في يوم ميلاده .. أشياء قد لا تعرفها عن ميسي

في كل مرة يحرز فيها هدفًا يرفع يداه للسماء، البعض يعتقد أنه يشكر الله على ما منحه من موهبة استثنائية لا نراها كثيرًا، ولو رأينها لوجدناها مصحوبة بالكثير من المشاكل السلوكية التي تأخذ اللاعبين لمناطق بعيدة للغاية عن كرة القدم.

تتغير المنافسة ويتغير الخصوم ويختلف القميص الذي يرتديه ولكن الاحتفال لا يتغير أبدًا، ربما يتأخر لأن زملائه يحتفلون معه به، وربما يتأخر ترتيب القيام به  لما بعد رحيل زملائه من حوله، أو انتهائه من آخر انفعالي قام به بسبب ظروف مباراة أو فترة زمنية معينة، لكن دومًا سيأتي ذلك الاحتفال في النهاية وستراه يرفع يداه للسماء ويشير بإصبعيه السبابة.

تكرر ذلك الاحتفال في المباريات الرسمية 697 مرة سواء بقميص الأرجنتين أو بقميص برشلونة، بعيدًا عن المباريات الودية وتكرر بعدة أرقام على ظهر تلك القمصان، ولا يزال سيتكرر بكل تأكيد خلال ما تبقى من مسيرة البرغوث ليونيل ميسي قائد البلوجرانا والألبيسيلستي، وكل تلك الإشارات فقط من أجل سيدة واحدة فقط، ليست والدته أو زوجته، بل سيليا أوليفيا كوتشيتيني، جدته صاحبة الفضل الأول لمشاهدتنا معجزة ميسي في الملاعب طوال تلك السنوات.

رحلت سيليا عن عالمنا في عام 1998 وكانت هي من تحارب نيابة عن ليونيل ليتلقى العلاج ويمارس كرة القدم، وكانت الوحيدة التي تشجعه على ممارسة تلك الرياضة رغم مرضه في عمر مبكر وصعوبة قيامه بمجهودات كبيرة.

سلسلة من الحوادث وقعت لليونيل ميسي هي ما جعلت انضمامه لبرشلونة ممكنًا، لو تم تغيير أي تفصيلة فيهم كان ربما لينتهي به الحال في مكان آخر، أو حتى لا يظهر على الساحة على الإطلاق.

أولًا صورت أسرته مقطع فيديو له بعد عدة أسابيع من التدرب ليقوم بركل كرة تنس في الهواء وبرتقالة وكرة طاولة لعدد كبير من المرات، المقطع لفت نظر الصحافة التي أرسلته بدورها لنادي برشلونة.

إدارة برشلونة انبهرت به وطلبت حضوره في ظرف أسبوع من أجل الاختبار، وقد كان وتلقى اللاعب القصير سخرية زملائه في لاماسيا قبل أن يسكتهم بمهارته وهدفه في مباراة تجريبية قصيرة.

المدير المدير الرياضي لبرشلونة كارلوس ريكساش لم يكن متواجدًا في تلك المباراة ولم يكن من الممكن التعاقد معه دون وجوده، فُطلب من ميسي ووالده البقاء لعدة أيام لحين يعود.

عاد ريكساش وأحبط ميسي ووالده عندما حضر 15 دقيقة فقط من مباراة تجريبية أخرى، وغادر دون أن يتحدث معهم فغضب خورخي ميسي وأراد العودة للأرجنتين.

ريكساش أعُجب بميسي لكن المخاطرة كبيرة وإدارة النادي ترفض أن تتحمل ذلك النوع من المخاطر لكن المدير الرياضي تحملها بنفسه ووقع على ورقة منديل على تعهد لميسي ووالده أن يوقع معه النادي.

كل فترة تخرج أنباء عن تبرع ليونيل ميسي لكيان ما فيخرج النجم الأرجنتيني لينفي تلك الأنباء، وينشر موقفه الرسمي من أطفال غزة ويعلن تبرعه للضحايا، فهو في الأساس أحد سفراء منظمة يونسكو.

تياجو ميسي النجل الأول لليونيل ميسي حصل على عضوية نادي برشلونة بعد ولادته بأشهر قليلة، لكن قبل ذلك كان قد حصل على عضوية نادي نيولز أولد بويز، بالضبط كما فعل والده قبله بسنوات.

علاقته بزوجته الحالية أنطونيلا روكوزو تعود لعندما كان عمره خمس سنوات فقط، النجم الأرجنتيني كان خجولًا للغاية ولاقى صعوبات في الحديث معها، وكانت العلاقة متذبذبة طوال تلك الفترة قبل أن يعودا سويًا في عام 2009 ويبدأ فصلًا جديدًا في حياة أسطورة برشلونة.

عام 2012 حطم ميسي الرقم القياسي لعدد الأهداف في عام ميلادي واحد عندما أحرز 91 هدفًا، فما كان من بايرن ميونخ سوى طلب ذلك القميص الخاص به ليبقي عليه في متحفه بعدما سلبه النادي الرقم الخاص بلاعبه السابق جيرد مولر.

كان نادي تشيلسي قريبًا من كسر الشرط الجزائي في عقده بعام 2013 والذي كانت تقدر قيمته في ذلك الوقت بـ 250 مليون يورو، أي أكثر من الرقم القياسي المسجل لسوق الانتقالات حاليًا بـ222 مليون يورو الخاص برحيل نيمار لباريس سان جيرمان، وهو الرقم الذي تحقق بعد التضخم الذي شهده الاقتصاد العالمي مؤخرًا.

