بعد 200 يوم من توليه المسؤولية .. غرفة ملابس ريال مدريد تفرض كلمتها بالقوة على تشابي ألونسو!

وصل تشابي ألونسو إلى الولايات المتحدة في 14 يونيو 2025، لقيادة الفريق في كأس العالم للأندية، حيث أقام في فندق "فور سيزونز" بفلوريدا.

وفي 18 يونيو 2025، خاض أول مباراة أمام الهلال، فيما انضم فينيسيوس بعد يوم واحد وشارك أساسيًا في عدة مباريات، لكن في 9 يوليو، وقبل مواجهة باريس سان جيرمان في نصف النهائي، أُبلغ اللاعب البرازيلي أنه سيكون بديلًا، ما أثار غضبه ودفعه للاتصال بفلورنتينو بيريز، مؤكدًا أنه "لا كيمياء مع المدرب" وأن ذلك سيؤثر على تجديد عقده، بحسب ما أكدت صحيفة "سبورت".

ورغم إصابة ترينت ألكساندر أرنولد التي أجبرت ألونسو على إشراكه أساسيًا، انتهت المباراة بكارثة بخسارة (4-0)، لتبدأ أولى الأزمات بين المدرب والإدارة.

ألونسو تمسك بمبدأ "الجدارة" وأبقى فينيسيوس بديلًا في مباراة أوفييدو منتصف أغسطس، لكن اللاعب قلب النتيجة بعد دخوله وسجل وصنع، ليواصل الفريق سلسلة انتصاراته حتى سبتمبر.

رغم ذلك، اجتمع بيريز بالمدرب وأكد أن فينيسيوس "أصل من أصول النادي"، مطالبًا بمنحه دور أكبر، وفي المباريات الخمس الأولى بالدوري، ظل اللاعب إما بديلًا أو مستبدلًا، فيما استمرت الضغوط من وكيله بشأن العقد الجديد.

في نهاية سبتمبر، خسر ريال مدريد أولى مبارياته أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة (5-2)، بعدما قرر ألونسو إشراك بيلينجهام المصاب أساسيًا على حساب الشاب ماتانتونو، وهذا القرار أثار غضب اللاعب الإنجليزي الذي شعر بأنه كبش فداء للهزيمة، لتبدأ القطيعة بينه وبين المدرب، وفقًا لـ"سبورت" أيضًا.

بعد ثلاثة أيام فقط، سافر الفريق إلى كازاخستان لمواجهة كايرات ألماتي في دوري الأبطال، ألونسو أبقى بيلينجهام على دكة البدلاء وأشركه لعشر دقائق فقط، ما زاد من غضبه.

وفي المؤتمر الصحفي، فجّر القائد فيديريكو فالفيردي أزمة جديدة حين رفض اللعب كظهير أيمن، مؤكدًا أنه "ولد ليكون لاعب وسط"، ليقرر ألونسو استبعاده من التشكيلة، حتى فينيسيوس أبدى اعتراضه حين استبدله المدرب في الدقيقة 70، لتتسع دائرة الخلافات.

وفي مباراة فياريال مطلع أكتوبر، تجاهل اللاعبون تعليمات المدرب بشأن منفذ ركلات الجزاء، حيث منح مبابي الركلة لزينيسيوس رغم أوامر ألونسو، الموقف فُسر على أنه محاولة من مبابي لتهدئة الأزمة مع زميله، لكنه كشف عن حجم التمرد داخل الفريق.

في 26 أكتوبر، وأثناء الفوز على برشلونة في الكلاسيكو، قرر تشابي ألونسو استبدال فينيسيوس في الدقيقة 71، ما أثار غضب اللاعب علنًا أمام الجماهير.

بيريز كان قد حذر المدرب قبل أسبوعين من التعامل بهذه الطريقة مع النجم البرازيلي، لكن ألونسو تجاهل النصيحة، الرئيس رفض دعم المدرب وتركه يواجه الأزمة منفردًا، بل أجبر فينيسيوس على الاعتذار للجماهير دون ذكر اسم المدرب، ما اعتُبر إهانة إضافية له.

وفي مباراة فالنسيا التالية، أشرك ألونسو فينيسيوس أساسيًا، وهو القرار الذي اعتبره اللاعبون دليلًا على استسلامه، حيث عاد الفريق إلى أسلوب أنشيلوتي القديم، ولعب فالفيردي في الوسط، وفينيسيوس على الجهة اليسرى، وبيلينجهام كلاعب وسط متقدم.

اختفى ماتانتونو من المشهد، وأصبح أردا جولر بديلًا دائمًا، فيما تراجع دور جونزالو جارسيا، النتائج جاءت متواضعة بثلاثة تعادلات متتالية أمام رايو فاييكانو وإلتشي وجيرونا، لتتجدد الشكوك حول مستقبل المدرب.

بعد الفوز على أتلتيك بيلباو، منح ألونسو اللاعبين يومين راحة، وهو قرار أثار استياء الإدارة، وفي المؤتمر الصحفي قبل مواجهة سيلتا فيجو، امتدح فينيسيوس قائلاً إنه "في أفضل حالاته"، رغم أن اللاعب لم يسجل أي هدف في 15 مباراة متتالية.

المفارقة أن ألونسو كان يفضل رودريجو دائمًا، وهو ما أكده بيب جوارديولا بعد مواجهة مانشستر سيتي حين قال: "رودريجو لاعب من مستوى آخر".

تشابي ألونسو، الذي جاء إلى ريال مدريد بمشروع يعتمد على الانضباط والجدارة، وجد نفسه محاصرًا بين ضغوط الإدارة وتمرد النجوم. ومع مرور 200 يوم على توليه المهمة، يبدو أن غرفة الملابس قد فرضت كلمتها، تاركة المدرب الباسكي أمام مستقبل غامض في قلعة "سانتياجو برنابيو".