Hansi-flick-barcelona-GFXGoal-social

انقلب السحر على الساحر .. مصيدة فليك العملاقة تنهار بصفقة سعودية واستمرارها يكشف برشلونة للخصوم!

بعد موسم مثالي، حصد خلاله برشلونة الأخضر واليابس بفضل منظومة مثالية أسسها الألماني هانز فليك في موسمه الأول، يواجه البارسا أزمة دفاعية واضحة مع دخول الفريق في معمعة المنافسات المحلية والقارية، حيث تراجعت فعالية خط الدفاع المتقدم الذي كان يُعد أحد أبرز أسلحة الفريق قبل عدة أشهر.

ففي الموسم الحالي لعب برشلونة 10 مباريات، استقبلت شباكه خلالها 12 هدفًا، منها رباعية قاسية في المباراة الأخيرة أمام إشبيلية، كان سببها الرئيسي هو الإخفاق في نصب مصيدة التسلل للخصم الذي استغلها جيدًا وانقلب السحر على الساحر.

وبين الانتقادات الموجهة لهذه المنظومة الدفاعية وتمرس الخصوم في مواجهة هذا النسق المثير من برشلونة، يأمل الجهاز الفني بقيادة المدرب الألماني هانزي فليك، في معالجة هذه الثغرات قبل المواجهة المرتقبة أمام جيرونا على ملعب مونتجويك.

هذه المباراة تمثل نقطة مفصلية في موسم برشلونة، حيث لن تقبل الجماهير أي إخفاق بعد خسارتين متتاليتين أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال وإشبيلية في الليجا، وتأمل أن تكون فترة التوقف الدولي الأخيرة كافية لتصحيح الأوضاع.

وفي السطور التالية، نستعين بتحليل من صحيفة "ماركا" الإسبانية، للأسباب الحقيقية وراء هذه الثغرات الواضحة في منظومة برشلونة الدفاعية، ونجيب على السؤال: "هل انتهت فعالية سلاح هانز فليك الذي أخضع منافسيه؟".

  • FC Barcelona v Paris Saint-Germain - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD2Getty Images Sport

    تراجع في التنسيق الدفاعي لبرشلونة

    خلال المباريات الأخيرة، تلقى برشلونة انتقادات واسعة بسبب كثرة الفرص التي يحصل عليها الخصوم، وهو أمر لم يكن مألوفاً في الموسم الماضي، ففي مباراة الفريق أمام إشبيلية على ملعب سانشيز بيزخوان، تمكن أصحاب الأرض من اختراق الدفاع الكتالوني في أكثر من مناسبة، وهو ما يعكس ضعف التنسيق بين المدافعين مقارنة بما كان عليه الفريق في الموسم السابق.

    المدرب هانز فليك لا يزال يعتمد على تمركز خط الدفاع بالقرب من منتصف الملعب، بهدف فرض مصيدة التسلل على الخصوم وتضييق الخناق على المنافس في نصف ملعبه لتسهيل الحصول على الكرة الثانية وتنفيذ الضغط العالي.

    إلا أن الأرقام تشير إلى تراجع كبير في فعالية هذا الأسلوب، ففي الموسم الماضي، أجبر برشلونة خصومه على الوقوع في التسلل 289 مرة، وكان الفريق الأكثر استفادة من هذه الحالات بين فرق الدوريات الكبرى، متقدمًا بأكثر من 100 حالة عن أقرب منافسيه.

    أما هذا الموسم، فقد انخفض متوسط حالات التسلل إلى خمس فقط في المباراة، مقارنة بثمانٍ في الموسم السابق.

  • إعلان
  • FlickGetty Images

    فرص متكررة للخصوم تورط فليك

    منذ انطلاق الموسم، ظهرت ثغرات واضحة في دفاع برشلونة، ففي الجولة الأولى، لم يتعرض الفريق لضغط كبير بسبب طرد لاعبي مايوركا، لكن في المباراتين التاليتين، تلقى الفريق العديد من الفرص الخطيرة.

    واستغل ليفانتي الهجمات المرتدة السريعة ليتقدم بهدفين، بينما نجح رايو فاييكانو في اختراق خط الدفاع غير المنسق، وكسر مصيدة التسلل في أكثر من مناسبة، وكان الحارس جوان جارسيا هو من أنقذ الفريق من التعادل بتصدياته الحاسمة.

