بعد فشلهم في التأهل إلى كأس الأمم الأوروبية هذا الصيف، والمشاركة السيئة في دوري أمم أوروبا التي خسروا فيها جميع مبارياتهم الست بينما استقبلت شباكهم 16 هدفًا، يبدو أن العصر الذهبي لكرة القدم الأيسلندية قد انتهى.
بعد سحر الجماهير في كأس أمم أوروبا 2016 وكذلك كأس العالم 2018 بأداء رائع ومقنع، يبدو أن الدول الاسكندنافية التي تتسم بالشجاعة تذهب إلى الهاوية بدلًا من التقدم إلى الأمام.
الآن بات أغلب النجوم إما على وشك التقاعد أو توقفوا عن تمثيل منتخب بلادهم، بينما من بقيّ مثل سيجوردسون، هم في مرحلة متقدمة من العمر ولا يمكن مزجهم مع الشباب كما كان الحال في الماضي.
يبدو أن إحدى أبرز الحكايات في كرة القدم بالسنوات الأخيرة في طريقها للنهاية أم سيجد جديد؟
في حين أن سيجوردسون ورفاقه ربما على وشك أن تنتهي مسيرتهم الكروية، بدأت مجموعة جديدة من المواهب في الدول الاسكندنافية في الظهور مؤخرًا.
على الرغم من أن الإصابة أعادته كثيرًا إلى الخلف العام الماضي، إلا أن أندري جودينسون البالغ من العمر 18 عامًا - نجل أسطورة برشلونة وتشيلسي - يعتبر من ألمع المواهب في صفوف شباب ريال مدريد.
وقد يكون على وشك الانضمام له إلى الملكي مواطنه إيزاك بيرجمان يوهانسون، مع كون ريال مدريد هو واحد من ضمن أندية أوروبية كبيرة كثيرة تراقب صاحب الـ17 عامًا.
كان يوهانسون يصنع الكثير في السويد لصالح نوركوبينج، بعد أن سجل أربعة أهداف وصنع 12 آخرين خلال مشواره الأول مع الفريق السويدي.
بريان بروبي: ماكينة أهداف أياكس الشابة الملقب بـ"لوكاكو الجديد" وهدف ريال مدريد
ميجيل عزيز: النجم الشاب لآرسنال وبوسكيتس الجديد
مويسيس كايسيدو: خليط كانتي وبوجبا الحالم بالانضمام لمانشستر يونايتد
كان أدائه مثيرًا للإعجاب للغاية، لدرجة مسؤولي النادي السويدي بدأوا في إبعاد الكشافة عنه بسبب إجراءات كورونا الصحية.
قال ستيج توربورنسن كبير الكشافة في نوركوبينج "لم أر شيئًا مثله من قبل، الاهتمام كبير جدًا به".
"إنها معركة من أجل المواهب الشابة، يمكنك معرفة ذلك من خلال جميع المكالمات والطلبات التي نتلقاها، عندما يكون هناك ضجيج حول اللاعب، يريد الآخرون الانضمام إليه."
جينس ماجنوسون، مدير النادي، قال بدوره "أعتقد أنه بمقدورنا قبول حضور ستة كشافة في كل مباراة، ولكن لدينا عدد لا يصدق من الطلبات وأنت تعرف القيود الموضوعة حاليًا".
"أنت لا تعرف بالضبط أي اللاعبين هم هناك لمشاهدتهم، ولكن ليس سرًا أن الكثير منهم هنا من أجل إيزاك."
هؤلاء ليسوا مجرد كشافة من نوادي متوسطة، بل بالإضافة إلى مدريد، فإن أمثال ليفربول ومانشستر يونايتد ويوفنتوس وأتالانتا جميعهم يُنسب إليهم الاهتمام، على الرغم من أن نوركوبينج لن يضطر إلى بيع نجمهم الواعد.
توربيورنسن بدوره واصل الحديث "كان الجميع هنا من أجله، الجميع يشعر بالفضول حياله، لقد لعب للمنتخب الوطني تحت 21 عامًا ولنادينا تاريخ كبير مع المواهب".
"ليفربول أحد الأندية المهتمة أيضًا، هناك 10 أندية آخرين، إنه أمر طبيعي وممتع بالنسبة لنا كنادٍ وكذلك بالنسبة لإيزاك نفسه."
"لدى نوركوبينج الكثير من المال ولا يحتاج لبيع إيزاك، لديه وكيل وعائلة عاقلة يعرفون ما يريدون ومتى سيذهب، إنه ليس ضغطًا علينا."
موهبة يوهانسون لا ينبغي أن تكون مفاجأة في وطنه، حيث ولد المراهق في إحدى أشهر العائلات الكروية في أيسلندا.
