ضحية نيمار وجراحة سالم الدوسري قبل مونديال الأندية .. ميركاتو الفيفا الاستثنائي "ورطة" تضع الهلال في خيارين أحلاهما مرّ!

ورغم أنه يجد صعوبة في الحفاظ على نظافة شباكه هذا الموسم، بعدما حقق 2 "كلين شيت" فقط في 11 مباراة بدوري روشن السعودي، مقابل استقباله 14 هدفًا، إلا أن المغربي ياسين بونو، لا يزال الحارس المرمى الأساسي الذي لا غنى عنه في صفوف الهلال.

السؤال هو "من بديل بونو؟"، والذي لم يتمكن الحارس الشاب محمد الربيعي، من الإجابة عليه في الملعب، بعدما بدا معانيًا من التردد، خلال مشاركاته في 4 مباريات مع الهلال، هذا الموسم، ليدفع ثمن بقائه طويلًا على مقاعد البدلاء، وكونه الحارس الثالث في كتيبة جيسوس.

وفي هذا السياق، يمكن للهلال أن يوجه الشكر إلى المدير الفني للمنتخب السعودي، هيرفي رينارد، الذي قرر استدعاء محمد العويس، لقائمة الأخضر في كأس الخليج، ومنحه فرصة اللعب في مباراة اليمن بالجولة الثانية، رغم تصريح الفرنسي بأن العويس عاد للتدريبات قبل أيام فقط، بعد معاناته من إصابة الظهر، التي جعلته لم يشارك سوى في مباراة واحدة مع الهلال هذا الموسم، وهذا الأمر الذي علّق عليه أسطورة الكرة العمانية، علي الحبسي، بأن المنتخب يجهز العويس للهلال، رغم أن العكس هو المفترض.

وبات المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي، هو الاسم الأكثر لغطًا بشأن اللاعب المتوقع رحيلهم عن الهلال، في ظل تمسك جورج جيسوس باللاعب علي البليهي، الذي يعد محل جدل كبير هذا الموسم، فبينما يتمتع بالجرأة والمباغتة بأهداف حاسمة في الدقائق الأخيرة، إلا أن بطء تراجعه للخلف إزاء الكرات المرتدة، وارتكابه أخطاء مؤثرة، جعلاه مُطالبًا من قِبل الجماهير بالرحيل عن قلعة الزعيم، فيما ذكرت تقارير بأن الإدارة الهلالية عرضت على البليهي تجديد عقده، الذي ينتهي في الصيف، لموسم جديد.

وبات حسان تمبكتي، مطلبًا جماهيريًا بالاعتماد عليه بشكل أساسي، سواءً في الهلال أو المنتخب السعودي، حيث يتمتع المدافع بقدرته على قطع التسديدات والتدخل في الوقت المناسب، ما يعني بأن الهلال إذا أراد التعاقد مع قلب دفاع جديد، فليس أمامه سوى التضحية بكوليبالي.

إذا نظرنا إلى مركز الظهير الأيسر، فإن الهلال لا يحتاج إلى تدعيمات، في ظل وجود البرازيلي رينان لودي الذي يقدم مستويات متميزة منذ بداية الموسم، وكذلك متعب الحربي، الذي يعد بديله الأول، ومن ثم ياسر الشهراني، رغم تراجع مستوياته في الفترة الأخيرة، إلا أن خبرته أهلته للتواجد مع الأخضر في كأس خليجي زين 26، قبل إصابته في مباراة البحرين واستبعاده من المعسكر.

أما عن الظهير الأيمن، فإنه رغم تواجد حمد اليامي، إلا أن الواقع يقول إن الفريق لا يملك سوى البرتغالي جواو كانسيلو، دون التقليل - بالطبع - من اليامي، ولكن مدرب الهلال يأبى أن يمنح الفرصة سوى لظهير برشلونة السابق، لدرجة أنه انفعل على جيسوس، خلال مباراة الاتفاق، لرفضه إخراجه خلال اللقاء، رغم معاناته من ألم البطن، وهذا يعني أنه في حالة تعذر مشاركة كانسيلو لأي سبب، فإنه سيسبب أزمة كبيرة للفريق في جبهته اليمنى.

في ظل وجود ثنائي الوسط، روبن نيفيش وسيرجي سافيتش، لا خوف على الهلال، ولكن ما إن تعرض نيفيش للإصابة، حتى عانى الفريق من فجوة لم يقدر ناصر الدوسري أو محمد كنو على سدّها، وخاصة كنو الذي بات محل انتقادات بسبب أخطائه في بناء الهجمة، ناهيك عن تسديداته خارج المنطقة، التي لم تعد تتسم بالدقة مثل السابق.

ولكن إن قلنا هناك أسماء ثابتة يصعب تغييرها في الهلال، على الأقل في فترة ما قبل كأس العالم للأندية، فإن كنو سيكون أحدهم مثل البليهي، إلا أن لاعب وسط الهلال يحتاج لتجديد عقده الذي سينتهي في الصيف المُقبل.

لا غنى عن القائد سالم الدوسري، هذه الحقيقة الواقعة، صاحب الأهداف ذات اللمسة الإبداعية، ولكن إصابته التي تعرض لها في مباراة الرائد، قبل مشاركته في كأس الخليج، تعد مصدر قلق بشأن إمكانية غيابه عن الأزرق خلال الفترة المُقبلة.

