neymar GFX GOAL ONLYAI gfx GOAL ONLY

بكاء "فريد من نوعه" وهروب من الهبوط .. نيمار "المضغوط" يطرق باب العودة الكبير مع سانتوس!

في ليلة لن تُنسى على ملعب "فيلا بيلاميرو"، استعاد نيمار دا سيلفا بريقه القديم وتقمّص شخصية البطل الذي انتظره عشاق سانتوس طويلاً. 

ولم يكن الفوز بهدف قاتل على بالميراس مجرد ثلاث نقاط في صراع البقاء؛ بل كان لحظة تحوّل، وعودة روح، وانبعاث نجم رفض الاستسلام لسنوات من التراجع والإصابات والضغوط.

الانتصار بهدف دون رد رفع رصيد سانتوس إلى 36 نقطة في المركز السادس عشر، بفارق نقطة وحيدة عن مراكز الهبوط، إذ يتبقى في الموسم 5 جولات حتى نهايته، كما أفقد بالميراس صدارة الترتيب لصالح فلامنجو الذي انفرد بها مستغلًا تعثر منافسه المباشر.

  • فوز في وقت قاتل لسانتوس

    مع اقتراب دقائق النهاية، وكانت النتيجة تُشير إلى التعادل السلبي، بدا سانتوس وكأنه سيكتفي بنقطة ثمينة أمام المتصدر السابق، وانكمش الفريق للدفاع، وظهرت علامات الإرهاق على لاعبيه، بينما بدا بالميراس عاجزًا رغم محاولاته المتكررة.

    هنا جاءت اللحظة التي غيّرت كل شيء، وفي الدقيقة 87، البديل الأرجنتيني بنجامين رولهايزار، الذي لم يمضِ على دخوله سوى ثلاث دقائق، يتسلّم كرة داخل المنطقة ويسدد الكرة التي لا تُصدّ ولا تُرد، تسكن شباك بالميراس في لقطة درامية فجّرت الملعب.

  • إعلان
  • دموع نيمار تكشف حجم الضغوط

    مع استعدادات منتخب البرازيل للمشاركة في كأس العالم 2026، تزداد الضغوط على نيمار بشكل كبير، سواء من وسائل الإعلام البرازيلية أو الجماهير.

    الجميع يُريد أن يرى نيمار مرة أخرى بألوان منتخب بلاده، ولكن الإصابات كانت هي المانع الأساسي خلال الفترة الماضية.

    وفي اللحظة التي اشتعلت الاحتفالات في الجماهير بالانتصار على بالميراس المتصدر، كان نيمار يتجه إلى دكة البدلاء قبل أن ينهار باكيًا بعد صافرة النهاية، ولم يكن الهدف باسمه، لكنه كان انتصارًا لرغبته في أن يبقى سانتوس بين الكبار.

    وبقدر ما كان الهدف مهمًا للفريق، بدا تأثيره أكبر على نيمار شخصيًا، فقصة النجم البرازيلي لم تعد مجرد مسيرة لاعب يبحث عن مستواه؛ بل تحولت إلى ملحمة عاطفية بين ابن النادي وجماهيره التي لا تزال تضع فيه الأمل الكبير للاستمرار في الدوري البرازيلي وعدم الهبوط.

  • Santos v Fortaleza - Brasileirao 2025Getty Images Sport

    لم تكن المرة الأولى التي يبكي فيها نيمار

    دموع نيمار أمام بالميراس فجر اليوم الأحد لم تكن هي الأولى داخل الملاعب، حيث حدث هذا الأمر أكثر من من قبل مع المنتخب البرازيلي، وواحدة مع سانتوس.

    المرة الأولى بعدما قاد نيمار منتخب البرازيل للفوز على كوستاريكا في كأس العالم 2018 بهدف دون رد، بالجولة الثاية ضمن منافسات دور المجموعات.

    وفي المرتين الثانية والثالثة، في كأس العالم 2022، حينما تعرض للإصابة في مباراة صربيا، وعندما خسر منتخب البرازيل بركلات الترجيح أمام كرواتيا في ربع نهائي كأس العالم قطر 2022، حيث انهار نيمار ودخل في نوبة بكاء، حاول وقتها داني ألفيش أن يواسيه دون جدوى.

    ومرة أخرى بكى فيها نيمار بعد خسارة نهائي كوبا أمريكا 2021 على يد الأرجنتين، حيث دخل في نوبة بكاء، ولكنه هنأ صديقه ليونيل ميسي باللقب.

