Mikel Arteta Crystal Palace Arsenal 11012020Getty

أرسنال وميكيل أرتيتا.. عن الأمل الذي قد يقتلك

حالة كبيرة من التفاؤل سادت بين جماهير أرسنال فور تولي ميكيل أرتيتا لمهمة تدريب الفريق، خلفاً للمُقال أوناي إيمري والمؤقت فريدي ليونبيرج.

الإسباني أبهر الجميع بلباقته الشديدة، وحديثه عن خططه الواضحة وأسلوبه الهجومي للسيطرة على الخصم، واستعادة الهوية الهجومية والكرة الممتعة، وكل هذا الحديث الذي يحرك مشاعر الجماهير.

البداية كانت مبشرة بتعادل مع بورنموث، ثم خسارة صادمة وأداء مميز ضد تشيلسي، قبل اللحظة الأكثر توهجاً بالفوز على مانشستر يونايتد، بل الحفاظ على نظافة الشباك في لحظات نادرة.

الجميع بدأ يشيد بأرتيتا، بل يردد أن أرسنال قد عاد من جديد، قبل الاصطدام بالواقع بأداء ومحبط وفوز باهت ضد ليدز يونايتد بكأس الإتحاد الإنجليزي، في مواجهة شهدت سيطرة كبيرة للفريق المنتمى لدوري الدرجة الأولى.

تعادل ساذج أمام كريستال بالاس وعودة مرة أخرى للأخطاء الفردية، ثم تعادل آخر مع شيفيلد يونايتد بالدوري لا يقل سذاجة وأداء متواضع جداً في غياب المنقذ بيير إيمريك أوباميانج، فهل انكشف أرتيتا أم أين المشكلة الحقيقية؟

ملامح التغيير

Pepe Arsenal Manchester United 2020Getty

بغض النظر عن النتائج غير المقنعة، بخسارة مباراة وتعادل مرتين وهزيمة في الدوري، إلا أن ملامح التغيير بدأت تظهر في أرسنال بدون أدنى شك، بصورة مغايرة بشكل كبير عن ما حدث بعهد إيمري.

أرتيتا لديه فكر واضح جداً، يشبه لما عاصره مع أرسن فينجر وبيب جوارديولا، لكن تطبيقه يتطلب العديد من العناصر القادرة على تحقيق النتائج الإيجابية.

مهمة الإسباني بالإمكانيات الحالية للفريق، ليست عادلة بكل المقاييس، لأنه يتحمل ما تركه فينجر من خلفه، وما فعله إيمري بعدها بمحو الهوية الهجومية وإضعاف الدفاع المتهالك.

الفريق به العديد من نقاط الضعف، أهمها خط الدفاع، أرسنال بحاجة قلب دفاع على أقل تقدير، ظهير أيمن وكذلك أيسر لإصابة الثنائي سياد كولاسيناك وكيران تيرني.

وأما عن الوسط فرغم انخفاض معدل كوارث جرانيت جاكا وتحسن مستوى لوكاس توريرا، إلا أنه مازال بحاجة للاعب آخر، في ظل ابتعاد ماتيو جيندوزي واللغز الأكبر داني سيبايوس.

وأما بالهجوم تزداد علامات الاستفهام حول نيكولاس بيبي وأليكساندر لاكازيت، وكذلك أوزيل الذي عاد مرة أخرى للظهور في مباراة والاختفاء في أخرى.

النقص الواضح في الصفوف يجعل فكرة التغيير غير ممكنة، لأن أرتيتا حالياً يعمل على إخفاء العيوب أكثر من استغلال المميزات النادرة في فريقه، والتي تتلخص في بيير إيمريك أوباميانج وبعض تمريرات أوزيل وعودة توريرا لمستواه.

التغيير وارد في أرسنال، ولكنه لن يحدث بما يمتلكه أرتيتا من عناصر، عملية إحلال وتجديد واجبة، ربما تعني انتهاء الموسم الحالي، وعدم التعلق بأحلام المركز الرابع والفوز بالدوري الأوروبي.

الأزمة الحقيقية

Josh Kroenke Stan Kroenke

انتشرت العديد من التقارير الفترة الأخيرة، حول دخول أرسنال في سوق الانتقالات الشتوية لإبرام بعض الصفقات، الأخبار التي أدخلت البهجة على قلوب عشاق النادي، قبل اكتشاف أن هذه الانتدابات ستكون على سبيل الإعارة أو مجانية.

