Pep Guardiola Phil Foden Kai Havertz Manchester City Chelsea GFXGetty/Goal

تحليل | تشيلسي بطل أوروبا .. تخطئ تعاقب يا جوارديولا!

في كل مرة، كانت الظروف تخونك ربما، حسبة خاطئة مبررة، الحظ يخرج لسانه، قل كما شئت عمّا سلف، أما هذه المرة، فتشيلسي كان بطلًا لأن توخيل استحق عن جدارة، ولأنك أخطأت خطأ يستحق العقاب يا بيب يا جوارديولا. 

اليوم، حقق تشيلسي لقب دوري أبطال أوروبا بالفوز في المباراة النهائية على مانشستر سيتي بهدف مقابل لا شيء، ليتوّج باللقب الأوروبي الأغلى للمرة الثانية في تاريخه. 

التشكيل لم يكن مفاجئًا بالنسبة لتوماس توخيل، ولكنه من جهة بيب جوارديولا كان خارج إطار التوقعات بدون لاعب ارتكاز، وباعتماد على رحيم ستيرلينج الذي لازم دكة البدلاء في الأدوار السابقة من دوري أبطال أوروبا. 

بالنسبة لتشيلسي لم يتخلَ توماس توخيل عن الـ 3/4/2/1 المعتادة له في الأشهر الأخيرة، أي منذ وصوله إلى إدارة البلوز بالأحرى، وعلى مستوى الأسماء أيضًا لم يكن هناك مفاجآت وجاء الأمر وفقًا لما هو معتاد. 

بالنسبة للأسماء جاء إدوارد مندي في حراسة المرمى، ثلاثي في خط الدفاع سيزار أزبيليكويتا وياجو سيلفا وأنطونيو روديجير على اليمين ريس جيمس وعلى اليسار بن تشيلويل، في وسط الملعب يأتي جورجينيو ونجولو كانتي، خلف الثنائي ميسون ماونت وكاي هافيرتس، وأمامهم مهاجم وحيد وهو الألماني تيمو فيرنر

على الجانب الآخر، كان بيب جوارديولا وفيًا أيضًا ولكن لعاداته التي تجعله يلجأ إلى تغييرات خططية في الأوقات الحاسمة وخاصة في دوري أبطال أوروبا، ولكن الفارق أن ذلك حدث في هذه المرة وهو يخوض النهائي الأول له منذ 10 سنوات في أعرق الكؤوس الأوروبية. 

في حراسة مرمى مانشستر سيتي جاء إيدرسون، أمامهم كايل ووكر وروبن دياش وجون ستونز وزينتشينكو، ثلاثي في الوسط جوندوان وبيرناردو سيلفا وكيفين دي بروينه، خلف ثلاثي الأمام فيل فودين ورياض محرز ورحيم ستيرلينج. 

بتلك الخطة لعب جوارديولا بلا ارتكاز دفاعي فتخلى عن فيرناندينيو ورودري، ولجأ إلى جوندوان ليكون في قلب الوسط، في مغامرة أمام ثنائية كانتي وجورجينيو وأمام توخيل الذي يستطيع إدارة معارك الوسط جيدًا. 

خلف الدفاع 

في الشوط الأول، كانت هناك أكثر من فرصة سانحة للتسجيل لتشيلسي، بعضها أضاعها فيرنر وبعضها الآخر أبعده الدفاع، من العمق ومن الأطراف، وبأكثر من طريقة يترجم بها فريق توماس توخيل كراته الهجومية. 

ولكن سخرية القدر جاءت بالشكل الذي كان يجب أن تأتي به، جوارديولا يترك قلب وسط الملعب فارغًا بلا لاعب ارتكاز، يوسّع الملعب عرضيًا أكثر من اللازم، تُفتح فراغات في العمق ومساحات خلف الدفاع المتقدم يمكن أن تركض فيها الخيل بحرية، فما النتيجة المنتظرة؟ 

أحسنت، كما قلت في سرك للتو، العقاب والهدف كان يجب أن يأتي من خلال ذلك الخلل الذي كان يعرف جوارديولا أنه سيحدث حين يدخل بتلك الخطة واللعب بجوندوان على الدائرة وحده. 

