Sergio Busquets Barcelona

"بوسكيتس على الدكة" .. سلطة الجماهير القادرة على قتل كرة القدم!

صوت الجمهور أقوى من الجميع، ولكن هل أصدق من الجميع؟!

بعد نهاية الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد في الرياض وخسارة النادي الكتالوني مجددًا أمام الملكي بدأ الأصوات الغاضبة تعلو للهجوم على لاعبي البلوجرانا.

الاسم الذي تردد هو سيرجيو بوسكيتس والذي ارتكب الخطأ الذي أدى لهدف فينيسيوس الافتتاحي للمباراة، وبدأ وسم ينتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يطالب بجلوس القائد على مقاعد البدلاء ومنح فرينكي دي يونج مركزًا أساسيًا.

الوسم انتشر مثل النار في الهشيم، وظنّ المتابعين أنّه مثلما تسبب جمهور الرياض من قبل في إقالة إرنستو فالفيردي بعد خسارة السوبر الإسباني في 2020، فربما يقرر تشافي هيرنانديز الاستماع لطلبات الأغلبية ومنح دي يونج مركز بوسكيتس، لكن يبدو من تصريحات المدرب الأخيرة أنّه لا يأبى لما يراه الجماهير.

هل موقف تشافي صحيحًا؟ وهل طلبات الجماهير محقة؟ وهل يجب وضع دي يونج في مركز بوسكيتس حقًا؟

كرة قدم "السوشيال ميديا"

في البداية نسأل: هل يحق للجمهور تدشين طلبات فنية واضحة تجبر المدرب على إشراك لاعب وإجلاس آخر على مقاعد البدلاء؟

لا ندعي هنا أنّ الجمهور لا يفقه في كرة القدم، ولكنّ القاعدة العامة من الجماهير ليست أصحاب قرار، بل حتى أنّ رئيس أو مالك النادي لا يحق له إجبار أي مدرب على تشكيل أو أسماء محددة.

لو تركنا الأمر بيد الجمهور، سيصبح الصوت الأعلى هو الفاصل والقدرة على الحشد لدعم فكرة أو نبذ أخرى هو الحاكم وبالتالي لن نجد أبدًا اختيارات منطقية بل اختيارات قائمة فقط على الشعبية.

جمهور كرة القدم - عادة - يتعامل بشكل عاطفي، فهناك لاعبون في القمة وآخرون في القاع اعتمادًا على لمحات عاطفية أكثر منها فنية، وظهر ذلك في الوسم الأخير، فلو حاولت النقاش بالمنطق والعقل حول آلية استخدام دي يونج سوف تجد الردود قاسية والاتهامات مجهزة وردود الفعل الغاضبة حاضرة طوال الوقت.

إذًا إما أن تدعم أو تصبح من الفريق الآخر الجاهل الأرعن، وهذا يقتل أي مجال لتحليل منطقي، ولو تأسست فرق كرة القدم على العاطفة فقط دون أي تحليل وإطار خططي واضح لما أصبح للعبة قيمة.

الهدم أسهل من البناء

Dembele Alba Busquets Messi Barcelona Deportivo de La Coruña LaLigaGetty Images

لماذا دشن الجمهور وسمًا لانتقاد بوسكيتس تحديدًا؟ ربما بسبب خطأ الهدف الأول وربما لأن القناعة السارية هي أنّ القادة أمثال سيرجيو وجيرارد بيكيه وسيرجي روبيرتو وجوردي ألبا هم أسباب أزمات النادي الكتالوني ويجب عليهم الرحيل فورًا.

أيضًا دي يونج يحظى بحب كبير من جماهير برشلونة الذي كان يتفاعل بقوة مع انتقادات هولندية لعدم منح فرينكي أدورًا أفضل والاستفادة القصوى منه في النادي.

الجمهور منذ نكسة الخروج من ليفربول في 2019 وهو يفكر بسهولة في الهدم قبل البناء، وبالتالي يجب الكبار بما فيهم الحارس مارك أندريه تير شتيجن والاعتماد على أي شخص مكانه، أي شخص حرفيًا.