أرسنال خرج بأرباح من سوق الانتقالات الصيفي بعد بيع أليكس إيوبي وكريستيان بيليك ولوران كوسيلني وغيرهم، رغم التعاقد مع بيبي بـ80 مليون يورو لأن صفقة الأخير كانت بالتقسيط.

الأموال موجودة وجوش كرونكي نجل رئيس النادي، خرج ليقول للجماهير "تحمسوا" سننفق الأموال ونتفاوض مع مجموعة من أفضل اللاعبين، وهو ما صدق في فعله بصفقة بيبي لكن الإيفواري وحده لا يكفي.

المدفعجية حالياً يرتبطون بلايفين كورزاوا، وسط احتفالات صاخبة من جماهير باريس سان جيرمان برحيله عن النادي الفرنسي، ودرايس ميرتينس صاحب الـ32 سنة، وغيرها من الصفقات التي لا يمكنها خدمة الفريق بالشكل الكافي.

توجهات إدارة أرسنال في كل سوق انتقالات، تعكس المشكلة الحقيقية للنادي، فينجر رحل ولكنه لم يكن سوى الدرع الواقي لهذه الإدارة، لأنه كان يخرج في كل ميركاتو يقول أن الفريق يمتلك مجموعة جيدة ولا يوجد أفضل مما عنده.

الآن الأمر تغير تماماً، حيث انكشف المستور في كل صيف وشتاء، والتصريحات والأنباء المؤكدة، أن نادي بحجم أرسنال لا يستطيع جلب لاعبين سوى على سبيل الإعارة.

عذر اللعب المالي النظيف وعدم الرغبة في مخالفة اللوائح، أقبح من ذنب عدم الإنفاق، لأن بكل ببساطة هل كان ينفق أرسنال قبل ظهور هذا القانون من الأساس؟

حجم التوقعات

Gabriel Martinelli Arsenal 2019-20Getty Images

الحقيقة أحياناً يصعب تقبلها لدرجة تجعل البعض يتجه للأوهام والتمسك بالأمل حتى النهاية، وهذا ما ينطبق على درجة كبيرة، مازالت تؤمن في خروج أرسنال بأي شيء إيجابية هذا الموسم.

الأمر غير مستبعد ووارد حدوثه بكل تأكيد، نظراً للمؤشرات الإيجابية مع أرتيتا، ولكن لا يمكن التكهن بكل ثقة أن الفريق سيخرج محققاً أحد أهدافه هذا العام.

طموح إدارة النادي واضح بالاقتصار على حلم التأهل لدوري أبطال أوروبا، ليتحول من وسيلة للمنافسة مع الكبار، إلى غاية في حد ذاتها وهدف رئيسي.

الجماهير على الجانب الآخر متمسكة بأرسنال اللاهزيمة الذي فقد روحه بعد الرحيل عن هايبري مثلما قال فينجر هذا الأسبوع، ولكن هذا انعزال تام عن الواقع الحالي.

بن رحمة | محرز جديد في سماء الكرة الإنجليزية

فان دي بيك يتفاعل سريعًا مع أنباء توقيعه لريال مدريد

خفض التوقعات حالياً ضروري، ولكن على المدى البعيد يجب المطالبة بارتقاء إدارة النادي لهذه الطموحات الكبيرة، بالمنافسة على الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.

الأمر يبدو محبطاً لكنه أفضل من الأمل الكاذب الذي يسفر في نهاية عن صدمة، مثلما حدث أمام تشيلسي في باكو بنهاية الدوري الأوروبي العام الماضي، ربما يحقق أرتيتا المعجزة، ويقلص فارق الـ10 نقاط مع تشيلسي عندما يلعب غداً أمام البلوز على ستامفورد بريدج، ويخطف المركز الرابع بنهاية الموسم، لكن المؤشرات الأكبر تؤكد استحالة ذلك.

وهو ما يترك الجماهير أمام سبيل واحد فقط، الصبر على أرتيتا، ربما يقلب التوقعات، أو حتى يكتفي بتحسين المستوى وإخفاء العيوب نحو مستقبل أفضل وأمل حقيقي.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0