يورو 2024 | هجوم فرنسا وهولندا "من العز إلى الفقر" .. ومبابي يبعث رسالة "مرعبة"

إذا كنت من عشاق كرة القدم، ستعلم جيدًا أن مباريات فرنسا وهولندا عبر التاريخ؛ تعني دائمًا المتعة الكروية والغزارة التهديفية.

فقديمًا جدًا، كانت هناك نتائج تاريخية؛ منها فوز منتخب هولندا الأول لكرة القدم، بثمانية أهداف مقابل واحد، على نظيره الفرنسي، في عام 1923.

وفي العصر الحديث.. انتهت العديد من المباريات بين المنتخبين، بنتائج كبيرة (4-2) و(4-1) و(4-0)؛ سواء لفرنسا أو هولندا.

سبب هذه المتعة والغزارة التهديفية؛ هو أن المنتخبين كانا يمتلكان عبر التاريخ، العديد من المهاجمين والأجنحة "العظماء"، في عالم الساحرة المستديرة.

لكن.. مع مرور السنوات، بدأت الجودة الهجومية في المنتخبين، تقل بشكل واضح؛ حيث في فرنسا تحولنا من زين الدين زيدان وتيري هنري ودافيد تريزيجيه وفرانك ريبيري وغيرهم الكثير، إلى أسماء مثل ماركوس تورام وعثمان ديمبلي.

أما في هولندا.. وبعد أن كان هُناك مهاجمين وأجنحة "عظماء" أمثال آرين روبين وفان بيرسي ودينيس بيركامب، وقبلهم يوهان كرويف وماركو فان باستين، وصلنا إلى كودي جاكبو وممفيس ديباي.

هذا التراجع التاريخي في "نوعية" المهاجمين والأجنحة في المنتخبين؛ جعل قمة 2024 بين فرنسا وهولندا، تنتهي سلبية وبمستوى أقل من المتوقع.

فرنسا خسرت في قمة الجمعة أمام هولندا، أهم مهاجم في صفوفها، بل أحد أفضل اللاعبين في العالم - حاليًا -؛ وهو كيليان مبابي، الذي سينضم إلى كتيبة العملاق الإسباني ريال مدريد، بداية من الموسم الرياضي القادم 2024-2025.

مبابي تلقى ضربة قوية على مستوى الأنف، في مباراة فرنسا والنمسا، ضمن منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات ببطولة كأس أمم أوروبا.

هذه الإصابة؛ أدت إلى غياب مبابي عن مباراة الديوك "الثانية"، ضد المنتخب الهولندي؛ وهو ما أثر على الأداء الهجومي، بشكل واضح.

مهاجمو المنتخب الفرنسي، سواء الذين بدأوا في التشكيل الأساسي أمام هولندا؛ مثل ماركوس تورام وعثمان ديمبلي وأنطوان جريزمان، أو هؤلاء الذين دخلوا في الشوط الثاني، وعلى رأسهم كينجسلي كومان وأوليفييه جيرو، لم يتمكنوا من استغلال الفرص التي أتيحت لهم في المباراة.

وبالتالي.. أرسل مبابي "من على الخطوط"، رسالة مرعبة وبشكل غير مباشر؛ مفاداها بأن منتخب فرنسا الأول لكرة القدم، لن يستطيع المنافسة في غيابه.

قبل انطلاق كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، تم وضع فرنسا وإنجلترا، كأقوى المرشحين للتتويج باللقب القاري الكبير، على الأراضي الألمانية.

ترشيح فرنسا وإنجلترا؛ يأتي بسبب امتلاكيهما أفضل النجوم في العالم - حاليًا -، بالمقارنة مع قوائم المنتخبات الأخرى، المشاركة في البطولة.

لكن مثل إنجلترا.. لم يقدّم المنتخب الفرنسي، المستوى المأمول منه، في الجولتين الأولى والثانية من دور المجموعات ببطولة كأس أمم أوروبا 2024.

فرنسا عانت من أجل الفوز على النمسا، في الجولة الأولى من دور المجموعات؛ حيث سجلت هدفًا وحيدًا فقط، حصلت من خلاله على النقاط الثلاث؛ وكان "عكسي" من لاعب الفريق المنافس.

وفي قمة هولندا.. قدّم منتخب فرنسا، أداءً متواضعًا آخر؛ حيث كان المستوى يرتفع في بعض الدقائق، وينخفض في كثير منها؛ ليكتفي بالتعادل السلبي (0-0).

أنظار العالم تركزت على الفرنسي ثيو هيرنانديز والهولندي دينزل دومفريس، خلال مواجهة منتخبي بلاديهما، في قمة الجولة الثانية من دور المجموعات ببطولة كأس أمم أوروبا.

سر التركيز على هذا الثنائي؛ هو المعركة التي أشعلها دومفريس، خلال مشاركته في احتفالات ناديه إنتر الإيطالي، بلقب الدوري المحلي 2023-2024.

دومفريس رفع لافتة عليها صورة كلب بـ"وجه ثيو هيرنانديز"، الذي يلعب في صفوف الفرق الأول لكرة القدم بنادي ميلان الإيطالي؛ كنوع من السخرية منه.

لذلك.. توقع الكثيرون أن تشتعل معركة بين الثنائي، في قمة فرنسا وهولندا الأوروبية؛ خاصة أنهما يلعبان في نفس الجهة "اليمنى لهجوم الطواحين - اليسرى لدفاع الديوك".

لكن.. مواجهة دومفريس وثيو هيرنانديز، انتهت بهدوءٍ تام، مثلما انتهت القمة الكبرى بين هولندا وفرنسا، بصفة عامة.