يورو 2024 | ثنائية "مانشستر سيتي-آرسنال" تضر بلجيكا .. وشبح الجزائر المر يتكرر في مباراة سلوفاكيا ورومانيا

فضل دومينيكو تيديسكو، المدير الفني لمنتخب بلجيكا الأول لكرة القدم، الاعتماد على لياندرو تروسارد، جناح نادي آرسنال الإنجليزي، في "التشكيل الأساسي" أمام أوكرانيا، إلى جانب جيريمي دوكو وروميلو لوكاكو.

إشراك تروسارد في "التشكيل الأساسي" للمنتخب البلجيكي؛ جاء لتعويض غياب دودي لوكيباكيو، جناح نادي إشبيلية الإسباني، الموقوف.

لكن.. تواجد نجم آرسنال في "التشكيل الأساسي"، أحدث أزمة تكتيكية كبرى لمنتخب بلجيكا، على أرضية الملعب؛ خاصة أنه لعب على الجناح الأيمن، وليس الأيسر - الذي يجيد فيه -.

سر لعب تروسارد على الجناح الأيمن أمام أوكرانيا؛ هو تواجد نجم مانشستر سيتي الإنجليزي "دوكو"، في الجانب الأيسر للهجوم البلجيكي.

وهُنا.. لم يقدّم تروسارد المستوى المأمول منه، وظهر كما لو أن منتخب بلجيكا، يلعب بـ"نقص عددي" في الخط الأمامي؛ الأمر الذي حاول تيديسكو تداركه؛ بعكس مراكز ثنائي آرسنال وسيتي، خلال مجريات المباراة.

هذا التغيير لم يفد المنتخب البلجيكي أيضًا، لأن دوكو لعب وقتها في مركز لا يحبه كثيرًا؛ لذلك.. كان من الأفضل أن يتم الاعتماد على واحد منهما فقط، في الجناح الأيسر؛ على أن يتم الدفع بيوهان باكايوكو، نجم آيندهوفن الهولندي، في الجانب الأيمن.

هذا ما حدث بالفعل.. عندما سحب تيديسكو، نجمه جيريمي دوكو في الدقائق الأخيرة من المباراة، مع الدفع بباكايوكو؛ إلا أن الوقت لم يسنح، من أجل الاستفادة من هذا التبديل؛ لتنتهي المباراة بالتعادل (0-0)، وهو ما أضر ببلجيكا، التي ستواجه فرنسا، في ثمن النهائي.

"خير خلف لخير سلف".. هكذا يُمكن القول عن كوين كاستيلس، حارس مرمى منتخب بلجيكا الأول لكرة القدم، والذي سينضم إلى نادي القادسية السعودي، بداية من الموسم الرياضي الجديد 2024-2025.

وكان الجميع يخشى من عدم تواجد الحارس العملاق تيبو كورتوا، نجم ريال مدريد الإسباني، مع منتخب بلجيكا، في بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"؛ إلا أن كاستيلس، رد بشكل قوي وحاسم.

كاستيلس تألق بشكل خرافي أمام أوكرانيا بالذات، وأبعد العديد من الفرص المحققة للتسجيل؛ أخطرها تلك التي جاءت من "على خط المرمى"، في الدقائق العشر الأخيرة؛ ليكون العامل الأول والأساسي في تأهل منتخب بلجيكا الأول لكرة القدم، إلى ثمن نهائي "اليورو".

وتألق حارس القادسية "القادم"، لم يكن أمام أوكرانيا فقط؛ بل منذ بداية أمم أوروبا 2024؛ حيث لا يُمكن نسيان أنه صنع هدفًا في مواجهة رومانيا، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات.

هذه الصناعة ساهمت في فوز بلجيكا (2-0) على رومانيا، وذلك بعد الخسارة بهدف مقابل لا شيء أمام سلوفاكيا، في المباراة الافتتاحية.

منتخب أوكرانيا الذي قدّم بداية "يورو" كارثية أمام رومانيا، عاد وانتفض في الجولة الثانية من دور المجموعات أمام سلوفاكيا، قبل أن يظهر بمستوى جيد للغاية أمام بلجيكا.

