بعد مشادة أجويرو المزعومة: والد يامال يسرق الأضواء منه مجددًا.. "سأعيش بأموال ابني"

في مباراة كانت تتجه نحو تعادل صعب أمام خصم عنيد كريال سوسييداد، قرر المدرب هانز فليك أن يلعب بأهم أوراقه الرابحة في الدقيقة 58، ليدفع بلامين يامال. 

وكعادته، لم يخذل الفتى الذهبي مدربه أو الجماهير، فبعد لحظات فقط من دخوله، وفي أول لمسة له تقريبًا، استلم الكرة على الرواق الأيمن وأرسل عرضية متقنة وجدت رأس المهاجم روبرت ليفاندوفسكي، الذي أسكنها الشباك محرزًا هدف الفوز الثمين.

هذه التمريرة الحاسمة لم تكن مجرد مساهمة عادية، بل كانت السبب المباشر في حصد ثلاث نقاط غالية رفعت رصيد برشلونة إلى 19 نقطة، ليتربع على قمة جدول ترتيب الليجا. 

لقد كانت لحظة تألق خالص، أكدت أن يامال ليس مجرد موهبة مستقبلية، بل هو حاضر الفريق وقوته الضاربة.

وبينما كانت جماهير برشلونة تحتفل بانتصارها وبطلها الشاب، كان منير نصراوي، والد يامال، يعد لمشهد مختلف تمامًا. 

ففي وقت لاحق ظهر في بث مباشر عبر "انستجرام" ليرد على منتقديه، وفي مقطع الفيديو الذي انتشر بسرعة، قال نصراوي: "يوجد الكثيرون هناك يقولون أشياء سخيفة.. لماذا لا تذهب للعمل؟ أنت تعيش على حساب ابنك".

 ثم أطلق عبارته الصادمة التي هيمنت على النقاش: "سأقول لكم شيئًا أيها السادة، شكرًا لك يا بني، سأظل دائمًا ممتنًا لك، سأعيش منك". 

هذا التصريح، الذي جاء في توقيت غريب بعد ليلة من المجد لابنه، حول الأنظار بشكل كامل من إنجاز لامين في الملعب إلى شخصية والده المثيرة للجدل خارجه، وأثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التصرفات تضع ضغطًا لا داعي له على اللاعب الشاب.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يجد فيها منير نصراوي نفسه في قلب عاصفة إعلامية، فقبل ساعات قليلة، انتشرت شائعات قوية عن مشادة كلامية عنيفة ومزعومة بينه وبين أسطورة كرة القدم سيرجيو أجويرو، تبادلا فيها اتهامات وعبارات قاسية.

ورغم أن تلك الواقعة لم يتم تأكيدها رسميًا من الطرفين، إلا أنها ساهمت في رسم صورة لوالد اللاعب كشخصية لا تخشى المواجهات.

والآن، يأتي فيديو "سأعيش منك" ليعزز هذه الصورة، ويظهر نمطًا من السلوك العلني الذي يجعله مادة دسمة للإعلام، وهو أمر قد لا يكون مثاليًا للاعب شاب في بداية مسيرته الاحترافية.

بعيدًا عن كل هذا الصخب، تبقى أرقام لامين يامال هي الحقيقة الثابتة التي لا تقبل الجدال، ففي موسم الدوري الإسباني الحالي، شارك في 4 مباريات، تمكن خلالها من تسجيل هدفين وتقديم 4 تمريرات حاسمة، ليساهم بشكل مباشر في 6 أهداف لفريقه. 

هذه الأرقام، مضافًا إليها تأثيره الواضح في تغيير مجريات المباريات، تؤكد أن تركيز اللاعب منصب بالكامل داخل الملعب، حيث يواصل التطور وتقديم مستويات استثنائية تجعله أحد أهم لاعبي برشلونة والعالم في فئته العمرية.

بعد حسم الصدارة المحلية، يتجه تركيز برشلونة الآن نحو التحدي الأوروبي الكبير القادم، حيث سيحل فريق باريس سان جيرمان ضيفًا على النادي الكتالوني يوم الأربعاء، 1 أكتوبر، في مباراة قوية ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.

وسيكون العالم على موعد لمشاهدة ما إذا كان لامين يامال سيتمكن من مواصلة تألقه الساحر، وقيادة فريقه في محفل أوروبي كبير، وترك بصمة جديدة تجعل الجميع يتحدث عن موهبته، وليس عن أي شيء آخر.