Scotland v Denmark - FIFA World Cup 2026 QualifierGetty Images Sport

"ينظر إليّ بابتسامة الآن".. روبرتسون يهدي تأهل إسكتلندا للمونديال إلى ديوجو جوتا: لم يفارق تفكيري طوال اليوم!

لم تقتصر المشاعر في هذه الأمسية على الفرحة الهستيرية بالإنجاز الرياضي، بل امتزجت بدموع الوفاء والصداقة، حيث كشف القائد أندرو روبرتسون عن مشاعر مؤثرة ومعاناة نفسية عاشها طوال اليوم تفكيرًا في صديقه الراحل ديوجو جوتا.

  • سيناريو جنوني ينهي عقدة ربع قرن

    لم يكن الطريق إلى مونديال أمريكا الشمالية مفروشاً بالورود، بل جاء عبر واحدة من أكثر المباريات إثارة وجنوناً في تاريخ الكرة الاسكتلندية الحديث. دخلت كتيبة المدرب ستيف كلارك المباراة وهي تدرك أن الفوز ولا شيء غيره هو السبيل الوحيد لانتزاع صدارة المجموعة الثالثة من الدنمارك وتجنب حسابات الملحق المعقدة.

    المباراة التي وصفت بأنها "الأهم لهذا الجيل" شهدت تقلبات درامية بدأت بضربة مقصية خلفية خيالية من سكوت مكتوميناي، لكن الضيوف عادوا في النتيجة مرتين، ما وضع الفريق تحت ضغط هائل.

    نقطة التحول جاءت في اللحظات القاتلة، حيث رفض الاسكتلنديون الاستسلام لسيناريوهات "الفشل" المعتادة. ففي الوقت الذي كانت المباراة تتجه فيه للتعادل، انفجر الملعب بهدفين في الوقت بدل الضائع؛ الأول عبر تسديدة دقيقة من كيران تيرني في الدقيقة 93، قبل أن يطلق كيني ماكلين رصاصة الرحمة بتسديدة ساقطة "لوب" مذهلة من منتصف الملعب في الدقيقة 99 مستغلاً تقدم الحارس كاسبر شمايكل، ليعلن رسمياً عودة اسكتلندا للمحفل العالمي لأول مرة منذ مونديال فرنسا 1998، منهياً سنوات من الحسرة والغياب.

  • إعلان
  • Scotland v Denmark - FIFA World Cup 2026 QualifierGetty Images Sport

    روبرتسون: "ديوجو كان يبتسم لي"

    خلف الكواليس، وفي غمرة الاحتفالات الصاخبة، كان القائد أندرو روبرتسون يخوض معركة نفسية خاصة جدا. اعترف ظهير ليفربول بأنه كان "منهاراً تماماً" ومضطرباً طوال يوم المباراة، حيث سيطرت عليه ذكرى صديقه وزميله السابق في ليفربول، ديوجو جوتا، الذي توفي بشكل مأساوي في حادث سيارة الصيف الماضي عن عمر ناهز 28 عاماً.

    وفي تصريحات عاطفية لهيئة الإذاعة البريطانية، كشف روبرتسون أنه حاول إخفاء مشاعره عن زملائه للتركيز على المهمة الوطنية، لكنه مر بلحظة ضعف وبكاء في غرفته قبل اللقاء.

    وأكد روبرتسون أن حلم كأس العالم كان محور أحاديثهما الدائمة في "أنفيلد"، خاصة وأن جوتا غاب عن مونديال قطر للإصابة، بينما غابت اسكتلندا لعقود. وقال روبرتسون بكلمات مؤثرة: "أعلم أنه في مكان ما ينظر إليّ بابتسامة اليوم. لم أستطع منع نفسي من التفكير فيه، وكنت أتمنى لو كان هنا ليشاركني هذه اللحظة".

  • خطاب كلارك الملهم

    وصف روبرتسون المباراة بأنها واحدة من "أكثر اللحظات جنوناً" في مسيرته الكروية، مشيراً إلى أن السيناريو الذي سارت به المباراة والبطاقة الحمراء للدنمارك والعودة في النتيجة جعلت الليلة لا تُنسى.

    وكشف القائد عن السر وراء الروح القتالية العالية للفريق، مشيداً بالخطاب "الاستثنائي" الذي ألقاه المدرب ستيف كلارك قبل صافرة البداية. استدعى كلارك في خطابه ذكريات اللحظات الكبرى التي مر بها الفريق في السنوات الأخيرة، مثل المباريات الحاسمة ضد صربيا وأوكرانيا، طالباً من لاعبيه "صناعة لحظة تاريخية أخرى".

    وفي حديثه مع المذيعة كيلي كيتس، ابنة الأسطورة كيني دال[ليش، مازحها روبرتسون قائلاً إنه يتوق للعودة إلى ليفربول لمشاركة والدها كأس نبيذ احتفالاً بالإنجاز، مؤكداً أن هذه قد تكون فرصته الأخيرة للمشاركة في المونديال نظراً لتقدمه في العمر، وهو ما جعل التأهل يحمل طعماً خاصاً ومزيجاً من الفخر والارتياح لعدم تكرار خيبات الماضي.

  • Scotland v Denmark - FIFA World Cup 2026 QualifierGetty Images Sport

    ترقب القرعة وطموحات أمريكا الشمالية

    بعد ضمان التأهل المباشر، تحولت أنظار الجماهير الاسكتلندية ولاعبيها صوب العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث ستجرى قرعة كأس العالم في الخامس من ديسمبر المقبل.

    البطولة التي ستقام بتنظيم مشترك بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا ستكون الأكبر في التاريخ بمشاركة 48 منتخباً، وسيتواجد المنتخب الاسكتلندي في المستوى الثالث، ما يضعه أمام احتمالية مواجهة عمالقة اللعبة مثل الأرجنتين، فرنسا، أو إسبانيا.

    وعن هذا الإنجاز، تحدث جون ماكجين، نجم أستون فيلا، بذهول واصفاً شعوره عند رؤية هدف ماكلين الحاسم بأنه "لا يمكن تفسيره"، معترفاً بأن الفريق ربما لم يقدم أفضل أداء فني، لكن الروح القتالية هي التي حسمت الموقف. وأشار ماكجين إلى أن هذا الجيل من "الشباب المتواضعين" بقيادة كلارك نجح في تغيير عقلية المنتخب، حيث انتقلوا من "الفشل المجيد" إلى تحقيق الانتصارات الحاسمة.

    المدرب ستيف كلارك، بدوره، أشاد بلاعبيه وبصبره الاستراتيجي الذي أتى ثماره بعد سنوات من العمل، مؤكداً ثقته العمياء في قدرة هذه المجموعة على تمثيل اسكتلندا بشرف في المحفل العالمي القادم.