لم يحظ تشيلسي ببداية جيدة للموسم الحالي 2020-21 رغم سوق الانتقالات الناري الذي قام به، فبعد أن كان الجميع ينظر إلى البلوز باعتباره أحد المرشحين للقب، تراجعت هذه الآمال كثيرًا في أعقاب ظهور متواضع جدًا في أولى جولات الدوري الإنجليزي.
نتيجة لذلك، بدأت الصحف في طرح إمكانية إقالة فرانك لامبارد من منصبه وعنونت أسماء أخرى لخلافته مثل ماسيميليانو أليجري وماوريسيو بوتشيتينو، لك أسطورة الكرة الإنجليزية رد بقوة من خلال النتائج والأداء في الجولات الأخيرة، ورسخ أقدامه في ستامفورد بريدج.
تحسنت نتائج تشيلسي وقبل ذلك الأداء، أصبح النادي اللندني في حالة تجانس كانت غائبة بقوة مطلع الموسم، فما هو السر خلف ذلك؟ ربما أن الإجابة الأكثر منطقية ستكون في اسم "حكيم زياش".
نيمار يتحول لسلاح انتخابي في برشلونة
التوليفة السحرية بقيادة زياش وفيرنر
Gettyكل شيء في تشيلسي بدأ من لحظة عودة حكيم زياش مرة أخرى إلى الملاعب بعد إصابته في بداية الموسم، المغربي وفر حلولًا كثيرة للامبارد من جهة، ومن جهة أخرى لم يتوان المدرب عن استغلاله بالصورة المثالية.
يمكن القول أن لامبارد كان محظوظًا بابتعاد كاي هافيرتس عن الملاعب في وقت عودة زياش، حيث آثر حينها الاعتماد على المغربي في العمق بدلًا الأطراف، المكان الذي يُبدع فيه منذ أن كان في أياكس.
وجود زياش في العمق وفر لتيمو فيرنر من جهة مساحات من التي يهواها، وجعل فكرة تحول الألماني من تواجده كجناح أيسر إلى قلب الهجوم بديناميكية شديدة أثناء اللعب أسهل، أمرٌ فتح أبواب الشباك أمام نجم لايبزيج السابق.
حتى الآن، فشل هافيرتس في فرض نفسه سواءً من ناحية أنه ممرر ذكي بالدرجة الأولى، أو من خلال الميزة الأهم له مع باير ليفركوزن بإكماله داخل منطقة الجزاء، بينما كان النقيض لزياش، الذي أرسل رسالة واضحة للامبارد مفادها أن اللعب في العمق له توجه مثالي للفريق ككل.
تتحدث الأرقام عن تلك الحقيقة جيدًا، ففي مشاركة زياش كلاعب في العمق لا الأطراف أمام شيفيلد يونايتد صنع هدفين، مع منحه لتمريرة حاسمة لتيمو فيرنر قبلها أمام بيرنلي وتسجيله هو نفسه لهدف في شباك كتيبة شون ديش.
في هذا الصدد، يمكن القول أن لامبارد أخيرًا وقف على الطريقة الأكثر ملائمة للإمكانيات التي يمتلكها لاعبوه في الشق الهجومي، من خلال وجود لاعب رقم 9 بالوظائف الكلاسيكية له، وديناميكية لاعب يوفر حلولًا في المرتدات وكذلك عند إغلاق المساحات كتيمو فيرنر، والأهم، ممرر ذكي وصانع للألعاب بعد فشل هافيرتس، وهو زياش.
حل أزمة حراسة المرمى
Gettyلا شك أن أحد أهم أجزاء سوء نتائج تشيلسي في بداية الموسم كان مركز حراسة المرمى، فكيبا ربما من أسوأ من ارتدوا قميص البلوز وويلي كاباييرو لا يزيد عن كونه حارس مرمى بديل، أما الآن، فأخيرًا الأزمة تم حلها بوصول إدواردو ميندي لحماية عرين ستامفورد بريدج.
في آخر ست مباريات لعبها ميندي في حراسة مرمى تشيلسي، حافظ على نظافة شباكه في 5 منها، بينما كان الهدف الوحيد الذي سكن شباكه خلال فوز البلوز الضخم على شيفيلد يونايتد برباعية لهدف.
على النقيض، سكنت شباك كيبا في 3 مباريات لعبها فقط هذا الموسم في البريميرليج 6 أهداف، وكان نقطة ضعف لا تصدق عمومًا، وحتى كاباييرو سكن مرماه ثلاثة أهداف من وست بروميتش في مشاركته الوحيدة بالبريميرليج.
لذلك، فمنح ميندي تشيلسي ما يحتاجه من ثقة وثقل لفريق بحجم كتيبة لامبارد في مركز حراسة المرمى، وهذا ما منح أيضًا الدفاع ثقة كانت غائبة بوجود كيبا أو كاباييرو في المرمى.
تحسن الدفاع
Getty Imagesمن الظلم القول أن تطور دفاعات تشيلسي فقط بسبب إدواردو ميندي في حراسة المرمى، بل إن هناك تطورًا آخر يتمثل فيما قدمه تياجو سيلفا أخيرًا من قيمة مضافة كانت منتظرة منه.
صحيح أن بداية البرازيلي لم تكن جيدة أمام وست بروميتش، لكن بعد ذلك؟ أداء مذهل من صاحب الـ38 عامًا، نتيجته المنطقية كانت أن هذا التحسن الهائل في دفاع تشيلسي السيئ جدًا منذ الموسم الماضي.
كذلك الحال بالنسبة للظهير الطائر بن تشيلويل، ظهر متأقلمًا أخيرًا، فأضاف للجبهة اليُسرى ثقلًا هجوميًا وآخر دفاعيًا، مع إسهامات إن لم تكن مثالية ولكنها جيدة من كيرت زوما في قلب الدفاع.
ختامًا، يمكن القول أن لامبارد عانى قليلًا في البداية بعدم قدرته على وضع اللاعبين في مراكزهم المثالية، بالوقت وقف على نقاط ضعف فريقه وعمل على تطويرها، ساعده في ذلك عودة حكيم زياش القوية وما يوفره تيمو فيرنر من ديناميكية، إلى جانب حل أزمة حراسة المرمى وتطوير الدفاع بخبرات تياجو سيلفا وتألق بن تشيلويل هجومًا ودفاعًا، لذلك فالآن وجد المدرب أخيرًا التوليفة أو الخلطة المثالية التي تُنذر الجميع بعودة البلوز لسابق عهده.