تمتع والده، جوي جوديونسون، بمسيرة احترافية استمرت 20 عامًا شهدت تمثيله لأمثال ريال بيتيس، أستون فيلا، ليستر سيتي، أريزونا، وولفرهامبتون وبيرنلي بالإضافة إلى 34 مباراة دولية لبلاده.
كما لعب ثلاثة من أعمام يوهانسون للمنتخب الوطني، كما فعل جده، جودجون ثوردارسون، الذي انتقل بعد ذلك إلى تدريب أيسلندا لمدة عامين في أواخر التسعينيات.
وُلد يوهانسون في ساتون كولدفيلد، بالقرب من برمنجهام، بينما كان والده يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وقد اشتملت سنواته الأولى على حضوره عددًا من مباريات مانشستر يونايتد في أولد ترافورد، فضلاً عن قضاء بعض الوقت في أكاديميات كل من مانشستر سيتي وبولتون واندرارز.
لكن بعد انتقاله إلى أيسلندا، بدأت موهبته تظهر حقًا.
بعد أن زار سابقًا أياكس وإيفرتون وبرايتون لإجراء التجارب، في سن الخامسة عشرة فقط ظهر لأول مرة مع الفريق الأول لنادي الدرجة الثانية الأيسلندي IA، والذي كان والده المدير الفني له.
وفي أوائل 2019 انتقل رفقة ابن عمه وزميله أوليفر ستيفانسون إلى السويد باتجاه نوركوبينج.
على الرغم من أنه اضطر إلى الانتظار حتى أغسطس من ذلك العام ليبدأ ظهوره الأول مع ناديه الجديد، إلا أن يوهانسون لم يضيع الكثير من الوقت في إظهار ما يمكنه فعله بهدف في شباك تيمرا بكأس السويد.
ظهر لأول مرة في الدوري الشهر التالي بعد أن صار حقًا جزءًا من الكتيبة الأساسية تحديدًا منذ انطلاق الموسم الجديد في يونيو من 2020.
بدأ الشاب 25 مباراة من أصل 30 مباراة في الدوري هذا الموسم، وقد أنهى فريقه البطولة في المركز السادس، ولم يكن إيزاك لعب في مركزه.
استخدمه المدرب كمهاجم في طريقة 4-3-3 المفضلة للنادي السويدي، رغم أنه كان يلعب كارتكاز في بلاده، كما لعب أيضًا في أغسطس مباراتين بمركز الظهير الأيسر وتمكن حينها من تسجيل هدف، ما يثبت تنوعه الكبير.
وقال يوهانسون للصحافة "كان معروفًا عندما وقعت عقدًا مع نوركوبينج في سن 15 عامًا أن الأمر سيستغرق وقتًا لكسب مكان في الفريق الأول، وقتها وُضعت خطة لوصولي إلى هناك وأحببتها".
"أود أن أقول إن كل شيء يسير وفقًا للخطة ولا يفاجئني أنني لعبت مثل هذا الدور الكبير في الفريق، من ناحية أخرى، أنا راضٍ جدًا عن مقدار الثقة التي أحصل عليها."
"هذا ناد رائع حقًا وكل شيء داخل النادي من الدرجة الأولى. المدرب جينس جوستافسون، يمنح اللاعبين الشباب الكثير من الوقت، ويهتم بأنهم يتطورون، وهو على استعداد لمنحهم دورًا كبيرًا."
يأمل نوركوبينج في أن يجني 7 ملايين جنيه استرليني (9 ملايين دولار) عندما يرحل يوهانسون، وهو يعرف النادي الذي يود الانتقال له إلى سنحت له الفرصة.
Getty/Goal"مانشستر يونايتد هو فريقي المفضل، لكن نوركوبينج هو النادي الذي أحلم به، عشت في مانشستر عندما لعب والدي في إنجلترا وشاهدت العديد من المباريات."
عندما سُئل عما إذا كان حبه للشياطين الحمر قد يعني رفضه عرضًا من ليفربول، أجاب "لا يمكنك قول ذلك! إنهم يلعبون كرة قدم جيدة الآن، لقد كان مان سيتي وليفربول رائعين".
سواءً كان في أولد ترافورد أو سانتياجو برنابيو أو أي ملعب أوروبي كبير، سيطلق يوهانسون على ملعب فريقه الجديد "منزله" يبدو الآن أنها مجرد مسألة وقت قبل أن يتخذ الخطوة الكبيرة التالية في مسيرته.
تأمل أيسلندا بالتأكيد أن يكون هذا هو الحال، وبعد أن جعلته خامس أصغر لاعب دولي في تاريخ البلاد عندما أخرجه من مقاعد البدلاء أمام إنجلترا في نوفمبر، يعتقدون بالتأكيد أنه يمكن أن يكون قائد الجيل الذهبي الثاني لكرة القدم في البلاد.