بعد موسم الثلاثية الثانية وإهانته لهم داخل الملعب أراد مانشستر سيتي أن يضمه لصفوفه مع قدوم بيب جوارديولا لهم ليستنسخوا مشروع برشلونة 2009 وعرضوا عليه راتب يقدر بـ 57 مليون يورو في الموسم، بعدها بأشهر جدد لبرشلونة مقابل 40 مليون يورو.

كشف ماسیمو موراتی رئيس نادي إنتر الأسبق أن ناديه أراد ضم ميسي في عهد خوان لابورتا، وأكد أنه اتفق معه على سعر 250 مليون يورو لكن الأرجنتيني تراجع.

بالرغم من النشاط الكبير الذي نراه لميسي في الملعب إلا أن النجم الأرجنتيني من عشاق النوم، ويفضل أحيانًا أن ينام على أن يخرج للأماكن العامة مع أسرته، وتصل ساعات نومه أحيانًا لـ 12 ساعة.

ليونيل ميسي متواجد في  قاموس "سانتيانا" الإسباني كصفة يتم منحها بحسب ما تؤكد صفحات القاموس نفسه لأفضل لاعب في تاريخ كرة القدم تحت مسمى "Inmessionante" أو "إنميسيونيت"، وتعني أيضًا الطريقة المثالية للعب كرة القدم.

قام أحد تجار الذهب في اليابان عام 2013 بنحت تمثال ممثال في كل أبعاده لقدم النجم الأرجنتيني اليسرى، وقام ببيع ذلك التمثال بقيمة 5 مليون دولار أمريكي وذهبت تلك القيمة كاملة لمساعدة ضحايا الزلازل.

في أول مرة حصل فيها على جائزة الكرة الذهبية بعد التتويج بالثلاثية التاريخية مع برشلونة بقى في غرفة الفندق ولم يتحرك للحفل.

النجم الأرجنتيني ظل من أجل لعب البلايستيشن رفقة شقيقيه في غرفته ولم ينتبه للوقت حتى جاءت بعثة برشلونة لتستعجله.

ليونيل ميسي في فترة مراهقته كان يعشق تناول المشروبات الغازية، تحديدًا تلك التي تحتوي على طعم الكولا بالأخص مشروب كوكاكولا، ومن كثر استخدامه لتلك المشروبات قامت إدارة برشلونة بإزالة ماكينة بيعها التي كانت تتواجد في لاماسيا.

النجم الأرجنتيني الآن من الوجوه الإعلانية للشركة المنافسة لكوكاكولا بيبسي، لكن هل لا يزال يحب المشروب المنافس؟ نعم هذا ما ظهر في أكثر من مناسبة، لكن في النهاية فنفس تلك الشركة راعية للمنتخب الأرجنتين ولا بأس بتلك الصور.

يرفض النجم الأرجنتيني أن يشاهد نفسه في التلفاز عقب نهاية أي مباراة، حتى لتحسين شيء في أداءه أو لمعرفة خطأ ما، لكن هناك من لا يكتفون من مشاهدة ملخصات لمساتك، وأحيانًا مباريات كاملة مرارًا وتكرارًا من أجلك يا ليو.

نال ليونيل ميسي بطاقة حمراء فورية خلال مشاركته الأولى مع المنتخب الأرجنتيني، فقط بعد 44 ثانية من حلوله بديلًا، وغادر أرض الملعب فورًا، ووجده زملائه عقب نهاية المباراة يبكي في زاوية بغرفة تغيير الملابس.

لم يكن ميسي معروفًا في الأرجنتين، وأراد مسؤولو الاتحاد الإسباني لكرة القدم أن يجعلوه يمثل لاروخا، لكن اتحاد بلده الأصلي لكرة القدم تحرك فورًا من أجله.

فقاموا في مايو من عام 2004 بإرسال رسالة لبرشلونة يطلبون من خلالها ترك لاعبهم "Leonel Mecci" يسافر للأرجنتين من أجل خوض مباريات ودية مع منتخب الشباب.

نعم ما قرأتموه بالأعلى صحيح، هكذا كانت كتابة اسم ليونيل ميسي في أول خطاب رسمي من الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم موجهًا لبرشلونة، وكما تخيلتم تم رفض ذلك الطلب بكل تأكيد لكن ليس بسبب الخطأ الهجائي أو لعدم معرفة الاتحاد الأمريكي الجنوبي باسم لاعبهم، لكن لأن النجم الشاب كان لديه ارتباطات في كأس ملك إسبانيا، بحسب ما ذكر لوكا كانيولي في كتابه "ميسي: أكثر من مجرد نجم".

تلك الحروف التي أرسلها الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم لو حاولنا نطقها بالإسبانية ستكون "ميتسي"، وبالكتالونية "ميكسي" ولو أعدناها للإيطالية حيث أصل جد ميسي الأكبر قبل الهجرة للأرجنتين ستكون "ميتشي" وإذا قمنا بقرائتها بالإنجليزية الدارجة في العالم كله كلغة أولى ستكون "ميكي".

جده لوالده من أصول إيطالية ووالدته من أصول عربية بالتحديد من لبنان بحسب ما ذكرت تقارير خرجت قبل سنوات، ونشأ في الأرجنتين كما يعرف الجميع لكن نضوجه كان في كتالونيا، كما تعوض بعض الأصول في عائلته لإنجلترا أيضًا.