Kylian Mbappe Arshavin MacronGetty

تدخل بوتين وقتال ماكرون ونجل القذافي .. عندما تتحكم السياسة بصفقات اللاعبين!

رغم الشعارات والمطالبات المستمرة حول عدم تدخل السياسة في الرياضة وبالتحديد كرة القدم، إلا أن الظروف والأحداث المتغيرة تدفعنا إلى مواجهة هذا التدخل في مختلف جوانب اللعبة.

الأمر ظهر بشكل واضح في أزمة أوكرانيا وروسيا الأخيرة، والتي شهدت حالة واضحة من التضامن الرياضي مع الجانب الأوكراني وبعض الإجراءات الرسمية وغير الرسمية ضد روسيا من الناحية الرياضية.

وبعيدًا عن هذه القضية سنتطرق هنا إلى الانتقالات، وإمكانية تأثير رجال السياسة وقادة الدول في صفقات اللاعبين والتحكم بشكل مباشر أو غير مباشر في مصائر النجوم.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

الأمر أحيانًا يكون بصورة معلنة من خلال تصريحات رسمية، أو محاولات خلف الكواليس لحث أي لاعب على البقاء بناديه أو تفضيل الانتقال لفريق دون الآخر..

ماكرون ومبابي

Kylian Mbappe PSG Angers Ligue 1 2021-22Getty Images

لعل النموذج الأقرب والأكثر حداثة هو ما خرج به إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا، ليؤكد استعداده لبذل كل ما بوسعه من أجل بقاء مبابي مع باريس سان جيرمان.

الأمور معقدة في الوقت الحالي بين استمرار المهاجم الشاب أو انتقاله إلى ريال مدريد، ولكن ما قاله ماكرون يعكس الأهمية البالغة التي يحملها مبابي لبلاده.

ومن جانبه خرج الرئيس الفرنسي بتصريحات تؤكد ضغطه بشدة على استمرار اللاعب وعدم مغادرته إلى الدوري الإسباني.

أوضح أيضًا بشكل ساخر أنه يرغب في انتقال مبابي إلى فريق مارسيليا الذي يشجعه الرئيس الفرنسي.

MacronGetty

وقال ماكرون: "لسوء الحظ، لا يمكنك التحدث عن ذهاب كيليان مبابي إلى مارسيليا، إذا كان على استعداد للمجيء كنت سأقاتل لتحقيق ذلك، لكنه قال "ليس بهذه السرعة".

وواصل: "لذلك من الأفضل أن نقاتل من أجله للبقاء في الدوري الفرنسي لأنه لا يزال لاعبًا رائعًا".

بوتين وصفقة أرشافين

Andrey Arshavin of ArsenalGetty Images

ربما تكون أحد أكثر الصفقات تعقيدًا في تاريخ آرسنال، حيث استمرت حتى اللحظات الأخيرة من فترة الانتقالات الشتوية في عام 2009.

الجناح الروسي أندري أرشافين كان يلعب وقتها بنادي زينيت الذي كان يتمتع بوزن سياسي هائل في روسيا لأسباب اقتصادية ورياضية.

صعوبة الصفقة هنا كانت تكمن في عدم تمكن أرسين فينجر كعادته في الدخول بمفاوضات مباشرة مع زينيت، بل كانت هناك بعض التدخلات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يدير شركة "جازبروم" المالكة لزينيت.

وقام وكيل اللاعبين جون سميث بالحديث عن هذه الصفقة من خلال كتابه "The Deal" مشيرًا إلى استمرار المحادثات لمدة تصل إلى 3 أشهر، حيث كان يحاول آرسنال تخفيض القيمة المالية للصفقة.

ArshavinGetty/Pressox

السيناريو المثالي لآرسنال وقتها كان ضم اللاعب مقابل 7.5 مليون جنيه استرليني، واستعان برجل الأعمال الروسي أليشير عثمانوف أحد الملاك وقتها لتسهيل الأمر.

ولكن إدارة زينيت رفضت قبول هذا السعر بتوصية من بوتين، ليتعاقد آرسنال أرشافين في اللحظات الأخيرة مع اللاعب بعد معاناة طويلة مقابل 15 مليون جنيه استرليني.

