هل أفلت برشلونة من الفخ؟ رحلة أردا جولر القصيرة والمخيفة مع الإصابات!

منذ وصوله إلى ريال مدريد، لم يلعب أردا جولر حتى لو دقيقة واحدة بقميص النادي الملكي، سواء وديًا أو رسميًا.

جولر تعرض لإصابة في الغضروف المفصلي للركبة في أيامه الأولى بعد انتقاله إلى ريال مدريد، غاب على إثرها لمدة شهرين، لم يحضر خلالها فترة التحضير لموسم 2023-2024، وعددًا من المباريات الافتتاحية في الموسم.

وبعد أيام قليلة من عودته، أعلن ريال مدريد عن إصابة جولر في الفخذ خلال التدريبات، وهي الإصابة التي رأى النادي أنها منطقية بالنظر إلى إصابته السابقة في الغضروف المفصلي، ليغيب لمدة وصلت إلى 33 يومًا.

وبينما كان جولر يتدرب بجدية من أجل المشاركة الأولى مع ريال مدريد، أعلن النادي الملكي مرة أخرى خروج اللاعب من خطط كارلو أنشيلوتي بسبب إصابة لم يعلن عن طبيعتها، وإن كان من المؤكد أنها تتعلق بإصابة عضلية جديدة، حيث يغيب من أواخر أكتوبر 2023، ومن المتوقع أن يمتد غيابه حتى منتصف ديسمبر على أقل تقدير.

قبل أقل من أسبوع قرر ريال مدريد إقالة الكرواتي نيكو ميهيتش، رئيس الخدمات الطبية في النادي، وذلك بسبب طريقة إدارته لإصابات جولر بالتحديد.

وحسبما أكدت صحيفتا "ماركا" و"آس"، فإن الطبيب الكرواتي، الذي انضم إلى ريال مدريد في 2017، سيظل على ذمة النادي، لكنه لن يكون مسؤولًا عن الفريق الأول، بسبب تباين المعايير فيما يخص عملية تعافي أردا جولر.

وتعرض جولر لإصابة جديدة بعد استدعائه لمواجهة رايو فاييكانو في الجولة 12 من الدوري الإسباني، حيث أصيب بتمزق عضلي صغير في عضلات الفخذ، وسيغيب لمدة تقدر بحوالي شهر.

وأدت الانتكاسات التي تعرض لها جولر إلى توجيه أصابع اللوم إلى ميهيتش، والذي كان خلال فترة عمله على مدار سبع سنوات موضع إعجاب النادي.

وخلال الأسابيع الماضية، كانت التناقضات في الآراء بين الطبيب الكرواتي وأعضاء آخرين في الجهاز الطبي حول كيفية التعامل مع تعافي أردا جولر واضحة، وهو ما أدى إلى انكسار العلاقة بين الجميع فجأة.

على مدار مسيرته بالكامل في صفوف نادي فنربخشه التركي، غاب جولر عن إجمالي 130 يومًا خلال موسمي 2021-2021 و22-23.

وتنوعت إصابات جولر، التي وصلت إلى 5 إصابات، بين الجروح الشديدة، ورد الفعل الإجهادي للعظام، والإنفلونزا وإصابة في الركبة.

وهو ما يعني أن جولر لم يتعرض أبدًا لإصابة تبدو مزمنة يمكن أن تؤثر على مستقبله كما يحدث الآن منذ انتقاله إلى ريال مدريد.

في المقابل، فإن جولر سيغيب على الأقل عن ريال مدريد لمدة تصل إلى 122 يومًا، وهو ما يقترب من كل مدة غيابه عن فنربخشه بسبب الإصابات.

بعد آخر إصابة تعرض لها، أكد كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد أن جولر يشعر بالاكتئاب بسبب الانتكاسة التي تعرض لها.

وقال المدرب الإيطالي عن أردا جولر خلال واحد من المؤتمرات الصحفية: "لسوء الحظ تعرض لإصابة قبل مباراة براجا، الأمر ليس خطيرًا ولكن اللاعب يشعر بالاكتئاب لأنه يريد اللعب، إنها خطوة صغيرة إلى الوراء ولديه الوقت الكافي للتعافي منها، هو لاعب موهوب للغاية ومستقبله سيكون رائعًا رغم ما يحدث له الآن".

