Newcastle transfer woes_2_1(C)GOAL

ضريبة اللعب مع الكبار .. ميركاتو بعنوان "الجميع يرفض نيوكاسل يونايتد" وإيزاك يكتب نهاية المشروع

منذ قيام صندوق الاستثمار السعودي بشراء نادي نيوكاسل يونايتد في 2021، كانت الرؤية واضحة والطموح يزداد يومًا بعض الآخر، بأن فريقهم أصبح قريبًا من مناطحة عمالقة البريميرليج، ولكن بعد أكثر من 4 سنوات من هذا التاريخ، يبدو أن كل ذلك تبخر!

خلال هذه الفترة الماجبايز تطوروا بشكل كبير، جلبوا عناصر مميزة مثل ألكساندر إيزاك وساندرو تونالي وبرونو جيمارايش وأنتوني جوردون، وعاد مرة أخرى للظهور في دوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي سيظهر فيها للموسم الجديد.

لم يتوقف الأمر عند ذلك، فريق المدرب إيدي هاو حقق إنجازًا تاريخيًا الموسم الماضي، بتحقيق أول بطولة للنادي منذ 70 عامًا، بعد الفوز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية للمحترفين "كاراباو كب" على حساب ليفربول في النهائي.

إذن .. الفريق صعد أخيرًا إلى منصة البطولات ومتواجد في دوري أبطال أوروبا، فلماذا لا يقبل عليه كبار النجوم وينضمون بلا تردد؟

  • Crystal Palace v Liverpool - 2025 FA Community ShieldGetty Images Sport

    الجميع يرفض نيوكاسل

    موسم الانتقالات الصيفي كان محبطًا وبمثابة الكابوس على عشاق الماكبايز بكل تأكيد، النادي تم رفضه من العديد من اللاعبين، وظهر الأغلبية في حالة من التردد تجاه فكرة العمل مع إيدي هاو، رغم الجودة التي يتمتع بها في الدوري الإنجليزي وقدرته على تطوير اللاعبين مثلما فعل مع إيزاك وجوردون وبرونو جيمارايش وغيرهم.

    الحارس جيمس ترافورد رفض الانتقال إلى نيوكاسل وانضم لمانشستر سيتي، دين هويسن لم يهتم كثيرًا بعرضهم وقرر مطاردة أحلامه في ريال مدريد، ومارك جيهي لم يجد المشروع مثيرًا بالشكل الكافي لينتظر ليفربول.

    جواو بيدرو كذلك ذهب إلى تشيلسي رغم الشكوك حول إمكانية لعبه كأساسي وسط العدد الضخم من الصفقات، وبريان مبويمو قرر الانضمام لمانشستر يونايتد الذي لا يلعب في دوري أبطال أوروبا ويعاني بشدة على كل المستويات.

    محمد قدوس اختار توتنهام الذي لا يختلف حاله كثيرًا عن يونايتد وإن كان متواجدًا في دوري الأبطال، والصدمة الأكبر كانت مع هوجو إيكيتيكي، المهاجم الفرنسي الذي اقترب منه نيوكاسل بشكل كبير، قبل أن يظهر ليفربول "من اللاشيء" بعرض مالي أقوى مستغلًا اسمه لخطف الصفقة.

    حتى ليام ديلاب اختار دكة تشيلسي على حساب نيوكاسل، وأخيرًا بنجامين شيشكو، النادي الإنجليزي اقترب منه كثيرًا ودخل في مفاوضات مكثفة مع لايبزيج، ليتكرر سيناريو إيكيتيكي، وينضم السلوفيني إلى مانشستر يونايتد، تمامًا مثلما فعل البرازيلي ماتيوس كونيا.

    الاستثناء الوحيد كان آرون رامسديل، الحارس الإنجليزي القادم من ساوثامبتون، والسويدي أنتوني إيلانجا القادم من نوتنجهام فورست هذا الصيف.

    إيزاك نفسه الذي يعتبر اللاعب الأهم في مشروع نيوكاسل، رغم كل المحاولات لإقناعه بالتوقيع على عقد جديد ورفع راتبه، يرفض السويدي كل ذلك ويرغب في الهرب من النادي بأقرب فرصة ممكنة، وامتنع عن التواجد ببداية الفترة التحضيرية، ولا يزال مصممًا على الرحيل حتى الآن والانتقال إلى ليفربول، رغم أن الريدز توقفوا من الأساس عن الضغط لجلبه إلى ملعب أنفيلد.

  • إعلان
  • Cunha Mbeumo SeskoGetty

    ضريبة اللعب مع الكبار

    لو قمنا بالتدقيق بشكل أكبر في الأهداف التي خسرها نيوكاسل، سنجد أنه فقدها أمام عمالقة في الدوري الإنجليزي مثل مانشستر سيتي ويونايتد وليفربول وتشيلسي، بالإضافة إلى العملاق الإسباني ريال مدريد، وهي أندية تتفوق على الماكبايز في التاريخ والإرث الكروي، وكذلك القاعدة الجماهيرية والشعبية في مختلف أنحاء العالم.

