SPL GFXGoal AR

"وتلك الأيام نداولها بين الناس" .. حمدالله، كارييو والبقية .. انتهى وقتكم في السعودية

"وتلك الأيام نداولها بين الناس" .. نص قرآني صريح يؤكد أن الحياة لا تدوم لأحد، وأن المتغيرات كثيرة ومؤكدة ولا أحد يستقر على حاله أبدًا، ونشهد يوميًا أدلة وبراهين على ذلك، وكرة القدم جزء من هذا العالم ولا تختلف عنه.

عبد الرزاق حمدالله، أندريه كارييو، عمر السومة، رومارينيو، جوستافو كوييار، جيسلان كونان، أحمد حجازي وغيرهم من نجوم دوري روشن السعودي كانوا الأبرز والألمع في السعودية، كانوا معشوقي الجماهير هناك والكل يسمع لهم ويتمنى رضاهم ... وضع سيتغير بالتأكيد الموسم القادم.

ذلك المستوى من اللاعبين الأجانب كان الأعلى في السعودية لسنوات، لكنه لم يعد كذلك بعد انطلاق سوق انتقالات صيف 2023، فقد تخطاهم الزمن تمامًا وأصبحوا على الهامش بعدما تركوا الصفوف الأولى في الأندية للنجوم الكبار القادمين من أوروبا أمثال كريم بنزيما وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش وروبيرتو فيرمينو وغيرهم.

واضح جدًا أن الأيام القادمة لن تكون أيام تلك المجموعة من النجوم في السعودية، سيختلف وضعهم على جميع الأصعدة، جماهيريًا وإعلاميًا وتواجدًا في الملعب وحضورًا في مركز الضوء وكل شيء.

ويُقال دومًا أن زوال النعم أصعب وأقسى كثيرًا من عدم وجودها من الأساس، ولذا الموسم القادم سيكون صعبًا جدًا على تلك المجموعة من اللاعبين لأنها ستعيش وضعًا لم تعتده أبدًا في الدوري السعودي، سينتقلون من الصف الأول للثالث أو الرابع، سيتحولون من بقعة الضوء الكبرى إلى ظلال وأشباح تلاحق النجوم الكبار، سيفقدون الكثير والكثير من الامتيازات.

هل يستطيع حمدالله أن يُجادل حول جلوسه على دكة البدلاء في ظل وجود بنزيما؟ هل يُمكن لطارق حامد أن يطلب اللعب بدلًا من نجولو كانتي؟ هل ستهتف الجماهير لكارييو من جديد في وجود كوليبالي ونيفيش وسافيتش في الملعب؟ وضع صعب ومؤلم وثقيل نفسيًا على أولئك النجوم الذين اعتادوا أن يأمروا فيُطاعوا في السعودية.

اللاعب المحلي السعودي اعتاد هذا الوضع للأسف، وقلة قليلة من أفلتوا منه واستطاعوا فرض أنفسهم نجومًا لأنديتهم في ظل وجود الأجانب، وإن كان وضعهم سيتأثر أيضًا بالتأكيد بالثورة الحاصلة لكن الأمر بالنسبة لهم لن يختلف كثيرًا عن السابق، من جلس بديلًا لكوييار سيجلس بديلًا لنيفيش! ومن لم يلعب بسبب وجود السومة لن يلعب بسبب وجود فيرمينو.

لهذا، أعتقد أن تلك المجموعة من اللاعبين يجب أن تُغادر السعودية وتبحث عن فرص أخرى تضمن لها البقاء في هذا الوضع الذي اعتادوه، اللاعب الجديد القادم لدوري روشن سيعي تمامًا وضعه ومكانه بين النجوم ولن يُطالب بالأكثر ولن يشعر أنه فقد شيئًا بل بالعكس قد أضيف له فرصة التدرب أو منافسة أولئك الكبار، فيما القديم وضعه مختلف تمامًا لأنه كما أسلفت سيفقد شيئًا كبيرًا كان في يديه.

حمدالله، حامد، كارييو، رومارينيو، حجازي وغيرهم من نجوم الدوري السعودي في السنوات الأخيرة حان وقت رحيلهم لأن زمنهم انتهى في السعودية وأيامهم ولت وأصبحت لغيرهم، في الخارج قد يجدون النادي الذي يحفظ لهم مكانتهم المعتادة ويمنحهم أيامًا جديدة أشبه بتلك التي عاشوها قبل ثورة الانتقالات في المملكة.

إعلان