي، فهناك مزيج بين القوة البدنية والمهارات في تونجاي ندومبيلي وموسى سيسكو وهاري وينكس وجيوفاني لو سيلسو، ولكن المركز الذي قد يثير قلقه هو الدفاع الذي يحتاج لترميم كبير بعد سباعية بايرن وتلقيه 17 هدفاً بالدوري حتى الآن.
مورينيو وتوتنهام تبدو تجربة مثيرة للاهتمام، وإضافة ثرية للبريميرليج عودة المدير الفني بتصريحاته وأجوائه الخاصة داخل وخارج الملعب، ولكن سيكون أمام مهمة صعبة لإنقاذ الفريق بعد البداية الكارثية، فارق 11 نقطة عن المربع الذهبي ليست بالأمر الهين، وإن كان يفصله عن المركز الخامس فقط ثلاث نقاط، فهل يعود "السبيشال وان" من الباب الكبير عبر بوابة "وايت هارت لين" ومعه يكسر توتنهام غيابه عن منصات التتويج؟