    ولذلك من الطبيعي أن ينضم هؤلاء النجوم إلى فرق أعرق، خاصة وأن المشروعات المماثلة لنيوكاسل يونايتد تخضع للكثير من التشكيك، ويمكن فشلها في أي وقت لنجد الفريق يعود للمنافسة على الهبوط مرة أخرى.

    المنطقي لأي لاعب ألا يخاطر بمستقبله ويبحث عن الاستقرار، والتواجد مع مانشستر يونايتد وتشيلسي رغم تعثرهما، يحمل مجازفة أقل، لأن إمكانية عودتهما واردة بسبب الحالة المالية الجيدة واسم النادي الذي يجلب كبار النجوم مهما كانت الحالة والمركز المتأخر في البريميرليج، لاسيما أن البلوز عادوا باللفعل بالحصول على دوري المؤتمر وكأس العالم للأندية.

    ولكن .. كرة القدم الحديثة علمتنا أن الأموال يمكنها فعل أي شيء، وربما يمتلك نيوكاسل قدرة مالية أعلى من كل هؤلاء باستثناء مانشستر سيتي، ومع ذلك، لا يمكن استخدام هذه القوة في البريميرليج، بسبب قواعد اللعب المالي النظيف، وعدم دخول الأرباح اللازمة لإحداث الموازنة.

    وهذا الأمر يعود ببساطة للإيرادات القادمة من حقوق البث التلفزيوني وأرباح القمصان، والأمور الأخرى التي يأتي فيها نيوكاسل خلف كل هؤلاء، مما يمنع ملاك النادي من ضخ الأموال بالشكل اللازم.

    وبالنظر إلى فاتورة الأجور في نيوكاسل سنجد الدليل أن أعلى اللاعبين أجرًا هو برونو جيمارايش "160 ألف جنيه استرليني أسبوعيًا" وبعده أنتوني جوردون وجويلنتون 150 ألفًا، ثم إيزاك 120 ألف استرليني في الأسبوع.

    مانشستر يونايتد لديه 7 لاعبين يحصلون على رواتب أعلى من جيمارايش وهم : كاسيميرو "350 ألفًا" ومن بعده برونو فيرنانديش، ميسون ماونت، جادون سانشو، ماتايس دي ليخت، هاري ماجواير وماتيوس كونيا.

    نيوكاسل يمكنه مضاهاة هذه الرواتب، ولكن النادي لا يستطيع الإنفاق بالشكل الكافي بسبب ضغوط اللعب المالي النظيف، وكان بحاجة إلى البيع الصيف الماضي لتفادي أي عقوبة محتملة.

  • Alexander-IsakGetty Images

    احذروا من نهاية المشروع

    النادي الآن في ورطة، وبوضع لا يُحسد عليه بعدما تحول إلى أضحوكة سوق الانتقالات، الجميع يرفض ويقول لا، رغم الطموح الذي يُظهره الماكبايز لمناطحة الكبار والتقدم بعروض مماثلة لما يقومون بعرضه.

    ولكن الوضع يمكن إنقاذه، ربما حان الوقت للرجوع إلى الماضي قليلًا، عندما قام النادي بالتفكير خارج الصندوق والتعاقد مع لاعبين لا توجد منافسة شرسة عليهم من الكبار.

    لم يكن أي من الكبار يريد إيزاك بشكل جدي، باستثناء آرسنال الذي اعتقد أنه لم يستحق سعره، نفس الأمر لساندرو تونالي وبرونو جيمارايش، ولا توجد مشكلة في تكرار ذلك مرة أخرى.

    نيوكاسل يبدو أنه يفعل ذلك الآن، بعدما اتفق على ضم جاكوب رامزي من أستون فيلا مقابل 40 مليون جنيه استرليني، ولا يزال بإمكانه البحث عن خيارات أخرى ليست مراقبة من الكبار، مثل نيكولاس جاكسون "رغم التحفظات عليه" ويوان ويسا وأولي واتكينز.

    والأهم من كل ذلك، الحفاظ على إيزاك، يجب أن يكمل النادي المعركة حتى النهاية، ويستغل حقيقة أن اللاعب يتبقى 3 سنوات على عقده مع نيوكاسل، ولا يوجد ما يجبر الماجبايز على بيعه.

    السويدي سيخشى التجميد وعدم اللعب، خاصة وأننا على بعد عام من كأس العالم 2026، لذلك يجب الجلوس على طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل للبقاء مع ارتفاع ملحوظ في الراتب.

    خسارة إيزاك ستكون نهاية مشروع إيدي هاو، هذا أمر مفروغ منه لعدم وجود أي بديل يمكنه سد الفراغ الذي سيتركه، وإقناعه برفض ليفربول أو أي فريق آخر يعتبر ضرورة قصوى.

    ما يجب فعله هو البناء من حول إيزاك، وإضافة بعض العناصر المميزة بغض النظر عن اسمها، مع القيام بشيء مختلف في موسم 2025/2026 بالمنافسة على الدوري الإنجليزي أو الوصول لمراحل متقدمة بدوري الأبطال، حتى نرى النجوم يقولون "نعم" لنيوكاسل في الصيف القادم!