الجمهور من قبل هاجم روبيرتو وطلب رحيله ومنح سيميدو المشاركة أساسيًا، رغم أن نيلسون لا يرتقي لمستوى النادي الكتالوني، لكن الأهم هو هدم الجيل القديم دون التفكير في آلية البناء.

ربما لأن الهدم أيسر كثيرًا، ولأن الأحلام في شراء صفقات تعيد برشلونة للقمة بين ليلة وضحاها مجانية، لكن تنفيذها فقط هو المكلف ومكلف جدًا.

إبداع مع المنتخبات وإخفاق في برشلونة .. بوسكيتس وديباي رمز اللعنة

هل دي يونج الحل؟

هذه المرة طلب الجمهور أن يكون دي يونج الحل، ولكن هل الهولندي فعلًا يمكن أن يلعب في مركز الارتكاز منفردًا؟

المتابع الجيد لمسيرة الهولندي الشاب يجد أنّه لم يلعب أبدًا في مركز الارتكاز منفردًا، وأنّه تألق مع أياكس برسم كان من ثنائي في المحور مع شونه وحتى مع هولندا يسانده فاينالدوم.

\

de jong BusquetsGettyImage/Goal

إرنستو فالفيردي حتى اعتمد عليه مرة في هذا الدور خلال مباراة إنتر في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا 2019-2020 على ملعب كامب نو، حينما قرر خروج بوسكيتس بين الشوطين ونزول أرتورو فيدال ومع تواجد إيفان راكيتيتش أيضًا ظهر الهولندي بصورة جيدة.

وحينما اعتمد عليه رونالد كومان كبديل مباشر لبوسكيتس في رسم 4-3-3 في لقاء ودي أمام جيرونا ارتكب نفس الأخطاء التي بسببها تم الهجوم على سيرجيو وفشل في تقديم النقاط الإيجابية التي يفعلها الكتالوني المخضرم.

إذًا الحل الوحيد هو وجود لاعب قوي بدنيًا قادر على القيام بتضحيات بدنية لوضع دي يونج في ثنائي في الوسط، وهذا غير موجود حاليًا وربما يفسر أيضًا سبب إصرار كومان على فاينالدوم.

أين يلعب دي يونج إذًا؟

Frenkie de JongGetty

بالشكل الحالي في برشلونة يمكن الاعتماد على دي يونج في وظيفتين لا ثالث لهما.

الأول – والمرجح بالنسبة لي بشكل أكبر- أن يتواجد ضمن ثلاثي في الدفاع بجانب جيرارد بيكيه/إيريك جارسيا ورونالد أراخو والوسط به بوسكيتس وبيدري وجافي مما يجعل هناك فرصة أفضل للتدوير بالكرة.

فبوجود ثنائي في الدفاع بجانب بوسكيتس وكذلك الحارس تير شتيجن فهناك على الأقل 4 لاعبين قد ينضم لهم بيدري لديهم القدرة على كسر خط الضغط الأول.

وربما يتم الاعتماد على دي يونج أحيانًا في خط الوسط ليكون اللاعب الذي ينطلق بالكرة لأكبر مساحة ممكنة وهو ما قد يتسبب في تكثيف الضغط الهجومي للنادي الكتالوني.

الهولندي قادر على الركض وطلب الكرة في المساحات أيضًا، ومع رحيل ليونيل ميسي وغياب عثمان ديمبيلي فسيكون دوره بارزًا بهذا الشكل أيضًا.

لكنّه لا يجيد ما يفعله بوسكيتس، فهو غير قادر على قراءة اللعب بسهولة أو عمل Scan للملعب ونقل الكرات الطولية والقطرية لكسر ضغط المنافس، وبالتالي ربما يكون بديلًا لجافي أو بيدري أكثر منه لبوسكيتس.

هذا إن أردنا تحليلًا منطقيًا موضوعيًا، أما لو قررنا التعامل فقط بعاطفية فربما لن نستفيد من أي لاعب في قائمة برشلونة!

إعلان