نعم.. أوكرانيا لم تستحوذ على الكرة، وتركتها في معظم دقائق اللعب إلى منتخب بلجيكا، الذي يملك نجومًا عالميين في خط الوسط؛ لكنها كانت الطرف الأخطر في المباراة.

وأهدرت أوكرانيا، أهدافًا محققة لتحقيق الفوز على بلجيكا، سواء في الشوط الأول أو الثاني؛ وذلك بسبب "قلة جودة" لاعبي خط الهجوم، وعدم قدرتهم على تحويل الفرص إلى أهداف.

هذا الفشل الهجومي؛ تسبب في خروج منتخب أوكرانيا الأول لكرة القدم، من بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"؛ لينطبق عليه المثل العربي الشهير "بيدي لا بيد عمرو"؛ في إشارة إلى أنه قتل نفسه بنفسه، من خلال إهدار العديد من الفرص السهلة، أمام بلجيكا.

واحدة من أسوأ الذكريات في تاريخ كرة القدم، تلك التي شهدها كأس العالم 1982؛ عندما تآمرت ألمانيا الغربية والنمسا، من أجل إخراج الجزائر من البطولة.

وقتها.. أوقف منتخبا ألمانيا الغربية والنمسا، اللعب بشكل كامل، بعد أن تقدم الأول بهدف مقابل لا شيء؛ وهي النتيجة التي كانت تعني خروج الفريق الجزائري، الذي لعب قبل تلك المباراة.

وبعد 42 سنة.. خاف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، أن تعاد هذه الواقعة في مباراة سلوفاكيا ورومانيا، ضمن منافسات الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الخامسة بـ"يورو 2024".

تعادل سلوفاكيا ورومانيا؛ يعني تأهلهما معًا إلى ثمن النهائي، مهما كانت نتيجة مباراة بلجيكا وأوكرانيا، التي لُعِبت في نفس الوقت، ضمن منافسات المجموعة الخامسة أيضًا.

وبعيدًا عن التآمر من عدمه؛ فإن النتيجة التي كان يخشاها "يويفا"، هي من تحققت بالفعل في مباراة سلوفاكيا ورومانيا، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (1-1).

وحاول المنتخبان كثيرًا لتحقيق الفوز، وسط سوء الحظ أحيانًا وتألق حارسي المنتخبين في أحيانٍ أخرى؛ وهو ما يبعد عنهما أي شبهة للتآمر، رغم أن الرتم تراجع كثيرًا، في الدقائق الأخيرة.

قبل انطلاق بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024"؛ كانت الجماهير الرومانية تضع آمال كبيرة على يانيس هاجي، نجل الأسطورة التاريخية جورجي هاجي.

يانيس الذي بدأ مسيرته الكروية بشكل أكثر من رائع؛ عندما تم ترشيحه لجائزة أفضل لاعب واعد في أوروبا عام 2017؛ شهد تراجعًا كبيرًا في مستواه، وسط العديد من النكسات؛ منها الإصابة الخطيرة على مستوى الركبة.

حتى في نسخة "يورو 2024" لم يقدّم يانيس الكثير؛ لكن على الرغم من ذلك.. يكفيه اللقطة التي أنقذ فيها الرومان، من الخروج من دور المجموعات.

رومانيا تأخرت أمام سلوفاكيا (0-1)، في الدقيقة 24؛ وهو ما كان يعني الإقصاء من بطولة كأس أمم أوروبا، حتى ظهر يانيس هاجي بعدها بـ10 دقائق فقط.

يانيس تحصل في الدقيقة 35، على ركلة جزاء مثيرة للجدل؛ حيث تعرض للعرقلة أولًا خارج منطقة الـ18، قبل أن يسحب قدمه إلى الداخل، ليتعرض لعرقلة جديدة.

حكم المباراة احتسب ركلة جزاء للرومان، بعد مشاورة مساعديه في غرفة تقنية الفيديو "فار"؛ ليسجل منها رازافان مارين هدف التعادل، الذي صعد بالمنتخب الوطني، إلى ثمن النهائي.