فتح أسطورة الكرة العراقية ونائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، يونس محمود، قلبه في مقابلة مع بودكاست "يا عرب" المذاع عبر قنوات "الكأس" القطرية، كاشفًا عن كواليس جديدة من حياته الشخصية وتحديدًا فترة طفولته ونشأته في بلاد الرافدين.
AFPيونس محمود يكشف أسرار نشأته: عملت في رعاية الماشية .. ولم أتوقع أن أكون لاعب كرة قدم!
"لم أكن أتخيل أن أكون لاعب كرة قدم"
تحدث يونس محمود عن فترة طفولته، قائلًا: "عملت في فترة طفولتي والمراهقة بمهنة الزراعة ورعاية الماشية مع عائلتي والتي وريتها عن أجدادي. تربيت في منطقة متنوعة في المذاهب والأعراق بين البدو، منطقتنا كانت بها أكراد، تركمان، مسيحيين، أعراب وكذلك بدو، وقضيت فترة شبابي مع جدي الذي كان يحبني كثيرًا".
وأضاف: "كنت أخرج من الصباح الباكر إلى الأراضي للزراعة ورعاية الماشية وأتناول الخضروات ولا أعود إلى المنزل إلا قبل المغرب، عشت حياة لا توحي تمامًا بأن يكون مستقبلي كلاعب كرة قدم، وعندما أحكي لأصدقائي عن هذه الحياة يتفاجئون ولا يصدقون، أنا نفسي لم أقتنع بأن أكون لاعب كرة قدم في المستقبل، لكن هذه مشيئة الله".
Gettyيونس محمود وخلاف طبيعي مع درجال
في سياق متصل، أكد يونس محمود أن خلافه مع رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال لا يتجاوز كونه اختلافًا طبيعيًا في وجهات النظر حول آليات إدارة الاتحاد.
وقال محمود في تصريحات صحفية: "الاختلاف بيني وبين الكابتن عدنان طبيعي، هو يركز على الإعلام والسوشال ميديا، بينما أنا أركز على الواقع العملي، مثل إنشاء مدارس وأكاديميات للفئات العمرية، وتوفير الأرضية والبنية التحتية والتمويل قبل الدخول في التفاصيل"، مشددًا على أن أي مشروع يحتاج إلى أساس مالي وتنظيمي قبل الحديث عن مخرجاته.
وأضاف: "مشروع الفئات العمرية الذي طُرح قبل خمس سنوات لم يُنفذ حتى الآن، والسبب غياب تثبيت الأرض والمال، وهذا ما أطالب به قبل أي خطوة جديدة".
وفيما يتعلق بمسألة الترشح لرئاسة الاتحاد، أوضح محمود أن درجال أكد أن الباب مفتوح أمام جميع الأطراف، وأن العملية الانتخابية تسير وفق القانون وبشفافية كاملة.
أما عن الانتخابات، فقد بيّن محمود: "لو لم تتأجل الانتخابات لكانت الأمور تسير وفق الخطة الموضوعة، والآن علينا الانتظار لمعرفة النتائج، فلكل حادث حديث عند إجرائها".
حقيقة أزمة يونس محمود مع السعودية
يونس محمود، أسطورة كرة القدم العراقية ارتبط اسمه بجدل كبير على الساحة السعودية، بعد ظهور شائعات حول رفض المملكة استصدار تأشيرة دخول له للأراضي السعودية وحرمانه من دعم منتخب أسود الرافدين خلال مشاركته في الدورة المصغرة للمحلق الآسيوي المؤهل لكأس العالم.
إلا أن عضو المكتب الإعلامي للاتحاد العراقي لكرة القدم، رياض هادي، نفى ما تم تداوله من أنباء حول رفض السلطات السعودية منح تأشيرة دخول للنائب الثاني لرئيس الاتحاد يونس محمود.
وأوضح هادي، في تصريحات سابقة، أن يونس محمود لم يكن ينوي التواجد مع المنتخب العراقي في السعودية، إذ كان قد اعتذر مسبقًا عن حضور المباريات أمام منتخبي السعودية وإندونيسيا.
وأبدى هادي، استغرابه من الأخبار التي انتشرت عبر بعض وسائل الإعلام بشأن هذا الموضوع، مؤكدًا أن تلك الأنباء لا أساس لها من الصحة.
AFPيونس محمود وتاريخ طويل من التوتر مع الكرة السعودية
شهدت الساحة الرياضية الخليجية في الآونة الأخيرة حالة من الجدل الواسع بين الجماهير السعودية والنجم العراقي السابق يونس محمود، وذلك على خلفية تصريحات اعتُبرت مسيئة للمنتخب السعودي خلال مشاركته في بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 26" التي أُقيمت في الكويت.
وتعود جذور الخلاف إلى مقابلة إعلامية أُجريت مع يونس محمود، الذي يشغل حاليًا منصب النائب الثاني لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، حيث طُرح عليه سؤال حول حظوظ المنتخب السعودي في المنافسة على لقب "خليجي 26".
وردّ محمود بابتسامة ساخرة، قائلاً: "السعودية جاية للقب!"، وهي العبارة التي أثارت موجة من الغضب بين الجماهير السعودية، واعتُبرت تقليلًا من شأن المنتخب السعودي وانتقاصًا من قدراته التنافسية.
وعلى الفور، تداولت منصات التواصل الاجتماعي المقطع المصور لتصريح يونس محمود على نطاق واسع، وتصدّر اسمه محركات البحث في السعودية والعراق، حيث انهالت التعليقات الغاضبة من الجماهير السعودية، التي طالبت اللاعب السابق بالاعتذار الرسمي عن تصريحاته، معتبرين أن ما قاله لا يليق بمكانته كلاعب له تاريخ طويل في الملاعب الخليجية.
كما دخل عدد من الإعلاميين ولاعبي المنتخب السعودي السابقين على خط الأزمة، حيث عبّر بعضهم عن استيائهم من تصريحات محمود، مؤكدين أن الاحترام المتبادل بين نجوم الكرة في الخليج يجب أن يكون فوق كل اعتبار، خاصة في بطولات تجمع شعوب المنطقة.
في المقابل، رفض يونس محمود تقديم أي اعتذار، مؤكدًا أن تصريحه فُهم بشكل خاطئ، وأنه لم يقصد الإساءة للمنتخب السعودي أو التقليل من شأنه، وقال في تصريحات لاحقة: "لماذا أعتذر؟ لم أُخطئ في حق أحد. ما قلته كان في سياق المزاح، ولا يستدعي كل هذا الهجوم".
والحقيقة أن الخلاف لم يكن وليد اللحظة، إذ تعود بعض جذوره إلى بطولة كأس آسيا 2007، حين فاز المنتخب العراقي باللقب، وحصل يونس محمود على جائزة أفضل لاعب في البطولة، حينها، أثير جدل حول أحقية الجائزة، خصوصًا بعد تصريحات من النجم السعودي السابق ياسر القحطاني، الذي قال إن يونس لم يكن من بين المرشحين، مضيفًا بسخرية: "من الممكن أن ألمّع الجائزة وأرسلها له كهدية".