يلعب في عدة مراكز.. هل يمكن أن يكون لوكاس باكيتا خليفة دي بروينه في مانشستر سيتي؟

كان خبر اهتمام مانشستر سيتي بلوكاس باكيتا مفاجئا، لأنه حتى بعد خسارة جوندوجان، فلدى جوارديولا العديد من لاعبي الوسط كرودري وكالفين فيليبس وبيرناردو وماتيو كوفاسيتش وجيمس ماكاتي، وأيضا فيل فودين الذي تألق في دور دي برويني عندما حل بديلا له في نهائي دوري الأبطال.

ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في مركز الجناح الأيمن، رغم أن بيرناردو شارك في هذا المركز من قبل، ولكنه لم يكن حاسما كرياض محرز، الذي رحل لأهلي جدة السعودي، وفي الدرع الخيرية تفوق عليه جورين تيمبر لاعب آرسنال.

كول بالمر شارك مع الفريق وسجل هدفا، ولكن لاعب منتخب إنجلترا للشباب لم يشارك بشكل مستمر الموسم الماضي، وهناك شكوك في منحه جوارديولا إياه دورا أكبر هذا الموسم.

ولذا فمع الاهتمام بباكيتا، يبدو أن جوارديولا الذي أشرك الموسم الماضي قلوب دفاع كأظهرة، يفكر في الاستغناء عن فكرة الأجنحة التقليدية واستبدالهم بلاعبي وسط، والبداية كانت مع جريليش الذي بات يحتفظ بالكرة بشكل أكبر من بقية الأجنحة التي تميل للاندفاع بالكرة، وهنا يأتي دور باكيتا.

لم يكن باكيتا مطلبا جماهيريا في سيتي، خاصة بعد تذبذب مستواه، وعدم ظهوره بشكل جيد في فترته مع ميلان، ولكنه بدأ يصل لمستواه الحقيقي مع ليون مسجلا 21 هدفا وصانعا 13 في 80 مباراة، ما دعى ويست هام لدفع 54 مليون جنيه استرليني للحصول على خدماته صيف 2022.

ولكن باكيتا لم ينفجر مع الفريق اللندني واكتفى بتسجيل خمسة أهداف وصنع سبعة في 42 مباراة، لتصبح فكرة دفع سيتي 70 مليون جنيه استرليني للحصول على خدماته صعبة الاستيعاب، خاصة بعد التقارير التي تشير لأن ويست هام يقيم اللاعب ب95 مليون جنيه استرليني، راغبين في الحصول على قيمة قريبة مما حصلوا عليها عندما باعوا ديكلان رايس لأرسنال.

بالطبع سيتي لديه القدرة المالية الكافية لضم اللاعب حتى وإن كان المقابل المادي مبالغا فيه، ولكن من السهل التعرف على أسباب تعلق جوارديولا باللاعب.

باكيتا مرن تكتيكيا ويستطيع اللاعب بصورة جيدة في العديد من المراكز، إما كلاعب ارتكاز متقدم كما يفعل مع البرازيل، أو صانع ألعاب كحاله مع ويستهام معظم الموسم الماضي، ولكنه أيضا قادر على اللعب على الطرف كما فعل مع فلامينجو البرازيلي على الجناحين الأيمن والأيسر.

وسيستطيع باكيتا أن يقدم لجوارديولا ما يريده من لاعب وسط قادر على اللعب على طرف الملعب، وتبادل مكانه حتى يصبح أقل عرضة للتوقع من قبل الخصوم.

واحدة من أهم مميزات باكيتا هي القدرة على لعب كرات بينية مميزة، وإتاحة الفرصة لزملائه في الشق الهجومي لتنفيذ هجمات مرتدة، كما حدث في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي أمام فيورنتينا.

سيتي لعب على الهجمات المرتدة الموسم الماضي أكثر من المواسم السابقة، وسيكون إرلينج هولاند مهاجم سيتي سعيدا بقدرة باكيتا على تحريك زملائه هجوميا، وإن انتقل باكيتا للسيتي فسيشكل ثنائيا هجوميا قويا مع المهاجم النرويجي الدولي.

باكيتا أيضا لديه قدرة عالية على المراوغة والاحتفاظ بالكرة للسماح لزملائه باتخاذ مواقع هجومية أفضل.

بالتأكيد لا يرغب أي لاعب في أن تكون لديه مهمة خلافة دي بروينه، ولكن باكيتا بالطبع لا يفتقد للثقة في قدراته الخاصة.

اللاعب احتاج فقط للتأقلم مع البيئة الجديدة، وهو ما يحدث مع العديد من اللاعبين المنضمين حديثا للبريميرليج، ولكن عندما بدأ في الأجواء، انبهر زملاؤه بجرأته.

ديكلان رايس قبل أسبوع من نهائي دوري المؤتمر الأوروبي قال: "باكيتا لاعب مذهل، بكل صدق هو مذهل للغاية، بالطبع أخذ بعض الوقت حتى يتأقلم مع البريميرليج ومركز التدريب وجلب عائلته، ولكن الآن أعتقد أنكم ترون لوكاس الحقيقي. بعض المهارات التي يقوم بها حتى في التدريبات تذهل العقل".

مثل الكثير من اللاعبين اللاتينيين، باكيتا خاض رحلة طويلة كلاعب كرة قدم.

باكيتا أتى من جزيرة تدعى "باكيتا" خارج ريو دي جانيرو، حيث السيارات غير مسموح بها في الجزيرة، وعلى السكان أن تسير على الأقدام أو يستخدموا الدراجات للتنقل، وحتى يرحل للتدرب في فلامنجو في أيامه الأولى كان لوكاس باكيتا ينتقل بقارب وثلاث حافلات.

أظهر باكيتا رغبته الحقيقية بالترقي في فلامنجو، حتى رحل لميلان في فترة عشوائية عمل خلالها مع ثلاثة مدربين في 18 شهر.

ولكنه أظهر أنه عندما يحظي بالصبر من مدربه، يحقق النجاح المطلوب، وهو ما سيحدث له مع جوارديولا، ومع لاعبين آخرين سيساعدوه أكثر على التطور سريعا، والانتقال للمرحلة المقبلة، من بطل دوري المؤتمر الأوروبي، إلى بطل دوري أبطال أوروبا.