جاءت إصابة إيدير ميليتاو لتضع المدرب تشابي ألونسو أمام اختبار الواقع القاسي، وتجبره على اللجوء إلى "الخيار المستبعد" أنطونيو روديجر.
حصل روديجر على "استراحة محارب" ضرورية خطط لها تشابي ألونسو بعناية، فالمدافع الألماني، الذي عاد لتوه من غياب طويل بسبب إصابة في العضلة الخلفية، خاض اختباراً بدنياً قاسياً بلعب 180 دقيقة كاملة في مباراتين متتاليتين ضد جيرونا وبيلباو خلال أربعة أيام فقط.
كان الهدف واضحاً: حماية العائد من الانتكاسة وتجهيزه ليكون في قمة عنفوانه البدني لإيقاف إرلينج هالاند في المواجهة المرتقبة.
لكن إصابة ميليتاو المبكرة بعثرت الأوراق، وأجبرت ألونسو على الدفع بروديجر إلى الميدان، ما يهدد بدخوله المعركة الكبرى أمام هالاند بجسد منهك وحمل بدني زائد، وهو السيناريو الذي قد يمنح المهاجم النرويجي الأفضلية التي طالما بحث عنها لفك عقدته أمام مدافع ريال مدريد.
بدأت القصة في نصف نهائي دوري الأبطال 2023، حيث نجح روديجر في تحييد هالاند بذهاب "البرنابيو"، وحتى في ليلة سقوط الريال برباعية في الإياب، فشل هالاند في التسجيل، رغم أن روديجر شارك كبديل ولم يبدأ المباراة.
تعززت العقدة في ربع نهائي 2024، حيث فرض روديجر حصاراً خانقاً على هالاند ذهاباً وإياباً، ليخرج النرويجي "صفري اليدين" في المباراتين.
وجاء الدليل القاطع في مواجهة 2025 بالملحق المؤهل لثمن النهائي؛ إذ استغل هالاند غياب روديجر للإصابة ليسجل هدفين، قبل أن يغيب في مواجهة الإياب للإصابة، مع عودة "الوحش" الألماني للتشكيل الأساسي.
بلا شك سيناريو المواجهة سيسعد هالاند كثيرًا، كما سيسعد أكثر مدربه بيب جوارديولا، الذي لاحظ الكثير من الثغرات في الغريم الملكي، قبل المواجهة المرتقبة.