انشغلت كافة الأندية بأزماتها التي يخلفها لها انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم يومًا تلو الآخر، توقفت الحياة في الملاعب، ولا صوت يعلو فوق صوت معاناة الأندية مع طريقة سداد رواتب اللاعبين والعاملين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية وغيرها من الجهات، لكن الوضع في نادي الاتحاد السعودي مختلف، فالمعاناة في أي نادٍ، إذا حلت بالعميد تتضاعف صورتها..
موسمان والعميد ينزف، مرض فنهالت عليه الضربات واحدة تلو الأخرى دون رحمة، ورغم ذلك واصل جمهوره الحضور إلى المباريات وملأ المدرجات، حتى وإن تركه مسؤوليه القدامى وأصبحت التركة ثقيلة على المجلس الحالي برئاسة أنمار الحائلي، فجماهير النمور لا تكل ولا تمل من الوقوف خلف ناديها.
اقرأ أيضًا - معاناة نجم | أمرابط .. طعنته الإصابة فاتجه لتنظيف الأرضيات قبل أن تنقذه نصيحة والده
أزمة مالية طاحنة انعكست فنيًا على اللاعبين بالملعب في الموسم الماضي، فأصبح يصارع الهبوط على الجولات الأخيرة قبل أن ينتشله المدرب التشيلي لويس سييرا، البعض توقع أن تنصلح أحوال الفريق بالموسم الجاري، لكن كانت المفاجأة أن اللاعبين يهربون والديون تتراكم والقضايا تزداد أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
مستحقات صفقات ألكسندر بريجوفيتش، سانوجو، جيروهي، مستحقات متأخرة لمروان دا كوستا، فيتشو، لويس سييرا، وغيرها من القضايا التي أنصف بها الفيفا خصوم الاتحاد، وأصبح هو مهددًا بحرمان من التعاقدات في الفترات المقبلة.
وضع النادي الجداوي الحالي يذكرنا بما مر به الزمالك المصري قبل سنوات في عهد ممدوح عباس؛ رئيس النادي السابق، والذي خلف ورائه ديون متراكمة على القلعة البيضاء، حتى الآن يحاول المجلس الحالي برئاسة مرتضى منصور سدادها.
نختلف أو نتفق مع مرتضى منصور، له ما له وعليه ما عليه، لكن لن يختلف اثنان عن انتشاله للقلعة البيضاء من النفق المظلم التي كانت تسير به قبل قدومه، أحدث أزمات ومواقف غير مفهومة؟ نعم!، لكن لولا وجوده لدخل الأبيض في نفق مظلم من الديون والمستحقات المتأخرة وغيرها من المشكلات.
حاجة العميد لمثل شخصية مرتض منصور، ليس فقط لحل الأزمة المالية، لكن أيضًا لأنه نجح في إعادة البطولات لخزينة النادي بعد غياب سنوات، ويكفي من هذه المسيرة أن نذكر لقب الكونفدرالية الإفريقية 2019، لقب السوبر الإفريقي 2019، وكأس السوبر المصري 2019، وتحديدًا البطولتين الأخيرتين حققهما في أسبوع واحد بفبراير الماضي، ليكون الفريق الوحيد الحاصل على بطولتين في عام 2020.
فمتى تنزاح الغمة عن الاتحاد؟ ومتى يعثر عن "مرتضى منصور السعودية" كي ينتشله مما هو فيه؟
