من هوساوي إلى السومة .. التشكيل المثالي للدوري السعودي آخر 10 سنوات

نجح الأهلي في ضم نجم الدوري الكويتي ومهاجم القادسية "عمر السومة" صيف 2014، وقد وقع معه عقدًا لمدة 3 سنوات لكن تم تجديده فيما بعد لتستمر مسيرة النجم السوري مع الفريق الجداوي حتى الآن، وقد تجاوزت الـ5 سنوات.

خلال تلك المسيرة الذهبية ترك السومة بصمة هائلة في تاريخ الدوري السعودي، إذ هو من القلائل الذين نجحوا بتخطي حاجز الـ100 هدف، وأحرز تحديدًا 107 هدفًا وصنع 15 آخرين.

وقد نجح في التتويج بجائزة هداف الدوري السعودي للمحترفين 3 مواسم متتالية، 2014-2015 و2015-2016 و2016-2017، وقد ساهم بقوة في تتويج الأهلي بلقب الدوري السعودي عام 2015-2016.

المثير أن عمر السومة يُعد هداف العقد الأخير في الدوري السعودي، إذ هو الأكثر إحرازًا للأهداف بدءً من الأول من يناير 2010 حتى الآن.

بدأ يحيى  الشهري مسيرة تألقه مع الاتفاق في بداية العقد الحالي، قبل أن يُصبح في صيف 2014 أغلى لاعب في تاريخ السعودية بالانضمام للنصر مقابل 48 مليون ريال سعودي.

أثبت الشهري خلال تلك السنوات مع النصر أنه يستحق كل ريال سعودي دُفع لأجله، إذ أظهر الكثير من المهارات الفردية والقدرة الفائقة على قراءة اللعب وصناعة الهجمات ومنح زملاءه التمريرات الحاسمة الحريرية.

الشهري خلال هذا العقد هو ثاني أكثر اللاعبين صناعة للأهداف بعد جهاد الحسين، برصيد 41 تمريرة حاسمة، وقد صنع 324 فرصة خلال 213 مباراة في الدوري السعودي، ورصيد أهدافه بلغ 22 هدفًا.

ولعب صاحب الـ29 عامًا دورًا محوريًا في تتويج النصر بـ3 بطولات للدوري السعودي للمحترفين هذا العقد، خلال مواسم 2013-2014 و2014-2015 و2018-2019.

صحيح أن السوري جهاد الحسين لم يُحقق لقب الدوري السعودي أبدًا خلال العقد الأخير، ولم يلعب لأي فريق من الكبار ولم يُنافس على الألقاب باستثناء الموسم الماضي حين كافح مع التعاون وتُوج بكأس خادم الحرمين الشريفين، إلا أنه استحق التواجد ضمن التشكيل المثالي للدوري السعودي خلال العقد الأخير.

لماذا؟ لأننا ببساطة نتحدث عن أفضل صانع ألعاب في الدوري السعودي للمحترفين خلال السنوات الـ10 الأخيرة، والأمر لا يعتمد فقط على الرؤية الفنية بل الأرقام تدعمه تمامًا ... جهاد الحسين هو الأكثر صناعة للأهداف خلال العقد الأخير بـ47 تمريرة حاسمة وبفارق 6 تمريرات عن وصيفه يحيى الشهري، وهو أيضًا الأكثر صناعة للفرص برصيد 358 فرصة بفارق 26 فرصة عن التالي في القائمة.

صاحب الـ35 عامًا لعب لنجران منذ عام 2011 ثم أمضى موسمًا في الإمارات قبل أن يعود عام 2014 للسعودية واللعب للتعاون، وقد رحل عن سكري القصيم هذا الصيف باتجاه الرائد، وطوال تلك المسيرة أمتع الحسين جماهير فريقه والكرة السعودية عامة بالكثير من التمريرات الرائعة والمهارات الفردية الممتازة. 

لعب ناصر الشمراني لأندية الوحدة والشباب والهلال وأخيرًا ارتدى قميص الاتحاد هذا الموسم، ورغم هذه التنقلات الكثيرة إلا أن صاحب الـ35 عامًا نجح في النجاح مع جميع الأندية التي لعب لها.

أحرز الشمراني 105 هدفًا خلال العقد الأخير في الدوري السعودي، وهو ثاني اللاعبين على اللائحة خلف عمر السومة، وقد صنع 28 هدفًا مما يجعله الأقوى هجوميًا بعدما ترك بصمته على 133 هدفًا ما بين التسجيل والصناعة.

