بصمات صالح المحمدي مع الأهلي، وهل استحق الفرصة؟

كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر

لم تنجح مغامرة برانكو إيفانكوفيتش مع الأهلي السعودي رغم نجاحها اللافت في إيران، والنتيجة كانت إقالته بعد 3 جولات فقط من الدوري السعودي والخروج من دوري أبطال آسيا أمام الهلال.

وافتتح الفريق الجداوي مشواره في دوري كأس محمد بن سلمان بتعادل مخيب مع العدالة الصاعد حديثًا لدوري المحترفين السعودي، ومن ثم هزم الاتفاق بصعوبة قبل أن يخسر أمام الوحدة في الجولة الثالثة وكانت تلك آخر مباريات برانكو، والسلبية الأهم من سوء النتائج كانت سوء الأداء وغياب الشخصية ورد الفعل والنهج السليم من اللاعبين خلال المباريات.

من هوساوي إلى السومة .. التشكيل المثالي للدوري السعودي آخر 10 سنوات

وأوكل مجلس إدارة الأهلي برئاسة أحمد الصائع مهمة تدريب الفريق للسعودي صالح المحمدي مؤقتًا حتى يتم التعاقد مع مدرب أجنبي، وهو ما حدث بالفعل مؤخرًا بالتوصل لاتفاق مع كريستيان جروس.

ونجح المحمدي في قيادة الأهلي لجمع 7 نقاط من 3 مباريات في الدوري السعودي، بالفوز على الفتح والفيحاء خارج ملعبه والتعادل مع حامل اللقب "النصر" في جدة، والمثير أن الفريق سجل 5 أهداف ولم يتلق أي هدف في مرماه.

تأثير المحمدي على نتائج الأهلي لم يكن بالصدفة، بل أحدث المدرب عدة تغييرات وترك بصمات واضحة له على أداء الفريق مما جعله قادرًا على حصد تلك النتائج الإيجابية والأهم تحسين الأداء الذي لم يكن جيدًا أبدًا ولم يكن مرضيًا لجماهير الأهلي.

ما هي بصمات المحمدي مع الأهلي؟ نستعرض معًا ..

علاج المشكلة الدفاعية

المدرب السعودي بدأ بعلاج المشكلة الأهم ... الدفاع وقبول الكثير من الأهداف، إذ لم ينجح الأهلي بالخروج بشباك نظيفة من مبارياته الثلاثة في الدوري السعودي، فيما سجل الهلال وحده 4 أهداف في مباراة دوري أبطال آسيا على ملعب الجوهرة المشعة.

المحمدي قام بالخطوة الأهم وهي نسف خط الدفاع بالكامل والدفع بعناصر جديدة تمامًا، إذ لعب بالثنائي محمد خبراني وعبد الباسط الهندي في العمق ولوكاس ليما وعبد الله الحسون في الطرفين.

والخطوة الأهم كانت تثبيت هذا الرباعي الجديد خلال المباريات الثلاثة وهو ما أدى لتحسن الأداء الدفاعي بقوة وجعله صامدًا أمام هجوم النصر الذي يُعد من أقوى خطوط الهجوم في منطقة الخليج، كما أنه نجح بالمرور من المباريات الثلاثة في الدوري السعودي دون تلقي أي هدف.

تواجد الموسى ودي سوزا أمام رباعي الدفاع وتثبيت هذا السداسي طوال المباريات الثلاثة منح الأهلي الأساس الصلب في الخلف الذي قاده لتحقيق تلك النتائج الإيجابية.

الاستقرار الفني والتكتيكي

لعب برانكو 5 مباريات رسمية مع الأهلي، ويُمكن القول أنه استخدم 4-5 طرق لعب خلالها! وهو ما تسبب بإرباك واضح للاعبين وعدم فهد جيد لأدوارهم في الملعب.

المحمدي قام بالعكس تمامًا، لعب بطريقة لعب 4-2-3-1 مبارياته الثلاثة في الدوري السعودي، والأهم أنه حافظ على نفس العناصر في الدفاع والهجوم باستثناء تغييرات بسيطة نتيجة الغيابات للإصابة أو الإيقاف.

وكما قلت أعلاه، تثبيت سداسي الوسط والدفاع كان الأهم لأنه منح الفريق القاعدة الصلبة للانطلاق للهجوم واستخدام المهارات الفردية للاعبين في الخطوط الأمامية دون إرهاقهم بالكثير من الواجبات الدفاعية.

اللعب على الجانب النفسي والذهني

دومًا ما يُقال أن تغيير المدرب يؤدي لرد فعل إيجابي سريع وقصير من اللاعبين، هذا ربما حدث في المباراة الأولى والثانية للاعبي الأهلي، لكننا رأينا الأمر مستمر في المباراة الثالثة والفوز الكبير على الفيحاء خارج جدة في الدوري السعودي.

يُمكن القول أن لاعبي الأهلي وجدوا صفاءً ذهنيًا مطلوبًا بعد رحيل برانكو والتعاقد مع المحمدي، بجانب أن المدرب السعودي نجح في إعادة لم شمل الفريق وتحفيزه بالشكل المناسب ليتخطى البداية الصعبة ويُحقق العودة المطلوبة.

اللاعبون أجمعوا أن التدريبات مع المحمدي كانت أفضل لأنها كانت تركز على الجانب التكتيكي لا البدني مثلما كان الأمر مع برانكو والذي كان مرهقًا لهم.

هذه العلاقة القوية والجيدة للغاية لعبت بالتأكيد دورًا في أن نرى الأهلي قوي الشخصية على الملعب وحاضر في المباريات السهلة والصعبة، كما أن اللاعبين فرديًا استعادوا الكثير من قدراتهم ومستواهم المعروف والأهم أنهم استعادوا تركيزهم أمام المرمى مما أوقف سيل الفرص المهدرة.

هل كان المحمدي يستحق فرصة إنهاء الموسم مع الأهلي؟

ربما كان بالفعل يستحقها، خاصة مع التحسن الملحوظ على الأداء والنتائج، لكن التعاقد مع مدرب بحجم كريستيان جروس يجعل الجميع في حيرة كبيرة.

إذ انقسم الجمهور الأهلاوي بين تأييد التخلي عن المحمدي والتعاقد مع جروس لنجاحه السابق مع الأهلي ولقوة اسمه وسيرته الذاتية، وبين معارضة القرار والتمسك بالمحمدي ومنحه الفرصة الكاملة ليُظهر نتائج عمله جيدًا.

المثير والجميل أن كل الجمهور اجتمع على رأي واحد وهي أن المحمدي أنقذ الأهلي وغير مسار الموسم خلال المباريات الثلاثة له في الدوري السعودي، وأنه أدى دوره بامتياز ونجح في إعادة الفريق للطريق السليم وإعداده بالصورة الأفضل لخليفته. الأمر المؤكد أن المحمدي ترك الأهلي وهو في حال أفضل كثيرًا مما استلمه.