بعدما كان بيل ينتظر تحديد وجهته المقبلة، وبعدما تم تسريب تصريح لزيدان بأنه في حال امتلك تبديلًا رابعًا فإنه لن يشرك النجم الويلزي، وبعد حرب كلامية بين زيزو وبين بيل ووكيل أعماله، استقر الأمر في النهاية إلى استمرار الوضع على ما كان عليه قبل اشتعال كل هذا.
على الأرجح لم يتراجع زيدان عن موقفه اقتناعًا بإمكانيات بيل، الأمر إما من فلورنتينو بيريز الذي لا يريد إثبات فشل مشروعه من أجل أفضل لاعب في البريميرليج 2013، وهذا احتمال ضعيف بالمناسبة، الأوقع الآن أن ريال مدريد اضطر لأن يبقي النجم الويلزي نظرًا لعدم وصول عروض مناسبة، أو لعدم وصول عروض أوروبية من الأساس.
العرض الجاد الوحيد للتعاقد مع بيل جاء من جيانجيسو الصيني والمملوك لمجموعة سونينج المالكة لإنتر الإيطالي، النادي الصيني عرض راتبًا فلكيًا، ولكنه أراد ضم بيل بالمجان، دون أن يدفع أي مقابل مادي لريال مدريد، وهو ما رفضه الفريق الملكي بالطبع، وما سيرفضه أي عاقل في حال تكرر معه الأمر.
في النهاية أجبر ريال مدريد على الإبقاء على بيل، وأصبح الآن يمتلك لاعبًا يتقاضى حوالي 20 مليون يورو سنويًا، وعليه الاستفادة منه قدر المستطاع حتى لا تتواصل الخسائر.
زيدان أعلن تجديد ثقته في النجم الويلزي، مجبرًا ربما، ولكنه يحتاج إليه في الوقت الحالي، ويحتاج إلى أن يأخذ منه أقصى ما يمكن له تقديمه، لذا جاء تجديد الثقة من هذه النقطة.
في الوقت الحالي يغيب إيدين هازارد عن ريال مدريد للإصابة، ما جعل زيدان يبتعد عن الحلول المركبة والابتكارية التي من الممكن اللجزء لها للاستفادة من نجم تشيلسي السابق، ولكن مع بيل وفينيسيوس وفاسيكيز وبنزيما أبقى زيزو على الـ 4/3/3 التقليدية، محاولًا الدفع ببيل أساسيًا حتى يستعيد ثقته ويقرر ممارسة كرة القدم بشكل جاد.
Getty Imagesبيل خلال مباراة بلد الوليد تحديدًا ورغم تعادل الفريق الملكي إلا أنه قدم مباراة كبيرة، كان أكثر لاعبي الفريق ركضًا ووصلت نسبة تمريراته الصحيحة إلى 90%، سدد على المرمى في 6 محاولات وتحرك كثيرًا في الخط الأمامي، وكان أكثر لاعبي ريال مدريد استلامًا للكرة في مناطق الخطورة مناصفة مع كريم بنزيما.
بيل لم يتعرض لصافرات استهجان من قبل جماهير سانتياجو بيرنابيو في هذه المباراة، ربما عمله الجاد الذي بدا عليه منذ بداية الموسم جعل الجماهير تشارك زيدان صبره وإعطاء اللاعب فرصة جديدة من أجل إثبات أنه لم ينتهِ بعد، في ظروف تبدو إيجابية للرجل إذا أراد العمل بالفعل.
اللعب على الجناح والدخول في العمق وإعطاء الحرية لبيل على الأقل إلى حين عودة هازارد سيمكن ريال مدريد من الاستفادة منه بالشكل الأمثل وسيعطيه الثقة التي يحتاجها، وبتبادل الأدوار بينه وبين النجم البلجيكي ستكون الأمور أكثر أريحية بالنسبة للرجل، وذلك في حال أخذ الأمور بجدية، هذه الكلمة التي تكررت كثيرًا في هذا السياق نظرًا لأهميتها، ولكونها المحور الرئيسي للحديث عن الرجل أصلًا.
أنا سينسا ميهايلوفيتش.. سأحارب السرطان وأنتصر
زيدان قرر التخلي عن عناده، وهو الآن ينتظر أن يجني ثمار ذلك من خلال الأداء المميز من بيل الذي ينتظره منه الجميع، ليبقى كل شيء متوقفًا الآن على ما يريده جاريث بيل نفسه، فإذا أراد العودة فالباب بات مفتوحًا على مصرعيه والجميع ينتظره خلفه، وإذا لم يرد، فلا يبحث إلا عن وضع نهاية لمسيرته الكروية إكلينيكيًا على الأقل.