وعاش الشمراني 5 مواسم رائعة في بداية العقد الأخير قبل أن يتراجع نسبيًا مردوده في النصف الثاني من العقد، وقد تُوج خلاله بلقب الدوري السعودي موسم 2011-2012 وأحرز خلاله 17 هدفًا، وموسم 2016-2017 مع الهلال وسجل خلاله 7 أهداف وقد قضى النصف الثاني من الموسم مع العين الإماراتي.

نحن نتحدث هنا عن واحد من أساطير الكرة السعودية، ليس خلال العقد الأخير فقط بل في كامل تاريخها، إذ حفر محمد الشلهوب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الهلال والمنتخب السعودي.

خلال العقد الأخير، لعب الشلهوب 140 مباراة مع الهلال السعودي الذي لم يُغير قميصه أبدًا، وقد ترك بصمته على 50 هدفًا بواقع 23 هدفًا و27 تمريرة حاسمة.

وقد بدأ اللاعب صاحب الـ38 عامًا العقد الجديد بإنجاز تاريخي، إذ كان أول لاعب وسط يُتوج هدافًا للدوري السعودي، وقد حصد الجائزة نهاية موسم 2009-2010 بإحرازه 12 هدفًا.

ساهم الشلهوب في فوز الهلال بأربع ألقاب للدوري السعودي للمحترفين هذا العقد، مواسم 2009-2010 و2010-2011 و2016-2017 و2017-2018، وبشكل عام هو أكثر لاعبي السعودية تتوجيًا بالألقاب على مستوى الأندية برصيد 31 لقبًا مع الهلال.

يُعد تيسير الجاسم المولود عام 1984 أحد أفضل لاعبي الوسط في تاريخ الكرة السعودية، بدأ حياته مع هجر ثم خاض جل مسيرته مع الأهلي ولم يلعب لأي نادٍ سعودي آخر غيره بخلاف 6 أشهر مع الوحدة موسم 2018-2019.

هو أحد أيقونات الكرة السعودية في العقد الأخير، سواء على مستوى النادي الأهلي أو المنتخب السعودي، وقد خاض خلال تلك الفترة 196 مباراة بقميص الراقي أحرز خلالهم 35 هدفًا وصنع مثلهم، ولعب في كامل مراكز الوسط تقريبًا سواء لاعب الوسط المدافع أو المحور أو حتى صانع الألعاب.

ساهم بقوة في تحقيق الأهلي للقب الدوري السعودي موسم 2015-2016 بعد غياب دام 30 عامًا تقريبًا، وقد فاز بجائزة أفضل لاعب في السعودية عام 2012 وأفضل لاعب في الأهلي موسم 2011-2012 وأفضل لاعب وسط سعودي لنفس الموسم.

رغم أنه لم يظهر مع الفريق الأول للهلال سوى عام 2014 حين صُعد من قطاع الناشئين، إلا أن محمد البريك نجح في أن يُصبح خلال سنوات قصيرة أحد أفضل الأظهرة في الكرة السعودية.

أعير في البداية للرائد لمدة 6 أشهر قبل أن يعود للهلال بداية موسم 2015-2016 ويبدأ الدخول تدريجيًا في التشكيل الأساسي للزعيم، وقد وصل عدد مبارياته في الدوري السعودي هذا العقد إلى 99 مباراة سجل خلالها 4 أهداف وصنع 16 آخرين.

البريك يمتلك قدرات دفاعية ممتازة وهجومية قوية، إذ حافظ على نظافة شباك فريقه خلال 30 مباراة، وساهم في صناعة 127 فرصة ويُعد حاليًا الظهير الأيمن الأساسي للمنتخب السعودي.

بدأ عمر هوساوي حياته الكروية مع الشعلة قبل أن ينطلق نحو القمة بانتقاله للنصر عام 2011، وقد أصبح خلال تلك السنوات أحد أفضل المدافعين السعوديين والحاضرين دومًا مع المنتخب السعودي الذي بدأ اللعب له عام 2013 وحمل شارة قيادته في كأس العالم 2018 في روسيا.

لعب هوساوي 164 مباراة مع النصر بدءً من يناير 2010 حتى الآن، سجل خلالهم 10 أهداف وصنع هدفين وساهم بقوة في تتويج النادي بثلاثة ألقاب للدوري السعودي.

ونجح عمر هوساوي في أن يُحافظ على نظافة شباك النصر خلال 56 مباراة في الدوري السعودي للمحترفين، ولا يسبقه في تلك القائمة سوى المخضرم أسامة هوساوي.