    وفي الجولة السابعة، سجل أودريوزولا هدفًا لريال سوسيداد في ملعب مونتجويك، ليكشف مجددًا عن ضعف التنسيق بين مدافعي فليك، وبعدها بثلاثة أيام، تمكن باريس سان جيرمان من كسر مصيدة التسلل عدة مرات وتحويل تأخره بهدف إلى انتصار (2-1) في معقل النادي الكتالوني.

    وقد أكد هذا التراجع في مباراة إشبيلية، حيث انتقد المدافع باو كوبارسي زملاءه قائلاً: "علينا أن نضغط كما كنا نفعل الموسم الماضي؛ كل شيء يبدأ من الأعلى. اليوم هو نقطة تحول".

  • غياب القائد الحقيقي للدفاع

    في الموسم الماضي، كان إينيجو مارتينيز هو القائد الدفاعي الذي اعتمد عليه فليك في نصب مصيدة التسلل، إذ ساهمت خبرته في تنظيم الخط الخلفي بشكل مثالي، إلى جانب كوبارسي الذي شكّل معه ثنائيًا دفاعيًا متماسكًا.

    لكن مع هذا التماسك، حتى إينيجو نفسه، اعترف في تصريحات سابقة بأنه لا يستطيع النوم بعد مباريات برشلونة بسبب هذه المخاطرة في نصب مصيدة التسلل، مشيرًا إلى أنه كان يشرب فنجانًا من القهوة قبل المباراة ليحافظ على تركيزه، ثم يشعر بتدفق الأدرينالين بعد ذلك.

    ورغم ذلك، أظهر الفريق قوته الدفاعية في مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد في البرنابيو، حيث أجبر الخصم على الوقوع في التسلل 12 مرة، لكن رحيل مارتينيز المفاجئ إلى النصر السعودي في نهاية فترة الإعداد أربك خطط المدرب الألماني.

    وأمام ذلك الفراغ، اضطر فليك إلى تغيير مواقع اللاعبين، فدفع بكوبارسي إلى الجهة اليسرى، وهو مركز لا يشعر فيه بالراحة، وبجانبه يأتي رونالد أراوخو الأكثر مشاركة، لكنه لم ينجح في بناء نفس الانسجام الذي كان مع إينيجو.

    وقد استبعده فليك من التشكيلة الأساسية في مباراة باريس سان جيرمان، ثم أخرجه بين شوطي مباراة إشبيلية بعد أداء ضعيف، حيث فشل في الحفاظ على مصيدة التسلل وارتكب ركلة جزاء تسببت في الهدف الأول.

  • eric garcia(C)Getty Images

    شهادة إريك جارسيا تبرئ فليك قليلًا!

    في حواره الأخير مع صحيفة "سبورت" الكتالونية، سئل المدافع إريك جارسيا الذي يحظى أيضًا بثقة فليك، حتى أن المدرب الألماني حال دون رحيله في الميركاتو الماضي، عن كيفية تدريب فليك للاعبيه على نصب مصيدة التسلل، خصوصًا مع اعترف بعض اللاعبين، مثل بالدي، باستخدامهم للشاشة في التدريبات.

    وتحدث جارسيا عن أسلوب هانز فليك التدريبي، قائلًا: "نعم، إنه يستخدم الشاشة للتدريبات التكتيكية: لمحاكاة تحركات الخصم، لمعرفة كيفية تطبيق الضغط، ولتحسين الخروج بالكرة. خط الدفاع يعتمد على التناغم والتنسيق، ويجب معرفة متى يمكن تطبيقه".

    وأوضح: "أعتقد أنّنا تعلمنا إدارة الدقائق الأخيرة بشكل أفضل. نحن فريق شاب، نشيط، نحب الهجوم والضغط، لكن هناك أوقات لممارسة شيء محدد وأوقات لشيء آخر. أسلوبه في تطبيق مصيدة التسلل محفوف بالمخاطر إذا لم يتم تنفيذه جيدًا، لكن هذه هي الفكرة. إذا نفذناه بشكل صحيح، معظم المنافسين يقعون في التسلل لأنهم يندفعون بسرعة لرؤية المساحات الكبيرة ويظنون أنّ عليهم تمرير الكرة هناك، لكنهم يفعلون ذلك بسرعة زائدة".

    وختم إريك جارسيا: "نحن واضحون أنّه يجب علينا الاستمرار في التحسن، لأن المنافسين يكتشفون أساليب جديدة، هذا الأسلوب في اللعب، بشكل عام، ليس سهلاً ويحتاج دائمًا لتطوير".