لم يتوقّف تأثير الفوز على بالميراس عند حدود النقاط الثلاث؛ فبعد صافرة النهاية، حظي نيمار بتحية صاخبة من جماهير سانتوس التي امتلأت مدرجاتها بمشاعر الفخر والامتنان.
ورغم تراجع مستواه الواضح في السنوات الأخيرة، لا يزال النجم البرازيلي يمتلك شعبية جارفة داخل النادي الذي شكّل مهد انطلاقته وصناعة اسمه.
الهتافات التي رافقته وهو يغادر الملعب لم تكن مجرد تشجيع، بل كانت رسالة دعم خالصة للاعب تدرك جماهيره أنه يعيش واحدة من أصعب مراحل مسيرته، ويحاول الوقوف مجددًا على قدميه وسط ضباب المستقبل.
هذا المستقبل يبدو حتى الآن مفتوحًا على كل الاحتمالات، فعقد نيمار مع سانتوس ينتهي بنهاية العام الجاري، ولم يُحسم بعد ما إذا كان سيستمر مع الفريق، أم سيخوض تجربة جديدة قد تقوده إلى الدوري الأميركي أو أي وجهة أخرى قد تمنحه نهاية مسيرة أكثر هدوءًا.
ورغم أنه بلغ الثالثة والثلاثين، إلا أن نيمار ما زال يُعامل كنجم الصف الأول في عالم كرة القدم، فهو صاحب أغلى صفقة انتقال في التاريخ عندما غادر برشلونة إلى باريس سان جيرمان عام 2017، وهي الصفقة التي غيّرت معادلة السوق الكروية بالكامل.
لكن السنوات التالية في باريس ثم الهلال السعودي حملت معها سلسلة من الإصابات التي أعاقت مسيرته وحرمت الجماهير من متعة مشاهدة أفضل نسخة منه.
ورغم كل الإحباطات، جاء قرار العودة إلى سانتوس مطلع هذا العام ليمنح نيمار فرصة جديدة لإعادة اكتشاف ذاته، للعب دون ضوضاء الأندية العملاقة، وللبحث عن ذلك الشعور الذي جعله يومًا أحد أكثر لاعبي العالم إبداعًا وإثارة.
ومع اقتراب كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يحمل نيمار حُلمًا لا يريد التخلّي عنه: انتزاع مكانه في قائمة المدرب كارلو أنشيلوتي، ويدرك أن المهمة ليست سهلة، وأن اسمه وحده لم يعد يكفي، لكنه يؤمن بأن استعادة جزء من بريقه قد تعيد فتح أبواب المنتخب أمامه مجددًا.