modric

يوفنتوس وميلان | "إلى عشاق الأرقام: ابتعدوا عن كرة القدم".. مودريتش "بعد الأربعين" يستلهم خلاصة "المايسترو" بيرلو!

خرج ميلان، الذي أهدر لاعبوه الكثير من الفرص، بنقطة التعادل من ملعب يوفنتوس، ليحتل الفريق المركز الثالث في جدول الترتيب برصيد 13 نقطة، مقابل 12 نقطة للبيانكونيري في المركز الخامس.

وعلى أرض ملعب أليانز، وفي قمة اتسمت بالصلابة الدفاعية وشح الفرص، كان مودريتش هو الرئة التي يتنفس بها ميلان، والعقل الذي يدبر كل هجمة منظمة، مقدماً أداءً متكاملاً استحضر به أفضل أيامه.

  • مودريتش "مايسترو" نصف الملعب في ميلان

    لعب مودريتش دور القائد الصامت، حيث سيطر على إيقاع وسط الملعب بدقة تمريراته المعتادة ورؤيته الثاقبة. لم يكن مجرد موزع للكرات، بل كان المحرك الرئيسي الذي حاول مراراً وتكراراً تفكيك شيفرة دفاع يوفنتوس المنظم.

    وعلى الرغم من أن المباراة لم تشهد أهدافاً، إلا أن اللحظات الأكثر خطورة لميلان كانت تحمل بصمته، أبرزها تمريرته البينية الساحرة التي جاء منها ركلة الجزاء في الدقيقة 51، وكذلك تمريرته الاستثنائية في الدقيقة 90 لزميله رافائيل لياو، والذي كاد يخطف نقاط المباراة الثلاث في الأنفاس الأخيرة.

    أداؤه الليلة لم يكن مجرد أرقام، بل كان تجسيداً للذكاء الكروي والقدرة على التحكم في مجريات أصعب المباريات، مؤكداً أنه لا يزال القلب النابض للروسونيري.

  • إعلان
  • FBL-ITA-SERIE A-JUVENTUS-AC MILANAFP

    ماذا قدم مودريتش أمام يوفنتوس؟

    الدقيقة 29: قدّم مودريتش تمريرة رائعة لزميله أدريان رابيو، الذي سدد بالقدم اليسرى من خارج منطقة الجزاء بجوار المرمى.

    الدقيقة 46: أدى مودريتش الواجب الدفاعي وتسبب في ركلة ركنية لصالح يوفنتوس.

    الدقيقة 49: تحصّل على ضربة حرة في نصف ملعب فريقه (ميلان) بعد خطأ ارتكبه مانويل لوكاتيلي.

    الدقيقة 51: أرسل تمريرة طولية متقنة للغاية إلى زميله خيمينيز، الذي كاد يواجه المرمى لولا أنه تعرض لعرقلة، ليحصل على ركلة جزاء، أهدرها كريستيان بوليسيتش.

    الدقيقة 67: فقد الاستحواذ في إحدى الكرات، لكنه عاد لأداء الواجب الدفاعي، وأخرج الكرة إلى ركلة ركنية لصالح يوفنتوس.

    الدقيقة 90: صنع فرصة خطيرة لزميله رافائيل لياو بتمريرة بينية، ليسدد الأخير كرة بالقدم اليمنى تم التصدي لها من حارس يوفنتوس.

    تُظهر الأرقام هيمنة مودريتش الواضحة؛ حيث لمس الكرة 87 مرة، كان المحطة الرئيسية لكل هجمات فريقه، وبلغت دقة تمريراته 89%، ولم تقتصر تمريراته على الأمان فقط، بل أرسل 10 كرات طويلة نجح في 6 منها، مما ساهم في نقل اللعب وتغيير اتجاه الهجمات بفعالية.

    ورغم أنه لم يسدد أي كرة على المرمى، إلا أن خطورته تجلت في صناعة الفرص، حيث قدّم تمريرتين مفتاحيتين لزملائه، وبلغ معدل "المساعدات المتوقعة" لديه 0.35، ما يعني أن تمريراته كانت تحمل خطورة حقيقية كان من الممكن أن تسفر عن أهداف، ونجح في محاولته الوحيدة للمراوغة وفاز بثلاثة من أصل أربعة التحامات أرضية، كما لم يرتكب أي خطأ طوال المباراة.

  • Galatasaray v Fatih Karagumruk SK - Super LigGetty Images Sport

    الكرة لا تعترف بالأرقام.. لوكا يستلهم سحر بيرلو

    مع انضمامه التاريخي إلى صفوف ميلان، أكد لوكا مودريتش أنه ليس مجرد صفقة لاعب كبير في العمر، بل بعث رسالة واضحة بأنه لم يأتِ إلى الدوري الإيطالي من أجل نهاية هادئة لمسيرته، بل لكتابة فصل جديد من الإبداع والقيادة.

    منذ اللحظة الأولى، بدد النجم الكرواتي كل الشكوك التي حامت حول قدرته على العطاء في سن الأربعين، ليثبت أنه ما زال يملك الشغف والجودة لتقديم أعلى المستويات في واحد من أكثر الدوريات تطلبًا على المستوى التكتيكي والبدني.

    برز تشابه فني كبير بين الكرواتي لوكا مودريتش والمايسترو الإيطالي أندريا بيرلو، ما دفع البعض للقول إنه النجم الكرواتي "بعد الأربعين" هو الوريث الشرعي لدور الـ "ريجيستا" الذي أبدع فيه بيرلو.

    يتشارك اللاعبان في القدرة الاستثنائية على إرسال تمريرات طويلة دقيقة تغير مسار اللعب، وفي نفس الوقت الحفاظ على الاستحواذ بتمريرات قصيرة هادئة. كلاهما يمتلك "رؤية بانورامية" تمكنه من رؤية ما لا يراه الآخرون، ويتخذان القرار السليم تحت أقصى درجات الضغط بهدوء تام.

  • FBL-ITA-SERIE A-JUVENTUS-AC MILANAFP

    خلاصة القول: العمر مجرد رقم

    خلال مشاركته أساسيًا في 6 مباريات بإجمالي 515 دقيقة لعب، أثبت مودريتش أنه العمود الفقري للفريق، حيث يلمس الكرة بمعدل 83.5 مرة في المباراة، ويدير اللعب بدقة تمرير مذهلة تبلغ 91%، وترتفع إلى 95% في نصف ملعب فريقه، مما يؤكد أنه صمام الأمان في بناء الهجمات.

    على الصعيد الهجومي، لا يكتفي بالتمرير الآمن، بل يقدم تمريرتين مفتاحيتين في كل مباراة، وساهم بهدف وتمريرة حاسمة حتى الآن، مع دقة مميزة في الكرات الطويلة تصل إلى 77%، مما يبرز رؤيته الثاقبة في تغيير اتجاه اللعب.

    دفاعيًا، أرقامه لا تقل إبهارًا، حيث يقوم بـ 1.7 تدخل ناجح ويستعيد الكرة 5.8 مرات في المباراة الواحدة، بالإضافة إلى تفوقه في الثنائيات الأرضية بنسبة نجاح تصل إلى 65%.

    الأكثر إثارة للإعجاب هو انضباطه التكتيكي، حيث لم يرتكب أي خطأ يستوجب احتساب مخالفة عليه تقريبًا، بينما ينجح في الحصول على خطأ من الخصم في كل مباراة.

    ختامًا، أثبت مودريتش أن العمر فعلًا مجرد رقم، وأن الموهبة قد تبقيك في قمة الدوريات الكبرى حتى بعد سن الأربعين.