بقلم مصعب صلاح تابعوه على تويتر
إن كنت مشجعًا لمنتخب المغرب فربما تخرج لتلعن تكنولوجيا حكم الفيديو المساعد التي لم تقف بجانب بلادك أمام البرتغال وأدارت لها وجهها في مباراة إسبانيا لتفلت من بين يدي أسود الأطلس 4 نقاط ربما كانت لتؤهله إلى الدور الإقصائي.
أما إن كنت متابعًا لكأس العالم دون أي انتماءات أو تفضيل منتخب على آخر، فقد تنظر للأمر بعين آخرى، هل يجب حقًا لوم الـ VAR وانتقادها كليًا والعودة إلى الأخطاء السابقة أم يجب تحليل الأمر وفقًا لمعايير ما له وما عليه.
قبل الحديث عن تكنولوجيا حكم الفيديو المساعد، يجب في البداية الإشارة إلى الحالات التي يحتاج فيها الحكام للعودة لهذه التقنية، وهم أربعة فقط.
- هل الهدف صحيح؟ لا نتحدث هنا عن تجاوز الكرة لخط المرمى لأن هناك تقنية أخرى لذلك، ولكن هذا السؤال الأكثر تعقيدًا فلابد من التأكد إن كانت اللعبة التي سجل منها الهدف ليست تسللًا أو مخالفة سابقة للمهاجم وغيرها.
- ضربة جزاء مستحقة؟ سواء أطلق الحكم صافرته لاحتساب ركلة جزاء أو لم يفعل، فالتقنية تساعده للتأكد من صحة القرار ومراجعة الأمر ليكون على يقين من الكرة بالفعل مخالفة أم لا.
- البطاقة الحمراء مستحقة؟ أحيانًا يضرب أحد اللاعبين المنافس دون كرة أو في لعبة لم يراها الحكم جيدًا، ووقتها قد يعود للتقنية ليتأكد من أحقية اللاعب بهذه البطاقة.
- التأكد من هوية اللاعبين، وهو أمر لم يحدث من قبل وربما لن يستخدمه الحكم إلا نادرًا، وهو يتعلق بألا يخطأ حكم الساحة في احتساب البطاقة الصفراء أو حتى الطرد بين اللاعبين، فأحيانًا لا يشاهد الحكم اللعبة جيدًا ويمنح الإنذار للاعب غير الذي ارتكب المخالفة.
قوانين كأس العالم الجديدة | ما هي طريقة استخدام تقنية حكم الفيديو VAR؟
عدم طرد رونالدو وضربات جزاء الأرجنتين تتصدر أبرز لقطات حكم الفيديو في كأس العالم 2018
ترامب يرشح كريستيانو رونالدو لرئاسة البرتغال
بعد أن عرفنا الحالات التي يمكن الرجوع فيها للتقنية، يجب أن نؤكد أن هذه الحالات ليست إلزامية، أي أنّ كل ما يحدث هو أن يخبر حكم الفيديو حكم الساحة بالحالة، وعليه يمكن أن يقوم حكم الساحة بالآتي:
- الاستماع لما قاله حكم الفيديو وتأييده دون العودة لمشاهدة الحالة.
- التوجه إلى الشاشة لمشاهدة الإعادة مرة أخرى قبل اتخاذ القرار النهائي.
- التجاهل.
نعم، يحق لحكم الساحة تجاهل توجيهات الفيديو وعدم الاستماع إليها تمامًا، وقد يكون الحكم البولندي سيمون مارتشيناك أحد هؤلاء الذين لا يحبون العمل مع التكنولوجيا، على سبيل المثال.
مارتشيناك رفض العودة إلى حكم الفيديو المساعد في المباراتين التي تولى قيادتها بين الأرجنتين وأيسلندا في ركلتي جزاء محتملتين للتانجو رغم احتسابه أخرى أقل وضوحًا، وكذلك ولقاء ألمانيا والسويد والتي رفض احتساب ركلة جزاء للسويد واضحة للغاية ولم يعد للـ VAR.
لا يمكن اللوم على البولندي، ولكن القانون لا يجبره على استخدام التكنولوجيا، فلو استمر على هذا النحو حتى نهاية البطولة لن يلومه أحد.
في النهاية، تقنية حكم الفيديو المساعد خلال دور المجموعات نجحت حينما تم استخدامها في منح بعض الفرق ما تستحق، سواء باحتساب ركلات جزاء أو حتى بعدم احتسابها كما حدث مع نيمار ضد كوستاريكا، ولكن لا يزال العنصر البشري هو المسيطر.
بعض الحكام يرفضون العودة للتكنولوجيا – ربما بداعي الكرامة – والبعض لا يرى أهمية لتعطيل اللعب في كل كرة.
شيء أخير، حتى قبل كأس العالم كانت التكنولوجيا تجريبية فقط ولم تدخل حيز الاستخدام الرسمي سوى في المونديال، وربما بعد مرور السنوات قد تصبح أكثر تطورًا وأقل أخطاءً.
