"هدف الديربي لا يكفى".. إصلاح مانشستر يونايتد سيبدأ بعد التخلص من ماركوس راشفورد!

بعد حوالي 10 دقائق من تسجيل راشفورد، هدف المباراة الأول في ملعب الاتحاد، حظي بفرصة رائعة جديدة للتسجيل مجددًا بعد تمريرة من برونو فرنانديش، لكن لم ينجح ثم بعد مرر فرنانديش، الكرة لراشفورد مرة أخرى بتمريرة عرضية لكن النجم الإنجليزي أخطأ في تقدير الكرة وسقط بأرض الملعب.

وشوهد راشفورد، بعد ذلك وهو يشير إلى مقاعد البدلاء ويطلب الخروج على الرغم أنه كان بحالة جيدة للاستمرار، وكان غائبًا تمامًا في الشوط الثاني، وقرر تين هاج، خروجه قبل ربع ساعة من نهاية المباراة.

وأكد تين هاج، أن راشفورد لم يكن جاهزًا بنسبة "100٪؜" وأصر على أنه "أعطى كل شيء" للفريق، لكن مدافع ليفربول السابق ستيفن وارنوك، قال لسكاي سبورتس نيوز: "لقد بدا غير مهتم مرة أخرى كان الأمر كما لو أنه سجل هدفه وقال قمت بواجبي الآن، التتبع والعمل الجاد والقوة في الاستحواذ على الكرة لم تكن موجودة".

سجل راشفورد، ستة أهداف فقط في 33 مباراة مع اليونايتد بجميع المسابقات هذا الموسم، وتمت معاقبته مرتين داخليًا بسبب مخالفات الانضباط.

وقال راشفورد، لصحيفة "The Players' Tribune": "إذا شككت يومًا في التزامي مع يونايتد، فهذا هو الوقت الذي يجب أن أتحدث فيه الأمر أشبه بشخص يشكك في هويتي بالكامل، لقد نشأت هنا ولعبت لهذا النادي منذ أن كنت طفلًا، ورفضت عائلتي أموالًا كادت أن تغير حياتي وقررت أن ألعب لهذا النادي منذ أن كنت صغيرًا ويمكنني ارتداء هذه الشارة".

وأثارت تصريحات راشفورد، رد فعل قوى من روي كين، الذي كان منذ فترة طويلة أحد أشد مؤيدين نجم مانشستر يونايتد وقال أسطورة الشياطين الحمر لقناة "سكاي سبورتس" بعد الخسارة أمام السيتي: “لن أكون سعيدًا عندما أسمع عن التضحيات التي قدمها، والأموال التي رفضها، الكثير من المشجعين الذين يذهبون إلى المباريات أسبوعًا بعد أسبوع، يقولون نفس الشيء، لذلك ربما يتعين على ماركوس أن يفكر، وهناك بعض الأوقات التي يجب ألا تتجاهل فيها كلام الناس وتحتاج إلى إلقاء نظرة جيدة على نفسك".

ولا يحق لراشفورد، الحصول على معاملة خاصة بسبب ارتباطه الطويل بالنادي وهناك طريقة واحدة فقط لإثبات إخلاصه الدائم ليونايتد، وهو التألق فى الملعب باستمرار ويحق للجمهور والنقاد التعبير عن مخاوفهم فى ظل استمرار ظهور راشفورد، بعدم المبالاة وبدون المستوى ومعايير الجودة في أولد ترافورد.

في هذه المرحلة، يبدو من غير المرجح أن يصل راشفورد، إلى أعلى مستوياته مع اليونايتد لقد مر أكثر من ثماني سنوات منذ أن ظهر مع الفريق عندما كان مراهقًا، ولم يُظهر بعد المستوى المطلوب ليصبح لاعبًا من الطراز العالمي حقًا، على عكس بطل الديربي فيل فودين، البالغ من العمر 23 عامًا فقط.

ومن المحتمل أن يتنافس الثنائي على مكان أساسي في تشكيلة جاريث ساوثجيت، ببطولة أمم أوروبا 2024 هذا الصيف، وبدون تفكير يجب أن يلعب فودين، أساسيًا لمنتخب إنجلترا فى ظل مستواه الحالى، وربما تكون لديه فرصة قوية للفوز بالكرة الذهبية.

ويضم السيتي عدد كبير من النجوم مثل هالاند وكيفين دي بروينه ورودري، لكن فودين تفوق عليهم جميعًا هذا الموسم، وقال جوارديولا عند سؤاله عن أداء نجمه المميز: "إنه أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لقد كان دائمًا لاعبًا موهوبًا لكنه الآن أكثر نضجًا ويفهم اللعبة بشكل أكبر، خاصة فى النواحى الدفاعية".

