بدأ المنتخب السعودي رحلته في كأس العرب 2025 بانطلاقة مثالية، بعدما حقق فوزًا مهمًا على نظيره العُماني بنتيجة 2-1 في افتتاح مباريات المجموعة الثانية، ليضع الأخضر أول ثلاث نقاط في رصيده ويبدأ البطولة بثقة كبيرة.
المباراة حملت الكثير من التفاصيل البارزة، أبرزها الأداء اللافت الذي قدمه سالم الدوسري، إذ ظهر القائد السعودي في واحدة من أفضل مبارياته مؤخرًا، وقاد الفريق بانضباط وحضور فني كبير، وصنع هدفي الفوز لصالح الشهري وفراس البريكان، مؤكّدًا قيمته الفنية داخل تشكيلة الأخضر. كما نجح المنتخب السعودي في فك عقدته التاريخية مع ملعب المدينة التعليمية، الذي طالما شهد نتائج محبطة للفريق في السنوات الماضية.
وفي المقابل، لم تخلُ المواجهة من الجدل التحكيمي. فقد كان نواف بوشل محور الحدث بعد تدخله القوي على جميل اليحمدي، في لقطة أثارت الكثير من الضجة. كاميرات النقل التقطت اللاعب وهو يتمتم بالأدعية خوفًا من تلقي البطاقة الحمراء، قبل أن يقرر الحكم الأردني أدهم المخادمة، الاكتفاء بالإنذار الأصفر بعد العودة إلى تقنية الفيديو.
هذا القرار أشعل غضب المدرب البرتغالي كارلوس كيروش الذي عرض اللقطة مجددًا أثناء المؤتمر الصحفي، مشيرًا إلى أن الحكم حرم فريقه من حق واضح، بينما اتفق العديد من خبراء التحكيم على أن المخالفة كانت تستوجب الطرد.
ويعيش الشارع الرياضي السعودي حالة من التفاؤل بعودة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد لقيادة المنتخب في ولايته الثانية، استعدادًا لمونديال 2026. فرغم أن نتائجه منذ عودته في أكتوبر 2024 لم تصل بعد إلى مستوى نجاحاته السابقة، إلا أن الجماهير تراهن على قدرته في إعادة المنتخب لمساره الصحيح.
رينارد كان قد قدّم واحدة من أفضل فترات تاريخ الأخضر في ولايته الأولى بين 2018 و2023، إذ قاد المنتخب لأفضل حصيلة نقطية في تصفيات كأس العالم 2022، وحقق الفوز التاريخي على الأرجنتين 2-1 في مونديال قطر، قبل أن يودع البطولة من دور المجموعات عقب الخسارة أمام بولندا والمكسيك.
ومع غياب الألقاب عن الخزينة السعودية منذ عام 2003، قرر اتحاد الكرة الدفع بالقائمة الأساسية في كأس العرب 2025، باعتبارها محطة مهمة في الإعداد لنهائيات كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في محاولة لتجهيز فريق قادر على الظهور بشكل مشرف في أكبر محفل عالمي.