وبعد أن أعلن الهلال عن إصابة سالم الدوسري بكسور في الوجه، قرر الفرنسيي هيرفي رينارد، ضمه للأخضر في كأس الخليج، بناءً على طلبه، بل وجعله يلعب المباراة الأولى أمام البحرين، رغم خطورة تضاعف إصابته، كونه لاعبًا مؤثرًا، وهو ما أثبته بالفعل في الميدان.

ورغم ذلك، إلا أن الإعلامي عبد الرحمن الجماز، كشف عن تفاصيل صادمة حول الدوسري، مؤكدًا أنه سيحتاج للتدخل الجراحي في الفك، خلال بضعة أشهر، حيث يعاني من عدم تناول طعامه بشكل جيد.

وفي حالة غياب سالم الدوسري، فإن الحل أمام جيسوس، هو قيد البرازيلي نيمار جونيور، في الشتوية، بعد عودته من الإصابة، أو تجربة خالد الغنام، المُعار للهلال من الاتفاق، والذي سيصبح أمام تحدٍ لإثبات ذاته، علمًا بأنه لم يشارك سوى في 146 دقيقة، عبر 6 مباريات.

أما عن الجناح الأيمن، فإن الخيار أمام جيسوس هو الاستعانة بالبرازيلي مالكوم، أحد الأسلحة الأساسية في كتيبة جيسوس، أو محمد القحطاني، الذي قرر البرتغالي منحه عدد دقائق أكبر هذا الموسم، لإعطائه الثقة، بعد رحيل البرازيلي ميشايل ديلجادو في الصيف.

GOAL

رغم غيابه عن التسجيل في آخر مباراتين في دوري روشن، إلا أنه لا يمكن تخيل هجوم الهلال بدون الصربي أليكساندر ميتروفيتش، الهداف الفتّاك، الذي سجل 20 هدفًا وصنع 3 تمريرات حاسمة في 23 مباراة بجميع المسابقات، هذا الموسم.

ويمكن القول إن البرازيلي الشاب ماركوس ليوناردو، كان صفقة ناجحة في الهلال، بعدما بات مصدر ثقة لدى جيسوس، للعب كمهاجم مع ميتروفيتش، أو خلف المهاجم، ما يجعل الفريق ليس بحاجة لضم رأس حربة عالمي، في الفترة المُقبلة، إلا أنه قد يحتاج للاعب محلي ليصبح بديلًا هجوميًا، في ظل اعتماد جيسوس على منح أدوار للحمدان، تقوم على صناعة الفرص أكثر من التسجيل.

ولكن، رغم تألق ليوناردو، فإنه قد يصبح أزمة جديدة لقائمة الأجانب في الهلال، حيث سيصبح سنه 22 عامًا، في مايو المُقبل، ما يعني خروجه من قائمة المواليد في الموسم الجديد.

ويمتلك الهلال 10 لاعبين أجانب، منهم لاعب واحد تحت 21 عامًا، الأمر الذي دفع الإدارة لاستبعاد نيمار من قائمة المسابقات المحلية مع بداية الموسم، بسبب الإصابة، إلا أن الخيار الأقرب للزعيم هو إعادته للقائمة المحلية، في الشتوية، حتى لا يعرّض الهلال نفسه لخطر إنهاء نيمار لعقده لسبب مشروع.

ووفق قانون اتحاد الكرة، بضرورة قيد 8 محترفين أجانب فقط فوق السن، ولاعبين تحت 21 عامًا، في قوائم أندية دوري روشن، فإن عودة نيمار تعني ضرورة الاستغناء عن أجنبي آخر، ليصبح الخيار الأول هو المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي، الذي قد يجد مشاركته مع الهلال مقتصرة على المشاركة الآسيوية، خاصة وأن الفريق قد يجد غايته في مدافع محلي متألق في دوري روشن.

وقد يصبح الهلال بحاجة للتعاقد مع أجنبي جديد في الشتوية بالفعل، ولكن الخيار الأفضل هو ضم أجنبي "مواليد"، إما ظهير أيمن أو محور وسط أو جناح أيمن، وذلك لأن الوافد الجديد للهلال يجب أن يعي بأنه سيكون بديلًا للقائمة الموجودة.

ويجب على الهلال ألا يفكر في تأجيل الصفقات الكبرى إلى الفترة الاستثنائية قبل كأس العالم للأندية، فإن كانت الإدارة مضطرة لجلب اسم كبير، سواءً عالميًا أو محليًا، يجب أن يكون في الفترة الشتوية، حتى يدخل في أجواء الفريق الذي يحارب في ثلاث جبهات، بين الدوري وكأس الملك والنخبة الآسيوية، مع ترك الفترة الاستثنائية للتعاقدات الاضطرارية، التي قد لا تحتاج لأسماء كبيرة، ولكن لاعبين قادرين على تقوية دكة البدلاء قبل الحدث العالمي.

أما في حالة تدعيم الهلال لصفوفه بأكثر من 10 أجانب، دون اعتبارات السن، للمشاركة في مونديال الأندية، فإن انتظار الفترة الاستثنائية لضم أسماء كبرى سيعد "مجازفة"، لعدم ضمان موافقة الأندية الكبرى على نقل نجومها، حتى ولو على سبيل الإعارة، أو عدم مشاركة تلك الأندية في كأس العالم، كما أن انضمام نجم كبير سيحتاج للانسجام مع المجموعة، ما يعني أفضلية التعاقد معه في يناير، والذي سيمثل مخاطرة جديدة، حيث سيضع جيسوس في حيرة بين اختيار قائمة الأجانب في المسابقات المحلية خلال الدور الثاني من الموسم.