ولا تعود الفجوة بين راشفورد وفودين، إلى المستوى الفني أو الذكاء الكروى فقط بل يتمتع فودين، بصفتين أساسيتين لا يمكن تعليمهما وهما الثقة بالنفس والدافع التنافسي، وكان ذلك واضحًا للجميع عندما سجل هدفه الثاني في مرمى يونايتد، حيث نجح في التقاط تمريرة من خوليان ألفاريز، داخل منطقة الجزاء وسجل بهدوء، على عكس راشفورد، الذى لا يسجل أهدافًا كهذه لأنه يفتقر إلى قوة العزيمة، ولا يمكن لتين هاج الاعتماد عليه لإحداث نفس التأثير الحاسم للشياطين الحمر.

لقد واجه فودين، وقتًا صعبًا مع مانشستر سيتي حيث لم يشارك بشكل منتظم تحت قيادة جوارديولا في الموسمين الماضيين، لكن مستواه واجتهاده لم ينخفضوا أبدًا.

بينما راشفورد، يشعر بأنه تم استهدافه بشكل غير عادل من وسائل الإعلام بعد أزمته الأخيرة في بلفاست وسفره وشربه الخمر مما أدى إلى استبعاده من مباراة كأس الاتحاد الإنجليزي ضد نيوبورت كاونتي.

وقال راشفورد: "لا يمكن أن يكون الأمر متعلقًا بي فقط، كشاب يبلغ من العمر 26 عامًا يقضي ليلة في الخارج، أو فتى يحصل على مخالفة موقف للسيارات يجب أن يتعلق الأمر بتكلفة سيارتي، أو تخمين راتبي الأسبوعي، أو مجوهراتي، أو حتى وشومي، يجب أن يكون الأمر متعلقًا بالتساؤل حول أخلاقي ومستقبلي الكروي وهذا لا يحدث مع جميع لاعبي كرة القدم".

إن لعب راشفورد، دور الضحية أسهل طريقة لتبرير مستواه الكارثى مع اليونايتد خلال الأشهر الثمانية الماضية، وإذا كان يضغط على نفسه ويعمل بجد لإصلاح نقاط ضعفه لن يكون لدى أحد أي شيء ليقوله لكن الانتقادات ستستمر حتى يبدأ في الاعتراف بالخطأ الذي يرتكبه.

واصل راشفورد، تصريحاته قائلًا :"نعلم جميعًا أن هذا النادي كان يمر بمرحلة انتقالية في المواسم الماضية ولكن أريد المزيد من الإنسانية والطاقة الإيجابية وأعرف ما يمكن أن تفعله هذه الأجواء، لأننى واصلت المضي قدمًا حتى فى أسوأ لحظاتي".

وأصر راشفورد، على أن يونايتد "سيعود إلى حيث ينتمى"، ولكن من الصعب أن نرى هذا التوقع يتحقق إذا استمر هو مع الفريق فلماذا يطلب من المشجعين إظهار "طاقة إيجابية" وهو لا يحافظ على القيم الأساسية للنادي؟.

ورغم التفاؤل الأخير في أولد ترافورد بعد استحواذ السير جيم راتكليف، على أسهم فى النادى وتولى ملف كرة القدم لم يساعد ذلك راشفورد، على تقديم أداء أفضل والحقيقة أنه لا يظهر إلا عندما تسير الأمور بشكل جيد، لقد تهرب من المسؤولية وسط التراجع الصادم للشياطين الحمر.

إنها عقلية سامة ظهرت بشكل متكرر من لاعبي يونايتد في حقبة ما بعد السير أليكس فيرجسون، ويجب القضاء عليها إذا أرادوا البدء في سد الفجوة مع السيتي.

أدى شراء السير جيم راتكليف، لأسهم في مانشستر يونايتد إلى إحياء الأمل بين الجماهير المتعطشة للنجاح، وسيتم إجراء تغييرات كبيرة هذا الصيف ومن المؤكد أن تين هاج، سيكون أول الراحلين بعد أن أضاع فرصته نتيجة الهزائم المتتالية الأخيرة للفريق.

وبعد الهزائم المتتالية أمام فولهام والسيتي، تلاشت فرص اليونايتد في التأهل لدوري أبطال أوروبا بالموسم القادم ولن ينقذ النجاح في كأس الاتحاد الإنجليزي حتى الآن المدرب الهولندي، وإذا رحل فسوف يخسر راشفورد أكبر مؤيد له.

وأفيد أن النادي سيفكر فى بيع راشفورد، إذا جاء عرضًا مناسبًا وقد كان باريس سان جيرمان مهتمًا بضم النجم الإنجليزى سابقًا، وإذا كان ماركوس يريد الاستمرار مع الشياكين الحمر بالموسم الجديد يجب عليه تغيير طريقة تفكيره الحالية ورفع مستواه، أو البقاء كما هو وكتابة نهاية حزينة لمسيرته مع اليونايتد.