برشلونة وقادش | غربة مونتجويك ليست كالمنزل في كامب نو .. وماذا يريد الحكام وليفاندوفسكي؟!

ترك ليونيل ميسي برشلونة ومن قبله لويس سواريز ونيمار دا سيلفا وتشافي وإنييستا وبيب جوارديولا، وذهب لابورتا وجاء روسيل ثم تولى بارتوميو الأمور وعاد لابورتا، تغييرات كثيرة طرأت على برشلونة طوال السنوات الماضية.

لكن التغيير الأكبر على الإطلاق كان الخروج من ملعب كامب نو بسبب التجديدات التي بدأت بميزانية تصل إلى حوالي مليار ونصف مليار يورو.

قد يكون للأمر عائد مادي كبير لاحقًا، لكن في الوقت الحالي هناك أزمة هوية يتعرض لها النادي الكتالوني، فذلك الملعب الذي يخوضون عليه مبارياتهم هذا الموسم لا يمكن مقارنته بكامب نو.

تأثير قلعة برشلونة على نجوم النادي الكتالوني والخصوم لا يضاهى، فالفريق كان كأنه يلعب مباراة خارج ملعبه أمام قادش.

دعونا من سوء روبرت ليفاندوفسكي وقلة عدد الفرص الحقيقية التي يصنعها برشلونة، كل تلك الأمور ليست حقًا بتأثير الابتعاد عن كامب نو.

مفهوم أن بعض الفرق التي تقل فنيًا عن الأخرى تلجأ لأساليب محددة حتى تقلل تلك الفوارق، من هذه الأساليب هي الضرب وتعطيل اللعب.

قادش مثله مثل خيتافي، نجح اليوم في هذا الأمر بشكل واضح، فنجومه كان لهم كامل الحرية في ضرب عناصر برشلونة، في أي مكان في الملعب بكرة ودونها.

هناك لقطتين بالتحديد داخل منطقة الجزاء، وأخرى على خطها كان يجب على الأقل العودة لتقنية الفيديو من أجل مراجعتهم.

كانت الأولى للامين يامال في الشوط الأول، وبعدها بقليل كان هناك دفع لليفاندوفسكي، وتكرر في الشوط الثاني، لكن البعض قد يعتبر تلك الكرات لا تستحق تدخل الحكم، ولا بأس في ذلك.

المشكلة ليست في أن الضرب أصبح مباحًا في تلك المباريات، لكن المشكلة الحقيقية هي أنه مباح بهذا القدر، في أي وضع وتحت أي ظرف، دون الحد الأدنى من الحماية من قبل الحكم.

توجيه اللوم للتحكيم هو أمر لا مكان له في كرة القدم بالأخص بعد دخول تقنية الفيديو وتراجع عدد الأخطاء بشكل عام بالرغم من أن الجدل دومًا ما سيصاحب

لذلك لابد لبرشلونة من الاعتراف بالمشكلة الموجودة لديهم، وهي طول وقت التحضير ومنح المنافس الفرصة للانتشار دفاعيًا بشكل مثالي.

الحالات التي ظهر فيها تهديد برشلونة للمرمى جاءت من لمسات سريعة متتالية وضعت أحد نجوم النادي الكتالوني بشكل مباشر في مواجهة حارس قادش.

طوال أحداث المباراة قام برشلونة بهذا ثلاث أو أربع مرات وجاء منها هدف اللقاء الوحيد عن طريق بيدري بلمسة إبداعية مكررة.

النادي الكتالوني كان سيئًا في الكثير من النواحي، لكنه نجح في تحقيق المطلوب وحصل على الثلاث نقاط في الدقائق الأخيرة.

صحيح أن الحكم كان له تأثيره على مجريات اللقاء بعدم احتساب أكثر من خطأ لبرشلونة، لكن هذا هو الواقع وما يحدث في الكثير من المباريات وللعديد من الفرق، وعلى رأسهم أيضًا ريال مدريد.

الجانب الإيجابي أن الصلابة الدفاعية لبرشلونة لا تزال مستمرة من الموسم الماضي، والفريق لم تهتز شباكه حتى الآن، ليكون الوحيد الذي أنهى جولته الثانية بشباك نظيفة حتى الآن.

في نهاية المطاف النادي الكتالوني ظهر خطيرًا في لحظات بعينها، عليه أن يعرف كيف يكررها في الأسابيع المقبلة حتى يتفادى تكرار مأساة خيتافي في الجولة الأولى وقادش طوال 82 من عمر اللقاء.