نحن هنا لا نتحدث عن مدافع تألق في العقد الأخير من الدوري السعودي، بل نتحدث عن أحد أبرز المدافعين في تاريخ كرة القدم السعودية، حائط صلب يصعب اختراقه وطالما اعتمد عليه المنتخب السعودي لحماية مرماه من هجمات المنافسين.

بدأ هوساوي مسيرته الكروية مع الوحدة ثم انتقل للهلال عام 2008، أمضى 6 أشهر مع أندرلخت عام 2012 لكنه لم يُوفق هناك وعاد ليرتدي قميص الأهلي حتى 2016 ومن ثم عاد للزعيم الأزرق قبل أن يرحل عنه صيف 2018 ويلعب 6 أشهر مع الوحدة ثم يُعلن اعتزاله كرة القدم نهائيًا.

لعب هوساوي 191 مباراة في العقد الحالي من الدوري السعودي، نجح في الحفاظ على نظافة شباك فريقه في 68 مباراة منهم وهو المدافع الأول في هذا الجانب، سجل 9 أهداف وصنع 6، وأبرز ما قيل عنه أنه يساهم بقوة في رفع مستوى زميله في قلب الدفاع، وقد تعددت الأسماء التي لعبت بجانبه وشهدت له، سواء في الهلال أو الأهلي أو المنتخب السعودي الذي حافظ على تواجده أساسيًا به منذ عام 2007 حتى اعتزاله.

تُوج هوساوي بالعديد من الألقاب خلال العقد، أبرزهم بالطبع الدوري السعودي مع الأهلي موسم 2015-2016 بعد غياب 32 عامًا، و4 ألقاب للدوري السعودي للمحترفين مع الهلال.

لعب العديد من اللاعبين السعوديين والأجانب في مركز الظهير الأيسر خلال السنوات العشرة الأخيرة في الدوري السعودي، لكن لم ينجح أحد في التفوق على ياسر الشهراني لاعب الهلال من حيث القدرات الدفاعية والهجومية والأهم ثبات المستوى خلال كل تلك السنوات.

الشهراني بدأ مع القادسية ثم انتقل عام 2012 للهلال ليبدأ مسيرته التوهج والنجومية، وقد لعب خلال العقد الحالي 179 مباراة سجل خلالها 7 أهداف وصنع 19، وقد حافظ على نظافة شباك فريقه خلال 45 مباراة.

ساهم الشهراني صاحب الـ27 عامًا مع الهلال في الفوز بالعديد من البطولات أبرزها بالطبع بطولتي الدوري السعودي للمحترفين موسمي 2016-2017 و2017-2018.

الشهراني فاز بجائزة أفضل لاعب سعودي عام 2013 من "سبورت السعودية" وقد وُضعت صورته على غلاف نسخة الشرط الأوسط من فيفا 16.

بدأ ظهور وليد عبد الله في الكرة السعودية مع السنوات الأخيرة من العقد الماضي، وقد توقع الجميع له مستقبلًا مبهرًا بعد بدايته الصاعقة مع الشباب والمنتخب السعودي.

وبعد سنوات من التألق مع الليوث، رفض حارس المرمى تجديد عقده وانتقل خلال يناير 2017 في صفقة مجانية للنصر، موقعًا عقد مدته 3 سنوات مقابل 12 مليون ريال سعودي.

تلك الخطوة ربما لم تكن سليمة، أو ربما هي الظروف الصعبة وخاصة الإصابات التي أحاطت باللاعب في النصر ما جعلته يتراجع بعد موسم ونصف من اللعب أساسيًا لأن يُصبح البديل الأول للأسترالي براد جونز الذي ضمه النصر صيف 2018.

رغم هذا، إلا أن العديد من المتابعين والجماهير مازالوا يرون وليد عبد الله الأحق باللعب أساسيًا في النصر وأن النادي يُهدر مكانًا أجنبيًا بالإبقاء على جونز، ولا يُفوت وليد أي فرصة لإثبات أحقيته بالتواجد أساسيًا إلا ويستغلها جيدًا بتقديم أداء قوي.

وليد عبد الله هو أكثر حراس مرمى الدوري السعودي حفاظًا على شباكه نظيفة هذا العقد، برصيد 53 مباراة من أصل 172 خاضها مع الشباب والهلال، وقد تصدى خلال تلك الفترة لـ443 تسديدة بنسبة نجاح وصلت إلى 69% مما يجعله دون شك حارس المرمى الأفضل في العقد الأخير رغم غيابه مؤخرًا عن اللعب.