Messi Ronaldo Ballon d'Or GFXGetty/Goal

بعد إلغاء الجائزة في العام الحالي | الكرة الذهبية .. الشعبية قبل الأحقية

قررت مجلة "فرانس فوتبول" لأول مرة في تاريخها الامتناع عن تقديم جائزة "الكرة الذهبية" لأفضل لاعب في عام 2020 نظرًا للظروف غير الاعتيادية التي مرّ بها الموسم الحالي.

القرار جاء بعد عدة أشهر من اتخاذ الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" موقفًا مماثلًا بإلغاء جائزة "الأفضل" وعدم اختيار خليفة للأرجنتيني ليونيل ميسي للفوز بها عن موسم 2019-2020.

ورغم الغضب الذي شعر به البعض إيمانًا منهم بأحقية نجمهم المفضل بالفوز بالكرة الذهبية، لكن القرار كان منطقيًا لأن ظروف سير الموسم تجعل من الصعب تقييم أداء كل لاعب، خاصة وأنّ كل دوري تعامل بشكل مختلف مع جائحة كورونا.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

فهناك الدوري الفرنسي الذي تعرض للإلغاء والدوري الألماني الذي عاد مبكرًا فبالتالي لم يتم ضغط المباريات ولعب كل فريق في أيام نهاية الأسبوع كما جرت العادة، وهناك دوريات انتهت بالفعل مثل الدوري الإسباني وأخرى يتبقى لها جولتين فقط مثل إنجلترا والدوري الإيطالي جاء متأخرًا لينتهي في 2 أغسطس المقبل.

أيضًا عدم خوض مباريات دوري أبطال أوروبا في منتصف الأسبوع ولعب المنافسة بصورة مجمعة في البرتغال عقب انتهاء الدوريات هو حدث فريد يجعل شكل الموسم مختلفًا، وهذا بالطبع بجانب تأجيل البطولات القارية سواء يورو أو كوبا أمريكا.

السؤال الأكثر إلحاحًا، هل من الضروري وجود جوائز فردية من الأساس واختيار أفضل لاعب في العام أو الموسم كل سنة؟

ميسي رونالدو وبنزيما .. الفائزون والخاسرون من إلغاء الكرة الذهبية

لو نظرنا إلى الكرة الذهبية في السنوات الماضية سنجد أنّها لم تخرج عن برشلونة وريال مدريد، استمرت لفترات طويلة بين اثنين فقط من اللاعبين هما كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

فبعد أن حقق كل منهما الجائزة 5 مرات، أي أننا نتحدث عن 10 سنوات كاملة لم يُذكر اسم بطل سوى ميسي أو رونالدو، جاء لوكا مودريتش من ريال مدريد ليفوز بالجائزة وتبعه ليو مرة سادسة.

في كل هذه السنوات، كان ميسي ورونالدو يقدمان مستويات رائعة دون شك، لكن كان هناك غيرهم من لعب أفضل مواسمه دون أن يحصل على الجائزة، مثل ويسلي شنايدر في 2010 وفرانك ريبيري في 2013 وذلك لسبب واحد. معايير الاختيار.

الاختيار لا يتعلق بالأفضلية الفردية أو الألقاب الجماعية، وإنما بالتصويت سواء من مدربين أو قادة للمنتخبات أو من الصحفيين، مما يجعل الجائزة تتحول من منافسة حقيقية إلى سباق شعبية.

اللاعب الأكثر شعبية هو من يحقق الجائزة، فرغم تراجع كريستيانو رونالدو في بعض المواسم لكنّه كان دائمًا يجد مكانًا في ترتيب متقدم وذلك لأنّه لاعب مشهور وله شعبية كبيرة حول العالم، وحتى ميسي نفسه حقق الجائزة أحيانًا وهو لا يستحقها مقارنة بغيره.

التصويت هنا لا يعبر أبدًا عن العدالة، لأن الجانب العاطفي يلعب دورًا دون شك، ولذلك نجد مدرب المنتخب الأرجنتيني يمنح صوته لميسي أو مدرب برتغالي لمنتخب آخر يمنح صوته لرونالدو وهكذا.

لا نجد لاعبًا من إنجلترا أو إيطاليا أو فرنسا يحصل على ترتيب متقدم، وربما السبب وراء ذلك هي تراجع الشعبية العالمية لهؤلاء مقارنة بميسي ورونالدو وبرشلونة وريال مدريد.

بعد أن أصبحت الجائزة مجرد تعبير عن الأكثر شعبية فقدت قيمتها، وأصبحت مجرد وسيلة تسويقية فقط دون النظر للعديد من الاعتبارات الأخرى، وبالتالي لا جدوى منها أبدًا، فالأمر يتعلق إما بلاعب صاحب شعبية كبيرة أو فريق يمتلك الموارد اللازمة للترويج للاعبيها.

إعلان