توخيل فهم الدرس جيدًا، لعب على التحولات بصورة مميزة، الضغط على مراحل كما يجيد، واصطياد الفرص من خلال التحولات للوصول إلى المرمى بأقل عدد ممكن من اللمسات، وإذا منحك الخصم الفرصة لذلك مفرّغًا قلب الملعب لك، فإن الأمر يكون أكثر سهولة بكل تأكيد. 

تفطّن بيب ولكن متى؟

Pep Guardiola Manchester City Champions League final 2020-21Getty Images

في شوط المباراة الثاني أقحم جوارديولا جابرييل جيسوس بدلًا من دي بروينه المصاب مضطرًا، ولكنه إراديًا تفطّن إلى كارثة الوسط الفارغ، ليدفع بفيرناندينيو بدلًا من بيرناردو سيلفا الذي كان شبحًا في الدقائق التي لعبها. 

الضغط الذي قام به جوارديولا كان أمام فريق متماسك، عاد للخلف ليؤمن تقدمه ولكنه في نفس الوقت ما زال قادرًا على اللعب على التحولات، التي أحدثت الخطورة حتى اللحظة الأخيرة حتى وإن استحوذ السيتي. 

السؤال هنا، كيف كانت تلك التحولات؟ من أين بدأت؟ ومن أين تحركت؟ ومن أين جاءت كل انطلاقة وانتهت كل انطلاقة مضادة؟ من عند أحدهم الذي يمتلك 3 رئات ويسمى نجولو كانتي! 

كانتي الرهيب.. كلمة السر 

N'Golo Kante, Chelsea, Premier League 2020-21Getty

في حال شاهدت مباراة مانشستر سيتي  وتشيلسي اليوم، فإنه من الطبيعي أنك لاحظت نجولو كانتي لا يتوقف، شاهدته في الخلف والأمام، وحسدت توخيل على أنه ربح ماكيليلي ولم يخسر دي بروينه من خلال إشراك لاعب واحد. 

ماكيليلي من قبل تحدث عن أداء كانتي لما يسمى "دور ماكيليلي" قال إنه لا يؤديه بالشكل الجيد فقط، بل إنه يستحق أن يطلق عليه "دور كانتي" كونه تفوق عليه شخصيًا، فيما يتعلق بأدوار الارتكاز. 

ومنذ أن جاء ماوريتسيو سارّي وقرر اللعب بجورجينيو على الدائرة والدفع بنجولو كانتي في الأمام ليلعب دور الـ box to box وهو أمر انتقد عليه المدير الفني الإيطالي كثيرًا في بداية التطبيق. 

أرقام كانتيGoal/Getty

ولكن مع الوقت، تحول كانتي إلى لاعب أكثر شمولًا، ليس اللاعب الشامل الذي يؤدي كل الأدوار في الوسط بنفس الكفاءة، ولكنه صاحب الكفاءة الأعلى في الأدوار الأخرى فيما يتعلق بلاعبي الارتكاز.

وهنا، يمكنك إيجاد قاطع الكرات والقادر على التقدم بها وقطع المسافات بلا تعب والركض يمينًا ويسارًا من خلال لاعب واحد، حتى وإن وجد صعوبة في التصرف بالكرة في الأمام، فهو ليس نصف بشر ونصف إله لكي يقوم بكل ذلك. 

لذا نحن في تلك الحالة نقول إنك ربحت ماكيليلي ولم تخسر دي بروينه كليًا، أخذت خليطًا بين الثنائي مع كفاءة دفاعية أعلى من ماكيليلي وفاعلية هجومية أقل من دي بروينه، ولكن شمولية  تتغلب على الثنائي.

عزيزي بيب جوارديولا .. لا تلومن إلا نفسك!

في النهاية، أكل توخيل الكتف وشبع، وسينام جوارديولا ليلته وهو يتألم جوعًا، دون أن يتعاطف معه أحد، نظرًا لأنه اختار ذلك المصير بكامل إرادته، واستحق العقاب، بلا أي شفقة ولا حاجة لذلك.
إعلان