يا لها من خسارة .. جوندوجان يبدع في برشلونة وجوارديولا يعض أصابع الندم مع مانشستر سيتي!

في الموسم الماضي، حطم إرلينج هالاند، تقريبًا كل الأرقام القياسية التهديفية في موسم واحد في الدوري الإنجليزي حيث سجل 36 هدفًا وأحرز 52 هدفًا في جميع المسابقات، وسجل أهدافًا أكثر من إيفرتون ووولفرهامبتون، وعادل إجمالي أهداف ساوثهامبتون، وأصبح أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يسجل ثلاثية في ثلاث مباريات متتالية على أرضه، وقاد مانشستر سيتي للتتويج بالثلاثية التاريخية الموسم الماضي.

ثم تراجع هالاند، قليلًا بعد ذلك وفشل في تسجيل أي هدف في أربع مباريات وأثناء اختفائه صعد جوندوجان وتألق وأنهى الموسم برصيد 11 هدفًا في جميع المسابقات.

وسجل جوندوجان، هدفين متتاليين ضد ليدز يونايتد وإيفرتون في الجولات الأخيرة نحو حسم لقب الدوري الإنجليزي، ثم سجل ثنائية أخرى في نهائي بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر يونايتد.

وتميز جوندوجان، بتسجيله الأهداف الحاسمة حيث قلبت ثنائيته ضد أستون فيلا في اليوم الأخير من موسم 2021-22 المباراة رأسًا على عقب وعاد السيتي من الخلف وحقق فوزًا مثيرًا.

احتاج مانشستر سيتي لموهبة جوندوجان، في تسجيل الأهداف الحاسمة أمام توتنهام فعلى الرغم أن كتيبة بيب جوارديولا سجلوا ثلاثة أهداف، إلا أنهم افتقدوا وجود جوندوجان في خط الوسط بشكل واضح.

ولم يكن هناك شعور بالسيطرة في المناطق المركزية التي تميز بها السيتي في السنوات الأخيرة وكان توتنهام يلعب بأريحية، ونتيجة فقد السيتي سيطرته على نصف الملعب سقط في ثلاثة تعادلات متتالية في الدوري الإنجليزي في أهم مباريات له هذا الموسم، وظهر دفاع السيتي ضعيفًا حيث استقبلوا 10 أهداف في آخر أربع مباريات في جميع المسابقات.

نسخة جوندوجان، مع برشلونة مختلفة عن السيتي، فتم إعادة تشكيله لأدوار مختلفة ففي سن 33 عامًا، لم يكن جوندوجان متطورًا رغم أنه متعدد الاستخدامات وفي بعض الأحيان، عندما غاب بيدري بسبب الإصابة، لعب مكانه وعندما تم تهميش دي يونج، لعب رقم 6.

ورغم ذلك لا يزال جوندوجان يُظهر غرائزه الهجومية، حيث سجل ستة أهداف في جميع المسابقات حتى الآن هذا الموسم، وهو أحد أنجح لاعبي كرة القدم وفاز بالدوري الإنجليزي خمس مرات، ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة، وثماني بطولات للكأس.

وتصدر النجم الألماني في أواخر أكتوبر، عناوين الأخبار لانتقاده رد فعل زملائه على خسارة الكلاسيكو وهي المباراة التي سجل فيها الهدف الافتتاحي وقال: "أود أن أرى المزيد من الغضب، يتعين عليهم التعبير عن المزيد من المشاعر عندما تخسر، وعندما تعلم أنه يمكنك اللعب بشكل أفضل، لا نقوم بأي رد فعل".

وانتقد أدائه قائلًا: "لدي أيضًا مسؤولية كلاعب كبير في عدم السماح بحدوث هذه الأشياء للفريق، نحن بحاجة إلى الصمود أكثر".

على الرغم أن الكلاسيكو كان أكبر مباراة في موسم برشلونة حتى الآن، إلا أن مباراة أتلتيكو كانت تمثل تحديًا أكبر لجوندوجان، خاصة بالنظر إلى أهمية المباراة في مسيرة البلوجرانا بالدوري.

ودخل برشلونة المباراة بفارق سبع نقاط عن صدارة الدوري الإسباني وكانت الخسارة ستؤدي إلى تراجعهم إلى المركز الرابع، ورغم أن المباراة لم تحسم إلا بهدفًا واحدًا، لكن أثبتت منطقة خط الوسط ببرشلونة تميزها حيث لعب جوندوجان كرقم 6 وقدم أدائًا هادئًا افتقده برشلونة لسنوات.

وبدلاً من التورط في التدخلات الصعبة والبطاقات الصفراء، تحرك جوندوجان ببراعة من مساحة إلى أخرى، وتأكد أن برشلونة يلعب دائمًا إلى الأمام وتصدر إحصائيات المباراة في الاستحواذ على الكرة، وانطلق بشكل فعال خلال 90 دقيقة، مما مهد الطريق لفوز برشلونة.

ووفقًا لإحصائياته في المباراة، لم يسدد جوندوجان على المرمى وكان منضبطًا ولم يتمكن لاعبي أتلتيكو مدريد من التفوق عليه.

في أواخر يوليو، تحدث جوندوجان لصحيفة "Player's Tribune" عن أسباب انتقاله إلى كتالونيا وشكر السيتي وجوارديولا على دعمهما، واعترف بأنه لم يستطيع رفض برشلونة.

وقال: "أعلم أنه سيكون هناك الكثير من الضغط في برشلونة لكنني أحب الضغط لم أكن أبحث عن فرصة سهلة كنت أبحث عن تحدٍ جديد".

وكانت بداية جوندوجان، مع برشلونة صعبة بسبب ارتفاع التوقعات لحامل لقب الدوري، بالإضافة لرحيل بعض اللاعبين مثل بوسكيتس وجوردي ألبا، وتراجع مستوى روبرت ليفاندوفسكي، ودمج الوجوه الشابة في الفريق.

ولكن ازدهر جوندوجان، مع برشلونة وأصبح عنصرًا أساسيًا في تحقيق الفريق لأفضل النتائج، ويبدو قارًا على التطور بشكل مستمر.