Spalletti Juventus GFXGOAL

وماذا ستفعل في وشمك يا سباليتي؟ "عولمة" كرة القدم تقود يوفنتوس للإنقاذ على يد "المنافق"

في 2023، قاد لوشيانو سباليتي نابولي للقب دوري إيطالي تاريخي ثالث في خزائن الفريق الجنوبي الإيطالي، وفي خضم احتفالاته بالبطولة قرر تأريخها بوشم على ذراعه الأيسر بشعار النادي وألوان "السكوديتو"، ولكن شهور قليلة وانقلب الحال.

رحل سباليتي بسبب خلاف مع رئيس نابولي أوريليو دي لاورنتيس الذي جدد عقده تلقائيًا دون استشارة المدير الفني، القرار الذي لم يعجب الأخير وقرر بسببه مغادرة بطل إيطاليا، وفي سيرته الذاتية التي نشرها بعدها بأسابيع كتب أن دي لاورنتيس فعل ذلك لأنه لا يعرفني، في إشارة إلى تفسيره بأن قرار مالك نابولي سببه تخوفه من أن يرحل مدربه لأحد الفرق المنافسة، وهو ما حدث.

عامان من تلك الأحداث وها هو سباليتي في كونتيناسا، مقر تدريبات يوفنتوس، الغريم الأزلي لنابولي، من أجل توقيع عقد تدريب السيدة العجوز لخلافة المُقال إيجور تودور، مثبتًا صحة وبعد نظر رئيسه السابق.

  • Conte Lecce NapoliGetty

    العولمة تحكم عالم كرة القدم الإيطالية

    دعنا نسميها العولمة ولا ننساق وراء ما يُقال من مسميات أخرى في وسائل التواصل الاجتماعية بين الجماهير للتعليق على ما يحدث من تحركات المدربين في الكرة الإيطالية، خصوصًا في السنوات الأخيرة.

    قائد وأسطورة يوفنتوس أنطونيو كونتي يدرب نابولي، وقبلها كسر مسيرة 9 سنوات من لقب الدوري للسيدة العجوز مع ألد خصومه إنتر، ويوفنتوس نفسه حاول قبل تعيين "ابنه" تودور تدارك الموقف عبر أحد لاعبي جيل ثلاثية إنتر وهو تياجو موتا، التجربة التي لم تدم حتى لعام، وأليجري الذي يتغنى بعلاقته الخاصة بيوفنتوس عاد لتدريب ميلان حيث نصع اسمه في مجال التدريب.

    ليس غريبًا إذًا أن "ينافق" سباليتي تصريحاته في 2024 عندما أكد وشدد بأنه في إيطاليا لن يدرب أبدًا أي فريق آخر بعد نابولي، وسيكون على جمهور يوفنتوس التعود على وجود شعار نابولي على يد مدربهم الجديد كما تعودوا على رؤية قائدهم السابق في قيادة إنتر ونابولي!

  • إعلان
  • Luciano Spalletti Italy 2025Getty Images

    سباليتي لإنقاذ نفسه قبل السيدة العجوز!

    يعد تعيين سباليتي لخلافة تودور حلًا منطقيًا كونه أبرز الأسماء المتاحة في الوقت الراهن من حيث الخبرات في السيري آ، ولذا قرار الإدارة تفضيله على رافائيلي بالادينو يعد منطقيًا رغم المستوى الواعد الذي قدمه الأخير مع فيورنتينا الموسم الفائت، ولكن يوفي لا يحتمل مدرب شاب جديد ومغامرة غير محسوبة كما حدث في السنوات الماضية مع أندريا بيرلو، موتا، وتودور.

    ولكن سباليتي نفسه بحاجة لإنقاذ وتصحيح لمسيرته عقب ما حدث في فترته غير الموفقة مع المنتخب الإيطالي التي شهدت خروجًا مهينًا من سويسرا في الدور الثاني ليورو 2024 وعروض مخجلة للأتزوري تُوجت بالهزيمة المذلة بثلاثية نظيفة على يد النرويج لتضع الإيطاليين أمام كابوس الغياب عن المونديال لنسخة ثالثة على التوالي.

    لا يُحمل سباليتي بمفرده بالتأكيد مشاكل الأتزوري المتراكمة من سنوات وفشل قبل أمثال روبرتو مانشيني وغيرهم حلها، ولكن كان ينتظر من الرجل الذي جعل نابولي يناطح كبار أوروبا ويكتسح إيطاليا أن يقدم فريقًا أفضل من ذلك ولا يعاني أمام أمثال ألبانيا، ويُهان ضد إسبانيا وسويسرا.

  • Spalletti Juventus Serie AGetty Images

    سباليتي ويوفنتوس .. نحو البحث عن الواقعية

    مثل إيطاليا، مشاكل يوفنتوس موجودة منذ سنوات وتحتاج لما هو أكبر من مجرد تغيير المدرب لحلها، ولذا يجب خفض سقف التوقعات حتى مع وصول اسم مخضرم مثل سباليتي.

    جودة لاعبي يوفي الحاليين وغياب لاعبين بصفات قيادية عامل مهم، والنقطة الأخيرة تفسر سعي سباليتي لتعيين أحد الثنائي أندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي بالجهاز الفني لتوفير قائد وشخص ذو شخصية قوية في غرف الملابس، حتى لو من على مقاعد البدلاء.

    مشاكل إدارة يوفنتوس المستمرة منذ سنوات أندريا أنييلي الأخيرة بلا حل، والضغوط تزداد على جون إلكان من أجل حل جذري للمشكلة، سواء في يوفنتوس أو فيراري، وتلك أكبر مشاكل السيدة العجوز التي دائمًا عُرفت بالاستقرار الإداري وهو ما انعكس بالإيجاب على الفريق ونتائجه وسوق انتقالاته، ولكن الأعوام الأخيرة كانت المعادلة معكوسة والنتائج جلية في ابتعاد الفريق عن الألقاب والمنافسة ككل، وسوء اختياراته في سوق الانتقالات رغم صرف الأموال.

    سباليتي يمكنه العمل على إصلاح الفنيات بالمتاح من العناصر، والنتيجة المتوقعة هي أن يعيد للفريق زخم الانتصارات والثقة للاعبين أولًا، ثم تثبيت طريقة لعب واضحة ينتهجها الفريق فيما تبقى من الموسم، مع إمكانية استغلال ميركاتو يناير لإضافة عنصر أو اثنين يتناسبان مع طريقته، والهدف الواقعي سيكون أن يؤمن الفريق مقعد مؤهل لدوري الأبطال، وبدرجة أقل أن يعبر إلى الدور القادم من النسخة الحالية للمسابقة القارية.

    الاتفاق الذي أعلنت عنه الصحافة الإيطالية بخصوص عقد حتى يونيو المقبل يُجدد تلقائيًا إذا بلغ الفريق دوري أبطال أوروبا يعد منطقيًا وواقعيًا، ويضع طرفي المعادلة تحت الاختبار، سباليتي الباحث عن إعادة إطلاق مسيرته، ويوفنتوس الذي لن يتحمل موسم ينتهي دون تأهل للأبطال.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0