Lamine Yamal Barcelona 2025-26Getty

يامال له نصيب الأسد .. نجم برشلونة على صدارة لاعبي الليجا الذين يعانون من الهجمات العنصرية!

كشف تقرير إسباني عن نتائج صادمة ومقلقة حول حجم العنصرية وخطاب الكراهية في ملاعب كرة القدم الإسبانية، مسلطًا الضوء بشكل خاص على الهجمات الشرسة التي يتعرض لها نجوم الليجا عبر الإنترنت، وبشكل مفاجئ، احتل النجم الشاب لنادي برشلونة، لامين يامال، صدارة قائمة اللاعبين الأكثر استهدافًا، متجاوزًا حتى البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي كان رمزًا لهذه المعاناة في المواسم الأخيرة.

أظهر التقرير أن يامال، البالغ من العمر 18 عامًا، يستأثر وحده بنسبة 60% من جميع الإساءات العنصرية الموثقة، وهو رقم يكشف حجم الاستهداف الممنهج للاعب الإسباني. هذه البيانات لا تمثل مجرد آراء أو انطباعات، بل هي نتاج رصد دقيق، مما يدق ناقوس الخطر حول بيئة كرة القدم في إسبانيا.

  • ما القصة؟

    جاءت هذه البيانات المروعة ضمن تقرير هو الأول من نوعه، ناتج عن تعاون بين وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية ورابطة "الليجا". اعتمد التقرير على نظام متطور يسمى "فارو"، وهو نظام يستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد وتحليل خطاب الكراهية على منصات التواصل الاجتماعي، وفقًا للمنهجية التي وضعها المرصد الإسباني للعنصرية وكراهية الأجانب.

    ووفقًا لصحيفة "إل بايس" الإسبانية التي اطلعت على التقرير، تمكن نظام "فارو" خلال الموسم الماضي وحده من رصد 33,438 محتوًى قابلًا للإبلاغ عنه بوصفه خطاب كراهية. ورغم هذا الحجم الهائل، لم تتم إزالة سوى 33% من هذا المحتوى. وأشار التقرير إلى تباين كبير في استجابة المنصات، حيث أزالت منصة "فيسبوك" 62% من المحتوى المبلّغ عنه، بينما اكتفت منصة "إكس" بإزالة 10% فقط.

    البيانات المتعلقة باللاعبين كانت الأكثر إثارة للقلق، فقد كان لامين يامال ضحية 60% من الهجمات، يليه فينيسيوس جونيور بنسبة 29%. وجاء في مراتب تالية لاعبون آخرون مثل كيليان مبابي (3%)، وأليخاندرو بالدي (2%)، وبراهيم دياز (2%)، ومعهم نجم أتلتيك بيلباو إينياكي ويليامز (2%).

  • إعلان
  • برشلونة وريال مدريد بؤرة الهجمات

    لم يقتصر التحليل على اللاعبين، بل شمل الأندية أيضًا. وأوضح التقرير أن ناديي ريال مدريد وبرشلونة يستحوذان معًا على أكثر من 65% من الرسائل السلبية الموجهة للاعبين، حيث استحوذ ريال مدريد على 34% وبرشلونة على 31%. ويشير التقرير إلى أن هذه الأرقام لا تعكس فقط الشعبية الجارفة للناديين، بل تظهر أيضًا كيف يمكن أن يختلط التنافس الرياضي مع الهجمات العنصرية.

    وجاءت أندية أخرى في القائمة بنسب أقل، مثل بلد الوليد (17%)، وفالنسيا (8%)، وأتلتيك بيلباو (6%)، وريال سوسييداد (5%)، وأتلتيكو مدريد (4%).

    وسجل التقرير ذروات واضحة لخطاب الكراهية تزامنت مع أحداث رياضية كبرى. على سبيل المثال، شهدا يوما 27 و 28 من أكتوبر 2024 تسجيل 3,675 و 2,855 رسالة كراهية على التوالي، بالتزامن مع مباراة "الكلاسيكو" الأولى لذلك الموسم بين ريال مدريد وبرشلونة. وكان لامين يامال، ورافينيا، هم الأهداف الرئيسية للهجمات العنصرية وكراهية الأجانب خلال تلك المباراة. كما تم تسجيل عداء شديد تجاه فينيسيوس جونيور خلال المباراة وبعد تصريحاته المنددة بالعنصرية.

  • طبيعة الإساءات وأهدافها

    حلل التقرير بعمق نوعية الإساءات المستخدمة، وكشف أن 97% من الرسائل تستخدم لغة عدوانية وصريحة، تعتمد بشكل أساسي على الشتائم والإهانات المباشرة، واستُخدمت مصطلحات ازدراء عنصري بشكل مباشر، مثل إطلاق لقب "مونيسيوس" (تلاعب بكلمة قرد) على فينيسيوس جونيور. أما لامين يامال، فكانت الهجمات عليه تركز على أصوله، حيث وُصِف بعبارات مثل "مورو القذر" (إهانة موجهة للمنحدرين من أصول شمال إفريقية) أو "مينا" (مصطلح ازدرائي للأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم).

    وكشف التقرير أن الأشخاص من شمال إفريقيا والمسلمين هم المستهدفون الرئيسيون لخطاب الكراهية (42.38% و 41.18% على التوالي)، وهو ما يفسر تصدر يامال للقائمة.

    الخطير في الأمر أن 22% من الرسائل تجاوزت الإهانة إلى التحريض، معتبرة اللاعبين "تهديدًا" للمجتمع ومطالبة باستبعادهم. ورُصدت عبارات موجهة ليامال مثل "يجب أن يكسروا ساقيه" أو "يجب طرده من إسبانيا كما أتى، في قارب".

  • موقف يامال

    على عكس فينيسيوس جونيور، الذي عبر عن ألمه علنًا في مؤتمرات صحفية، مشيرًا إلى أن إسبانيا أصبحت تُعرف في البرازيل كدولة عنصرية، يبدو أن لامين يامال يتبع نهجًا مختلفًا، حيث نقلت "إل بايس" عن مصادر مقربة من اللاعب أن هذه التعليقات لا تقلقه، وأنه "طبع" هذا النوع من الخطاب لدرجة أنه قد يطلق النكات حول نفسه، مفضلًا الرد في الملعب.

    لكن عائلة اللاعب تعاني بشكل أكبر. وأشارت الصحيفة إلى حادثة المعلق الرياضي الذي قال إن يامال "سينتهي به الأمر عند إشارة مرور" إذا فشل في كرة القدم. يومها، انهار والد اللاعب بالبكاء واتصل برئيس برشلونة، جوان لابورتا، للمطالبة برد فعل رسمي، بينما طالبت والدته ببيان فوري. المفارقة أن يامال نفسه، في اليوم التالي، التمس العذر للمعلق، قائلًا للمقربين منه: "لقد أراد أن يمدحني، لكنه لم يجد الكلمات المناسبة".

    من جانبها، اعترفت وزيرة الإدماج الإسبانية، إلما سايز، بوجود تقصير، قائلة: "ربما كنا فاترين في بعض اللحظات تجاه بعض الرسائل التي سمعناها. لا ينبغي أبدًا أن يكون هناك مكان لإهانة، ناهيك عن إهانة تجرد من الإنسانية؛ ولا حتى في الرياضة".