Pep Guardiola Manchester City Champions League final 2020-21Getty Images

عزيزي بيب جوارديولا .. لا تلومن إلا نفسك!

في كل مرة، كانت الظروف تخونك ربما، حسبة خاطئة مبررة، الحظ يخرج لسانه، قل كما شئت عمّا سلف، أما هذه المرة، فتشيلسي كان بطلًا لأن توخيل استحق عن جدارة، ولأنك أخطأت خطأ يستحق العقاب يا بيب يا جوارديولا. 

هكذا بدأنا في "جول" تحليل نهائي دوري أبطال أوروبا، والذي يمكنك الاطلاع عليه من هنا، وفي رسالة نوجهها خصوصًا للفيلسوف الإسباني، لم يكن هناك مفر من إعادة الكلمات ذاتها مرة أخرى.

لماذا كل هذا؟ لأنك لم تتعلم من الدرس يا بيب، حيث كان جوارديولا وفيًا أيضًا ولكن لعاداته التي تجعله يلجأ إلى تغييرات خططية في الأوقات الحاسمة وخاصة في دوري أبطال أوروبا، ورغم أنه سقط أكثر من مرة للسبب ذاته، قرر تكرار نفس الشيء في النهائي الأهم له ربما في مسيرته التدريبية على الإطلاق!

بخصوص الخطة لم تكن الكارثة فقط في إشراك ستيرلينج الذي جلس بديلًا طيلة المباريات الماضية في دوري الأبطال، الأمر الذي من شأنه أن يعطّل فودين ومحرز ويحدث تداخلًا في أدوار الثلاثي، بل كانت الكارثة أكبر من ذلك. 

اليوم، لعب جوارديولا بلا ارتكاز دفاعي فتخلى عن فيرناندينيو ورودري، ولجأ إلى جوندوان ليكون في قلب الوسط، في مغامرة أمام ثنائية كانتي وجورجينيو وأمام توخيل الذي يستطيع إدارة معارك الوسط جيدًا. 

سخرية القدر جاءت بالشكل الذي كان يجب أن تأتي به، جوارديولا يترك قلب وسط الملعب فارغًا بلا لاعب ارتكاز، يوسّع الملعب عرضيًا أكثر من اللازم، تُفتح فراغات في العمق ومساحات خلف الدفاع المتقدم يمكن أن تركض فيها الخيل بحرية، فما النتيجة المنتظرة؟ 

أحسنت، كما قلت في سرك للتو، العقاب والهدف كان يجب أن يأتي من خلال ذلك الخلل الذي كان يعرف جوارديولا أنه سيحدث حين يدخل بتلك الخطة واللعب بجوندوان على الدائرة وحده. 

Pep Guardiola Manchester City Chelsea Champions League final GFXGetty/Goal

عُد بالزمن معي أرجوك، تذكّر ليلة الخروج أمام أولمبيك ليون وكيف أضاع ستيرلينج الكرة أمام الشباك الفارغة، ليلتها كان هناك تعاطفًا كيبرًا معك، وشماتة في جانب آخر كونك منحت النجم الإنجليزي فرصًا أكثر من اللازم، المهم أن الآراء تداخلت. 

قبلها، أمام توتنهام في 2019، البعض بكى معك حين سقطت على الأرض بعد أن لامست عنان السماء بعد هدف ستيرلينج، لتمنحك تقنية الفيديو طعنة انعكست على ملامحك التي تحدثت في صمت عميق حزين وبائس ولا يحتاج إلى أي تفسير. 

مع ذلك، كانت هناك شماتة أيضًا، أو بالأحرى انتقاد على إراحة دي بروينه وبيرناردو سيلفا في الذهاب وفي نفس الوقت من يقولون إن أجويرو أهدر ركلة جزاء لا يمكن أن يلام عليها المدرب. 

قبل ذلك كان التحكيم وليفربول، قبلها سيناريو موناكو في موسم أول لم يكن فيه جوارديولا قد أمسك بالفريق الذي يريده بعد، في كل مرة كانت هناك أشياء خارجة عن إرادتك بقدر ما ارتكبت من أخطاء، ولكن اليوم، لا يا بيب، لا شيء من الأساس. 

اليوم خطأ تكتيكي؟ لا هي كلمة بسيطة للغاية، ما حدث كان انتحارًا، انتحار لم يقم به بيب في مباراة ودية، ولا في دوري حسمه إكلينيكيًا منذ أشهر وفُتحت فيه مساحة التجارب على مصراعيها، ولكن في المباراة الأهم، دائمًا ما يغلبك التفكير المبالغ فيه، لماذا؟ ألم تتعلم من الماضي؟ 

قصة لا تحدث إلا في هوليوود.. كيف تمكن كانتي من تحقيق رواية أسطورية بأرض الواقع؟!

آسف يا بيب، التاريخ يذكر النتائج فقط ستظل عبارة حمقاء كما تراها تمامًا وأراها معك، ولكن في هذه الحالة لا يفضل أن يتذكر التاريخ شيئًا آخر، نظرًا لأن ما ارتكبته الليلة كان بنفس الوصف الذي تصف به الجملة المذكورة، أو كان عبقريًا أكثر من اللازم في عالم حقيقي وليس أفلاطوني كما تنظر إليه، قبل ميداليتك الفضية، واذهب إلى النوم، وحين تستيقظ وتتذكر سيناريو الأمس، لا تلومن إلا نفسك، فلا يوجد غيرها يستحق اللوم هذه المرة. 

إعلان