وقال جون سميث إنه اضطر إلى دفع مبلغ 1.2 مليون استرليني من ماله الخاص لرفع العرض الذي تقدم به آرسنال بـ14 مليونًا، لإنجاح الصفقة بعد انتشار الأنباء حول فشلها وبقاء اللاعب مع زينيت.

السادات وأمين دابو

نعود بالذاكرة إلى عام 1976، عندما كان يتألق اللاعب السعودي أمين دابو بقميص النادي الإسماعيلي المصري، وفي نفس الوقت، تولى المدرب البرازيلي ديدي، وأحد أفضل المدربين الذين مروا على الكرة السعودية في التاريخ، تدريب فريق الأهلي السعودي.

ديدي طلب من مسؤولي الأهلي السعودي، ضم أمين دابو من صفوف الإسماعيلي، وبالفعل بدأ مسؤولي الفريق الجداوي في التحرك، من أجل ضم اللاعب المميز.

الأمير عبد الله الفيصل تحدث مع النادي الإسماعيلي بشكل رسمي، من أجل ضم أمين دابو، ولكن مسؤولي الدراويش رفضوا فكرة رحيل اللاعب عن صفوف فريقهم، نظرًا لاحتياج الفريق لخدماته.

ولكن في مناسبة حضرها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، تواجد فيها الأمير عبد الله الفيصل، وطلب التدخل من جانب السادات من أجل ضم دابو لصفوف الأهلي.

الرئيس المصري لم يتأخر، وتحدث بالفعل مع مسؤولي النادي الإسماعيلي، وطلب منهم انتقال أمين دابو إلى الأهلي السعودي، ولم يتردد مسؤولي الدراويش في تلبية طلب أنور السادات نظرًا لمكانته الكبيرة، وحدثت الصفقة بالفعل.

اقرأ التفاصيل كاملة

وبالحديث عن الكرة المصرية سنجد مؤخرًا تصريحات سايريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا، بعد تعيين بيتسو موسيماني كمدرب للأهلي المصري، ورسالة الدعم المؤثرة له، وهو ما يعكس أهميته كممثل لبلاده بأحد أهم عمالقة القارة.

نجل القذافي

Al-Saadi al-Gaddafi PerugiaGetty Images

الساعدي القذافي هو نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وكان صاحب أغرب قصص الانتقال في تاريخ الدوري الإيطالي.

كان نجل القذافي شغوفًا بكرة القدم وحرص على خوض مسيرة مميزة في الملاعب الليبية بل امتد الأمر كذلك إلى الاحتراف.

وتحقق حلم الساعدي أخيرًا بارتداء قمصان بيروجيا وأودينيزي وسامبدوريا في إيطاليا، لكنه لم يلعب سوى مرتين فقط في 4 سنوات ولدقائق قصيرة جدًا.

وجاء ذلك بسبب عدم ظهوره بمستوى بدني أو فني قياسًا بلاعبي المسابقة، حيث جاء انتقاله بسبب تدخلات سياسية فقط لا أكثر.

وخرج الاعتقاد وقتها أن انتقال الساعدي إلى بيروجيا في 2003 كان سببه سيلفيو بيرلسكوني رئيس وزراء إيطاليا السابق، والمعروف بعلاقته القوية مع القذافي.

GaddafiGetty/PressBox

وكان أحد أهم الأهداف وراء هذه الصفقة بعض الطموحات الاستثمارية والاقتصادية بين الطرفين، بعد رفع الحصار المفروض على ليبيا منذ عام 1988.

وعرف وقتها الساعدي بحياة الترف المثيرة للجدل في إيطاليا، وقام بمحاولة تحسين مستواه الفني بالاستعانة بالأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا لتعليمه بعض المهارات ولكنه فشل في تغيير أي شيء.

وكانت اللحظة الأبرز في تجربة نجل القذافي في إبريل 2004 عندما جاء الموعد المنتظر بمواجهة فريقه ضد ناديه المفضل يوفنتوس، حيث لعب 15 دقيقة ولمس الكرة مرات قليلة، وقيل بعدها إن إشراكه في هذه المواجهة كان من أهم الشروط الرئيسية في عقده.

اقرأ أيضًا ..

إعلان