انتظروا هذا الطفل "جامع الكرات" .. نجل أسطورة البلوز يخطف الأنظار في مباراة تشيلسي وبنفيكا بدوري الأبطال!

تمكن تشيلسي من تحقيق فوزه الأول في البطولة هذا الموسم، بتغلبه على بنفيكا بهدف دون رد، في لقاء شهد عودة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إلى ملعب الفريق اللندني، وسط أجواء احتفالية كبيرة.

لكن خلف الكواليس، كان هناك حضور مميز لنجم شاب يحمل اسمًا كبيرًا في عالم كرة القدم.

الحديث هنا عن إيساجو دا سيلفا، نجل المدافع البرازيلي المخضرم تياجو سيلفا، الذي لعب لتشيلسي بين عامي 2020 و2024، وتُوج معهم بلقب دوري أبطال أوروبا.

إيساجو، البالغ من العمر 16 عامًا، يلعب في مركز قلب الدفاع ضمن صفوف فريق تحت 18 عامًا في أكاديمية النادي الإنجليزي، ويُعد من أبرز المواهب الصاعدة في الفئات السنية.

وقد تم رصد إيساجو وهو يؤدي مهامه كجامع كرات خلال المباراة، في مشهد وثقته عدسات المصورين، ليضيف إلى مسيرته الناشئة لحظة قد تصبح ذكرى تاريخية في حال تمكن من الوصول إلى الفريق الأول مستقبلًا.

وكان إيساجو قد ساهم سابقًا في تتويج فريق تحت 15 عامًا بكأس الدوري الممتاز للناشئين تحت الأضواء، مما يعكس تطوره الفني وقدرته على قيادة الدفاع في المراحل السنية المختلفة.

اللافت أن حلم اللعب لتشيلسي لا يقتصر على إيساجو فقط، إذ إن شقيقه الأصغر، ياجو، يتواجد أيضًا ضمن فرق الأكاديمية، ما يفتح الباب أمام إمكانية رؤية "ثنائي سيلفا" في صفوف الفريق الأول يومًا ما، في حال استمر تطورهما بالشكل المطلوب.

ورغم أن تشيلسي لا يُعرف تاريخيًا بإتاحة فرص كبيرة للاعبي الأكاديمية، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت بروز عدد من الأسماء الشابة التي نجحت في فرض نفسها، مثل تريفوه تشالوباه، وليفي كولويل، وتايريك جورج، وجوش أشيمبونج، مما يعزز من آمال عائلة سيلفا في تحقيق الحلم.

كان تياجو سيلفا، الذي يبلغ من العمر 41 عامًا، عبّر في تصريحات سابقة عام 2023 عن رغبته في رؤية أبنائه يرتدون قميص تشيلسي بشكل احترافي، وقال: "في كل نادٍ لعبت فيه، شعرت بالكثير من الحب من النادي والجماهير، لكن الأمر هنا مختلف قليلًا، لأن أطفالي يلعبون أيضًا ضمن فرق النادي. سيكون حلمًا أن أراهم يلعبون بشكل احترافي لتشيلسي. أحب مشاهدتهم وأساعدهم قدر استطاعتي".

وأضاف: "زوجتي تحرص على حضور المباريات، حتى خارج الأرض، لأنها تدرك أن الوقت يمر بسرعة، وتريد الاستفادة من السنوات الأخيرة في مسيرتي. عندما وصلت إلى هنا، شعرت وكأنها قصة حب من النظرة الأولى، وما زلت فخورًا بوجودي في هذا النادي."

تياجو سيلفا يواصل مسيرته الكروية حاليًا كقائد لنادي فلومينينسي البرازيلي، الذي يحتل المركز الثامن في الدوري المحلي، بينما يبدو أن إرثه الكروي بدأ بالفعل في التشكل داخل جدران ستامفورد بريدج، عبر أبنائه الذين يسيرون على خطاه بثبات وطموح.

ويعتبر تياجو سيلفا واحدًا من أبرز المدافعين في تاريخ كرة القدم الحديثة، حيث امتدت مسيرته الاحترافية لأكثر من عقدين من الزمن، تميز خلالها بالثبات، القيادة، والذكاء التكتيكي داخل الملعب.

 وُلد سيلفا في البرازيل عام 1984، وبدأ مشواره الكروي في صفوف فلومينينسي، قبل أن يشق طريقه نحو أوروبا عبر بوابة بورتو البرتغالي، ثم دينامو موسكو الروسي، رغم أن إصابة خطيرة كادت أن تنهي مسيرته مبكرًا.

وانطلقت مسيرته الحقيقية حين انتقل إلى نادي ميلان الإيطالي عام 2009، حيث تألق في الدوري الإيطالي وأثبت نفسه كأحد أفضل المدافعين في العالم، وساهم في تتويج الفريق بلقب الدوري عام 2011.

ثم انتقل إلى باريس سان جيرمان في صفقة ضخمة عام 2012، ليصبح قائدًا للفريق الفرنسي ويقوده إلى هيمنة محلية غير مسبوقة، محققًا العديد من ألقاب الدوري والكأس، ومشاركًا في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2020.

وفي صيف 2020، انضم تياجو سيلفا إلى تشيلسي الإنجليزي، في خطوة اعتبرها الكثيرون مغامرة في سن متقدمة، لكنه أثبت العكس تمامًا، حيث قاد دفاع الفريق بحنكة وخبرة، وساهم بشكل مباشر في تتويج البلوز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2021، ليضيف إنجازًا قاريًا كبيرًا إلى سجله الحافل.

وعلى الصعيد الدولي، مثّل تياجو سيلفا منتخب البرازيل في عدة بطولات كبرى، منها كأس العالم 2010، 2014، و2018، وكان قائدًا للمنتخب في مونديال البرازيل، كما تُوج بكأس القارات عام 2013، وشارك في التتويج بكوبا أمريكا 2019.