    كما بكى نيمار بعد الهزيمة الكبيرة التي تعرض لها مع سانتوس ضد فاسكو دي جاما في الدوري البرازيلي بسداسية دون رد.

    ولكن البكاء هذه المرة كان بعد انتصار، والهروب من مراكز الهبوط في الدوري البرازيلي، في رحلة البقاء بالدوري.

  • نيمار ورحلة العودة إلى البرازيل

    لم يتوقّف تأثير الفوز على بالميراس عند حدود النقاط الثلاث؛ فبعد صافرة النهاية، حظي نيمار بتحية صاخبة من جماهير سانتوس التي امتلأت مدرجاتها بمشاعر الفخر والامتنان.

    ورغم تراجع مستواه الواضح في السنوات الأخيرة، لا يزال النجم البرازيلي يمتلك شعبية جارفة داخل النادي الذي شكّل مهد انطلاقته وصناعة اسمه.

    الهتافات التي رافقته وهو يغادر الملعب لم تكن مجرد تشجيع، بل كانت رسالة دعم خالصة للاعب تدرك جماهيره أنه يعيش واحدة من أصعب مراحل مسيرته، ويحاول الوقوف مجددًا على قدميه وسط ضباب المستقبل.

    هذا المستقبل يبدو حتى الآن مفتوحًا على كل الاحتمالات، فعقد نيمار مع سانتوس ينتهي بنهاية العام الجاري، ولم يُحسم بعد ما إذا كان سيستمر مع الفريق، أم سيخوض تجربة جديدة قد تقوده إلى الدوري الأميركي أو أي وجهة أخرى قد تمنحه نهاية مسيرة أكثر هدوءًا.

    ورغم أنه بلغ الثالثة والثلاثين، إلا أن نيمار ما زال يُعامل كنجم الصف الأول في عالم كرة القدم، فهو صاحب أغلى صفقة انتقال في التاريخ عندما غادر برشلونة إلى باريس سان جيرمان عام 2017، وهي الصفقة التي غيّرت معادلة السوق الكروية بالكامل.

     لكن السنوات التالية في باريس ثم الهلال السعودي حملت معها سلسلة من الإصابات التي أعاقت مسيرته وحرمت الجماهير من متعة مشاهدة أفضل نسخة منه.

    ورغم كل الإحباطات، جاء قرار العودة إلى سانتوس مطلع هذا العام ليمنح نيمار فرصة جديدة لإعادة اكتشاف ذاته، للعب دون ضوضاء الأندية العملاقة، وللبحث عن ذلك الشعور الذي جعله يومًا أحد أكثر لاعبي العالم إبداعًا وإثارة.

    ومع اقتراب كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يحمل نيمار حُلمًا لا يريد التخلّي عنه: انتزاع مكانه في قائمة المدرب كارلو أنشيلوتي، ويدرك أن المهمة ليست سهلة، وأن اسمه وحده لم يعد يكفي، لكنه يؤمن بأن استعادة جزء من بريقه قد تعيد فتح أبواب المنتخب أمامه مجددًا.

  • Santos v Palmeiras - Brasileirao 2025Getty Images Sport

    نيمار يبدأ في التعديل من نفسه

    خلال الفترة الماضية، شهدت انتشار بعض الأخبار عبر وسائل الإعلام البرازيلية، التي أكدت على أن نيمار يُعامل زملائه بشكل غير جيد.

    هذا بالإضافة إلى أن اللاعبين كانوا ينتظرون منه تقديم إضافة أكبر من التي يقدمها حاليًا، خاصة وأنه لعب لأكبر الأندية الأوروبية، سواء برشلونة أو باريس سان جيرمان.

    وفي نفس الوقت اعترض نيمار بشكل غاضب على تغييره خلال مباراة سانتوس الأخيرة ضد فلامنجو، ليواصل مسلسل إثارة الجدل مع فريقه، ولكن يبدو أنه بدأ التغيير من نفسه، وقدم مستوى جيد أمام بالميراس.

    نيمار كان أحد نجوم مواجهة بالميراس، إن لم يكن هو نجمها الأول بعد صاحب الهدف، صحيح أنه لم يصنع أو يسجل، لكنه كان في أحد أفضل حالاته منذ الانضمام لسانتوس في شتاء 2025.

    ولم تكن أرقامه أمام بالميراس خيالية، لكنها حملت معنى: 82 لمسة للكرة، 3 مراوغات، دقة تمرير 84%، محاولات عديدة على المرمى. نعم، خسر الكرة 22 مرة وارتكب 5 أخطاء، لكنه كان حاضرًا، مؤثرًا، ومشتعلًا بالرغبة.