في الوقت الذي يركز فيه الملايين من عشاق الكرة العالمية، على مباراة برشلونة وضيفه باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، كان هناك قطاع كبير في جماهير النادي الكتالوني لديه معركة شخصية قديمة الأزل مع لويس فيجو، نجم البارسا وريال مدريد السابق.
Getty Images Sportموقف لابورتا من حضور لويس فيجو
لويس فيجو أعلن نيته حضور مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان، من مدرجات ملعب لويس كومبانيس، بصفته مستشار وسفير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لكن ذلك القرار لم يلق أي ترحيب من جماهير برشلونة التي عاقبت النجم البرتغالي على خيانة عمرها 25 عامًا.
في المقابل، حافظ جوان لابورتا، رئيس برشلونة، على التقاليد والأعراف الرسمية للمسؤولين، وأكد في تصريحات سابقة لوسائل الإعلام أن النادي سيستقبل فيجو بكل احترام، رغم الجدل التاريخي حول انتقاله إلى ريال مدريد.
وقال لابورتا: "فيجو كان لاعبًا في برشلونة، ونتذكر الليالي المجيدة التي قدمها لنا. لقد اتخذ قراره بالرحيل، لكن الحياة مضت وتطورت. هو الآن عضو في اليويفا وسنستقبله بكل الاحترام الواجب".
وبذلك، ابتعد لابورتا عن موقف الرئيس السابق جوان جاسبارت، الذي صرّح عبر برنامج "Qué t’hi jugues" بأنه "لن يحيي فيجو في المنصة".
ماذا حدث؟
فور وصول لويس فيجو إلى ملعب "مونتجويك" قامت جماهير برشلونة بالهتاف ضده، حيث أظهرت عدسات المصورين في الملعب الآلاف من جماهير برشلونة يهتفون: "هذا البرتغالي ابن العاهرة".
واستمرت الهتافات ضد فيجو من مدرجات جماهير برشلونة، في إشارة واضحة إلى رفضها لتواجد اللاعب الذي سبق وضحى بأمجاده مع النادي الكتالوني وقرر الانتقال إلى الغريم الأزلي ريال مدريد في واحدة من أكبر مفاجآت كرة القدم العالمية عبر التاريخ.
سبب العداء التاريخي من جمهور برشلونة للويس فيجو
في صيف عام 2000، شهد عالم كرة القدم واحدة من أكثر الصفقات إثارةً للجدل في تاريخ اللعبة، حين انتقل النجم البرتغالي لويس فيجو من نادي برشلونة إلى غريمه التقليدي ريال مدريد، في صفقة أحدثت زلزالًا داخل أروقة "كامب نو" وأشعلت غضب الجماهير الكتالونية.
كان فيجو أحد أبرز نجوم برشلونة في تلك الفترة، وقائدًا للفريق وصانعًا للعديد من لحظات المجد، لكن انتقاله إلى ريال مدريد مقابل 60 مليون يورو – وهو رقم قياسي آنذاك – اعتُبر خيانة من قبل جماهير البلوجرانا، خصوصًا أن الصفقة جاءت مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية في مدريد، حيث وعد فلورنتينو بيريز بجلب فيجو إذا فاز بالرئاسة، وهو ما تحقق بالفعل.
ردة فعل جماهير برشلونة كانت عنيفة، إذ استُقبل فيجو في أول زيارة له إلى "كامب نو" بقميص ريال مدريد بوابل من الشتائم والمقذوفات، أبرزها رأس خنزير أُلقي عليه أثناء تنفيذ ركلة ركنية، في مشهد أصبح رمزًا للعداء التاريخي بين الناديين.
ومنذ ذلك الحين، ظل اسم النجم البرتغالي مرتبطًا بالخيانة في الذاكرة الكتالونية، رغم ما قدمه من مستويات فنية عالية في كلا الفريقين.
صفقة انتقال فيجو لم تكن مجرد تغيير في الألوان، بل كانت بداية لعصر "الجلاكتيكوس" في ريال مدريد، وأعادت تشكيل موازين القوى في الكرة الإسبانية، لتبقى واحدة من أكثر اللحظات إثارةً في تاريخ الكلاسيكو.
Getty/GOALليلة تصفية الحسابات في برشلونة
لم يكن لويس فيجو وحده هو من حصل على هتافات معادية أو سباب من جماهير برشلونة، هناك أيضًا عثمان ديمبيلي، نجم فريق باريس سان جيرمان والذي لم يكن متواجدًا من الأساس في ملعب المباراة، حيث يغيب للإصابة، ورغم ذلك نال نصيبه من الهجوم.
وتوقفت الجماهير في الطريق المؤدي إلى ملعب "لويس كومبانيس الأولمبي"، وهتفت في صوت واحد بعبارات مسيئة ضد لاعبي باريس سان جيرمان، وفي مقدمتهم النجم الأول للفريق الفرنسي عثمان ديمبيلي.
ورددت جماهير برشلونة هتافًا تكرر كثيرًا، قالت خلاله: "عثمان ديمبيلي ابن العاهرة"، في رد فعل غاضب تجاه لاعب فريقها السابق الذي انتقل إلى باريس وتألق بين صفوفه وفاز بالكرة الذهبية على حساب نجم برشلونة الصاعد لامين يامال.
ويرى كثيرون أن اللاعب تجاهل الامتنان للنادي الذي آمن به رغم فترات الغياب الطويلة، خصوصًا أنه اختار الرحيل إلى نادٍ منافس في دوري الأبطال، مما اعتُبر خيانة للهوية الكتالونية، بخلاف أن طريقة إدارة ملف انتقاله، التي شابها الغموض والتكتم، عززت شعور الجماهير بأن اللاعب لم يكن صادقًا في نواياه تجاه النادي.
وزاد الغضب مؤخرًا بعد إعلان فوز ديمبيلي بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025، متفوقًا على نجمي برشلونة الصاعدين لامين يامال ورافينيا، اللذين قدما موسمًا استثنائيًا مع الفريق الكتالوني.
واعتبر كثير من مشجعي برشلونة أن تتويج ديمبيلي بالجائزة جاء على حساب لاعبين أكثر استحقاقًا، مما أعاد فتح جراح رحيله وأثار موجة جديدة من الانتقادات تجاهه.



