diego simeoneGoal/Getty

جنت على أهلها براقش .. سيميوني ذبح أتلتيكو مدريد بتكرار أخطاء الماضي!

في التراث العربي يستعمل المثل الشهير جنت على أهله براقش عندما يوقع أحدهم نفسه أو أقرب الأشخاص له في مشاكل وأزمات يصعب الخروج منها.

كمثل براقش الكلبة التي أغار على قومها اللصوص فقامت بالنبح ونبهت الجميع لمكانهم، فقتل اللصوص أهلها ثم قتلوها وحصلوا على مرادهم ورحلوا.

ربما لم تقصد براقش أي أذى لأهلها لكنها فعلت ذلك على الرغم من نيتها الحسنة، وكانت السبب في هلاكهم الأبدي.

الأمر نفس نراه يتكرر هذا الموسم في صفوف أتلتيكو مدريد، بعد أن كان الفريق يصنف كالأفضل في أوروبا خلال الموسم الجديد بسبب نتائجه الطيبة.

أصبح أتلتيكو مدريد هينًا وسهلًا نوعًا ما للخصوم، ورأينا الفريق يخسر النقاط بشكل متتالي في الدوري الإسباني أمام خصوم أقل، ويخرج من دوري أبطال أوروبا أمام تشيلسي الغير مستقر بهزيمتين متتاليتين داخل وخارج أرضه.

قبل كل ذلك خرج من كأس ملك إسبانيا من كورنيا الذي يلعب في الدرجة الثالثة، وهنا كانت بداية السقوط للهاوية.

لكن ما هي الأسباب خلف ذلك التراجع الكبير والسقوط؟ وكيف كان سيميوني هو السبب في ذلك؟ هذا ما نستعرضه فيما يلي:

النتائج الخادعة!

ربما أظهرت النتائج أتلتيكو مدريد قويًا مع بداية الموسم، حسنًا فالفريق الذي يتفوق على برشلونة وريال مدريد في الترتيب لابد أن يكون قويًا.

لكن الحقيقة أن القوة الكبيرة التي ظهر بها أتلتيكو مدريد بسبب النتائج ما هي إلا قوة ظاهرية، تسبب فيها تقدمهم في الترتيب، وطريقة سير الفريق في الدوري الإسباني.

أتلتيكو مدريد حقق الفوز في سبع لقاءات بفارق هدف واحد بالدوري الإسباني خلال الموسم الجاري، وعشر مباريات بفارق هدفين، هذا يعني 51 نقطة من إجمالي 63 حصل عليهم الفريق حتى الآن.

الفريق بعض الأحيان لم يكن يقدم المردود الهجومي المطلوب منه، ولم يكن ليسجل الأهداف لولا المهارة الفردية لعناصر الخط الأمامي أمثال لويس سواريز وجواو فيليكس.

خطيئة سيميوني

المدرب الأرجنتيني حصل على عناصر أقوى في تشكيلته مما كان عليه الوضع في المواسم الماضية.

لويس سواريز وجواو فيليكس واستعادة ساؤول بالإضافة لكوكي الذي أصبح أساسيًا في منتخب إسبانيا، وغيرها من العناصر المذهلة.

diego simeoneGoal/Getty

لكن في الوقت نفسه وبالرغم من وجود عناصر صف أول في أتلتيكو مدريد وتطوير سيميوني نفسه لعدة لاعبين، لم يحسن أو يطور الرجل من أسلوب لعبه.

أتلتيكو مدريد يملك محرك طائرة نفاثة، بمقاعدة في غاية الراحة والرفاهية وخدمات عديدة بداخلها، لكن هيكلها الخارجي قديم ونال الصدأ منه وبدأ يتداعى أمام الكرة السريعة، وأمام الخصوم الذين يتركون له الكرة، فلا يعرف سيميوني ولا رجاله ما الذي عليهم أن يفعلوه بها.

سيميوني أعاد تكرار أخطاء الماضي من جديد ووضع فريقه في ورطة قبل أسابيع قليلة من نهاية الموسم الجاري، وخرج من كل البطولات ولا يبقى له سوى الدوري الذي استفاق فيه برشلونة وريال مدريد مؤخرًا.

أسباب ظهور التراجع!

كما اتفقنا أن أتلتيكو مدريد لم يكن بالقوة التي تصورها الجميع في بداية الموسم، وأنها كانت قوة ظاهرية فقط بروزتها النتائج الجيدة للفريق، سنتفق الآن على أن التراجع الحالي ما هو إلا ظهور لحقيقة النادي العاصمي.

الأسباب التي ظهر بها الفريق على حقيقته هي تراجع خط الهجوم وأرقامه التهديفية في الأسابيع الأخيرة، وبالتالي أصبح السلاح الذي يفوز لهم بالمباريات عاطلًا.

بالإضافة لذلك تعرض الفريق ككل لضغط المباريات وصعوبة المنافسة في الليجا واستمرار الخصوم في القدوم من خلفهم.

أضف لكل ذلك تحسن المنافسين برشلونة وريال مدريد، وظهور نتائجهم بشكل أفضل في الأسابيع الأخيرة، بالتحديد منذ بداية العام الجاري.

ماذا بعد؟!

على أتلتيكو مدريد أن يصمد في الأسابيع المقبلة لو أراد لنفسه الخروج بلقب تاريخي من براثن برشلونة وريال مدريد مثل ذلك الذي ناله في 2014.

diego simeoneGoal/Getty

سيميوني: ركلة الجزاء غير المحتسبة ليست مهمة.. تشيلسي كان أفضل بمراحل منّا!

سيكون على سيميوني أن يجد حلولًا بديلة وأن يطور من هجومه وأسلوب لعبه وقت امتلاك الكرة.

لو أراد سيميوني أن ينقذ موسمه فعليه أن يحصل على لقب الدوري، الذي أصبح الوحيد المتاح له في الوقت الحالي، أما إذا أراد أن ينهي مسيرته في النادي العاصمي، فليخرج بموسم جديد دون بطولات، وينتظر قرار رحيله في الصيف المقبل.

إعلان