Netherlands vs Germany Nations LeagueGOAL/Getty

ألمانيا وهولندا .. الصفقة الفاسدة تهدم الطواحين والفيروس الدولي يضرب جوارديولا!

وسط ظلام الإصابات والمباريات المملة، ظهرت لنا قمة دولية تغرد خارج السرب تمامًا، وهي المواجهة التي وقعت مساء اليوم، الثلاثاء، بين هولندا وألمانيا في دوري الأمم الأوروبية.

صحيح أن بطولة دوري الأمم تحمل الطابع الودي، والبعض يعتقد أنها مسابقة بلا هدف، ولكن هذا لا يمنع أن الماكينات والطواحين قررا الخروج بمباراة مثيرة تليق باسم العملاقين.

التعادل بهدفين لكل فريق كان سيد الموقف في النهاية، وهي نتيجة عادلة للغاية، لأن الفريقين اتفقا معًا على التساوي في المزايا والعيوب والأخطاء والكوارث.

الأسبقية بالتسجيل كانت للطواحين عن طريق تيجاني ريندرز، لترد ألمانيا بثنائية سجلها دينيز أونداف ويوشوا كيميش، قبل أن تُعادل هولندا النتيجة بهدف آخر لدينزيل دومفريس.

ويستعرض موقع جول أهم النقاط البارزة من هذه القمة التي تأتي بمثابة حسن الختام للتوقف الدولي الأوروبي..

  • FBL-EUR-NATIONS-NED-GERAFP

    منافسة على الدفاع الأسوأ

    ألمانيا دخلت اللقاء من دون أنطونيو روديجر مدافع ريال مدريد، وذلك بسبب قرار المدرب يوليان ناجلسمان باستبعاده من قائمة فريقه لمنحه المزيد من الراحة بسبب الضغوط التي مر بها هذا الصيف وعدم حصوله على الوقت اللازم للفصل بين الموسمين.

    ومن حسن حظ المدرب الشاب أن هذه المباراة لم تحمل الكثير من الأهمية، لأن دفاع فريقه عانى بشكل واضح للغاية في غياب روديجر، في دليل آخر على عدم نجاح ثنائية أنتون فالديمار ونيكو شلوتربيك.

    دفاع ألمانيا على عكس المعتاد، كان من السهل للغاية اختراقه في العديد من الكرات الطولية في العمق، وهو ما ظهر في الهدف الأول بالإضافة لانفراد آخر فشل تشافي سيمونس في تحويله إلى هدف.

    الهدف الأول الذي استقبلته شباك مارك تير شتيجن يحمل أهمية تاريخية كبرى، لأنه الأسرع في كل المسابقات بتاريخ المانشافت منذ نهائي كأس العالم 1974، حيث تم تسجيله بعد دقيقة و39 ثانية فقط.

    ولم يقتصر هذا العجز الدفاعي على ألمانيا فقط، شاهدنا كذلك ماتايس دي ليخت، صفقة مانشستر يونايتد، وهو يقوم بخطأ فادح تسبب في قلب المباراة تمامًا، حيث مرر كرة خاطئة لهجوم الفريق الخصم ليسفر الأمر عن هدف في شباك فريقه.

    الظهور المحبط لدي ليخت بشكل عام واستبداله بين الشوطين، يعطي انطباعًا بأن نجم بايرن ميونخ السابق، قد ينضم إلى مجموعة الصفقات الفاسدة التي أبرمها مانشستر يونايتد خلال السنوات الماضية.

  • إعلان
  • Netherlands v Germany - UEFA Nations League 2024/25 League A Group A3Getty Images Sport

    عملاقان بلا مهاجم

    رغم تسجيله الهدف الأول وصناعة الثاني لكيميش، إلا أن دينيز أونداف ليس هو الرجل المناسب لقيادة هجوم منتخب عملاق بحجم ألمانيا، وهو الفريق الذي قدم عمالقة لكرة القدم في مركز المهاجم لسنوات طويلة.

    اللاعب الذي سجل 19 هدفًا مع شتوتجارت بكل البطولات الموسم الماضي حصل على فرصته في ظل إصابة نيكلاس فولكروج، وبعيدًا عن لغة الأرقام، لا يمكن اعتبار صاحب الـ28 سنة هو المهاجم الأساسي للمانشافت في المناسبات الكبرى.

    نفس الأمر بالنسبة لفولكروج نفسه، فهو مهاجم جيد للغاية ولكنه ليس من طينة الكبار، وكذلك كاي هافيرتس الذي يقدم مستويات جيدة مع آرسنال، ولكنه يظل بعيدًا كل البعد عن مكانة صفوة المهاجمين في العالم.

    الأمور لم تكن أفضل حالًا بالنسبة لرونالد كومان، لأن مهاجمه بريان بروبي رغم جهده الوافر ومحاولاته المستمرة لإثبات نفسه، إلا أن الفريق لن يذهب بعيدًا معه وكذلك كودي جاكبو.

    سوء حال هجوم هولندا ظهر بشكل واضح في المراحل الأخيرة من المباراة، عندما كان يمكنها حسم الأمور بعد هبوط مستوى ألمانيا نسبيًا، لكنها عجزت تمامًا عن خلق أي فرص أو الوصول للمرمى.

  • Netherlands v Germany - UEFA Nations League 2024/25 League A Group A3Getty Images Sport

    الفيروس مستمر

    مصطلح "العطلة الدولية" ليس له أي مجال من الصحة، لأن ما نعيشه حاليًا ليس عطلة أو راحة بأي شكل من الأشكال، بل هو كابوس مستمر بعد تعرض اللاعبين للإرهاق المستمر والحمل البدني الزائد.

    ناثان أكي نجم مانشستر سيتي، انضم لقائمة ضحايا التوقف الدولي الحالي ولم يكمل المباراة بعد شوط واحد، لمعاناته من إصابة عضلية دون أي تدخل من لاعبي الفريق الخصم.

    مشهد إصابة أكي يعكس حالة الإرهاق التي عانى منها اللاعب، من موسم شاق مع مانشستر سيتي، إلى المشاركة في يورو 2024 مع هولندا، قبل العودة من جديد إلى فريق المدرب بيب جوارديولا وبعدها للطواحين في التوقف الحالي.

    أكي ليس الوحيد، هناك أيضًا مارتين أوديجارد، ريكاردو كالافيوري، أليكسيس ماك أليستر، فيل فودين، كول بالمر، روبرت ليفاندوفسكي، ديكلان رايس، داني سيبايوس وباو فيكتور.

    الإصابات واردة الحدوث، وأي لاعب من هذه القائمة كان من الممكن أن يتعرض للإصابة مع ناديه بشكل أسوأ، لكن الطريقة التي يسقط بها البعض دون التعرض للمس تؤكد أن الأمر يتعلق بالحمل البدني.

    الكارثة مستمرة ومتمددة والجميع يعرف أنها ستحدث، دون القيام بأي خطوة لإيقافها، نحن هنا لا نتحدث عن إلغاء المباريات الدولية أو تقليلها، ولكن يجب إعادة الجدولة ومراعاة الظروف التي تعاني منها الأندية واللاعبين.

    استمرار الوضع الحالي مع زيادة عدد مباريات دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى إقامة كأس العالم للأندية بشكله الجديد في يونيو القادم، يعني أن الأمور تسير نحو الأسوأ، وهناك كوارث قادمة ستأتي وستصيب الجميع لو لم يتحرك أحد!