وأضاف:"الإصابة الأولى كانت عبارة عن تمزق في الغضروف المفصلي وخضع لعملية جراحية، وكما يحدث غالبًا يتغير وضع ساقك بعد هذه العمليات، ويمكن معاناة اللاعب من مشاكل عضلية خلال التعافي وهذا ما حدث له، هو يشعر بخيبة أمل لكنها مجرد مشكلة عضلية لا أكثر".

وتابع: "أنا شخصيًا لدي تجربة شخصية أجبرتني على التوقف لمدة عامين عندما كان عمري 21 سنة وعدت بعدها بشكل طبيعي".

ومن جانبه، كشف داني كارباخال، الظهير الأيمن لريال مدريد، وأحد قادة الفريق، عن نصيحته إلى أردا جولر بعد تكرار إصاباته.

وقال كارباخال عن نصائحه لجولر: "لقد تواصلت معه مؤخرًا وقمت بتشجيعه، أخبرته أن يكون هادئًا".

وأردف: "هذا هو ما يحصل عادة، في بعض الأحيان على الجسد أن يتأقلم بعض الشيء، لابد من فعل كل شيء في قوته ليعود أقوى".

وأضاف: "أتحدث عن ذلك من موضع خبرة، لقد أخبرته أنه ليس وحيدًا، وأنه ليس الوحيد الذي مر بهذه التجربة".

ديكو، المدير الرياضي الحالي لبرشلونة كان أكثر من حارب من أجل ضم جولر إلى الفريق الكتالوني، حيث كان يرى فيه جوهرة للمستقبل.

صحيفة "سبورت" الإسبانية كشفت في يوليو الماضي عن تفاصيل صادمة في خسارة برشلونة لصفقة التعاقد مع جولر، رغم الجهود الحثيثة التي بذلها ديكو، وسفره خصيصًا إلى تركيا لحسم الصفقة.

وحسب التقرير، فإن ديكو نجح بالفعل في إغلاق الاتفاق مع فنربخشه، مع منح جولر حرية البقاء في النادي التركي على سبيل الإعارة لمدة موسم، وهو الأمر الذي كان فنربخشه يرغب فيه بالفعل.

إلا أن المفاجأة المدوية، كانت عندما عقد ديكو اجتماعًا مع أردا جولر وحاشيته، حيث أبلغوا مدير برشلونة الرياضي بعدم رغبة اللاعب الشاب بالاستمرار في تركيا، وأنهم تجاهلوا أي اتفاق بين برشلونة وفنربخشه، مما أدى إلى توتر الأجواء بين الطرفين.

التقرير تحدث عن شعور ديكو بوجود مشاكل عميقة، لكنه وعد بالبحث عن حل عبر إعارة أردا جولر إلى فريق خارج تركيا إذا أعطى اللاعب موافقته للتوقيع مع برشلونة، على الرغم من أنه غادر الاجتماع مع شعور بخسارة المعركة إذا دخل فريق آخر في الصفقة.

وهو ما حدث بالفعل حيث تمكن ريال مدريد من استغلال الوضع وأبرم الاتفاق مع جولر وفنربخشه في غضون 24 ساعة فقط، ليشعر ديكو بأنه تمت خيانته في تركيا ولم يتمكن من عكس الوضع قبل إتمام النادي الملكي للصفقة.

من المؤكد أن الإصابات قضاء وقدر، لكن ماذا إذا وصل جولر إلى برشلونة بالفعل، ولم يتعرض إلى أي إصابة، وبدأ بالفعل في اللعب والتألق بألوان "البلوجرانا"؟

ألم يكن ذلك ليعطل ظهور لامين يامال مع الفريق الكتالوني؟ وحينها كان سيضطر اللاعب الشاب إما إلى الرحيل أو البحث عن الخروج على سبيل الإعارة من أجل إيجاد الفرصة، أو البقاء في فريق الشباب بالنادي الكتالوني.

ربما يكون برشلونة في هذا السيناريو هو المستفيد الأكبر في إخفاق إتمام التعاقد مع أردا جولر، حيث وفر "البلوجرانا" أموالًا كان يحتاجها بشدة وضعه الاقتصادي المعقد، ووجد كذلك نجمًا في أكاديميته يعوضه عن التركي الشاب.