بدأت المباراة كما كان متوقعًا، بسيطرة شبه مطلقة من جانب باريس سان جيرمان، كتيبة المدرب لويس إنريكي استعرضت أسلوبها المعتاد في الاستحواذ على الكرة وتدويرها بصبر ودقة، معتمدة على التمريرات القصيرة والطويلة التي أرهقت لاعبي ليل وجعلتهم يركضون خلف الكرة في معظم فترات الشوط الأول.
ورغم هذه السيطرة، افتقدت اللمسة الأخيرة للدقة والحسم، شاهدنا برادلي باركولا يهدر أكثر من فرصة محققة داخل منطقة الجزاء، وتألق حارس ليل بيرك أوزر في التصدي لمحاولة خطيرة من الكوري الجنوبي كانج إن لي، وكان من الواضح أن باريس يحتاج إلى شرارة، إلى حل فردي يكسر التنظيم الدفاعي المستميت لفريق ليل.
هذه الشرارة جاءت في الدقيقة 59 مع دخول الثلاثي نونو مينديش، فيتينيا، وأشرف حكيمي، كان دخول مينديش تحديدًا هو نقطة التحول.
اللاعب الذي قدم أداءً بطوليًا قبل أيام في دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة، حيث نجح في تحييد خطورة لامين يامال بشكل كامل، قرر أن يرتدي ثوب البطل الهجومي هذه المرة.
وبعد سبع دقائق فقط من نزوله، وفي الدقيقة 66، تحصل باريس على ركلة حرة من مسافة بعيدة، تقدم مينديش وسدد الكرة بقوة ودقة لا مثيل لهما، لترسم قوسًا مثاليًا في الهواء قبل أن تستقر في المقص الأيمن العلوي للمرمى.
هدف مذهل، قذيفة لا تصد ولا ترد، أعلنت عن تقدم مستحق لباريس، وبدت وكأنها حسمت المباراة.
أرقام مينديش في 31 دقيقة فقط كانت مذهلة، حيث لمس الكرة 30 مرة بنسبة تمريرات صحيحة بلغت 94%، ونجح في كل مراوغاته، وصنع فرصة محققة لزملائه، ويثبت أنه ورقة رابحة لا تقدر بثمن.