نهاية كاسيميرو؟.. الدوري السعودى "منقذ" مانشستر يونايتد من عبء نجمه!

شعر لاعبى فريق لوتون تاون، بالظلم يوم الأحد الماضي بعد حصول كاسيميرو، على بطاقة صفراء فقط بسبب خطأ على أماري بيل، وتم استبدال النجم البرازيلي سريعًا من تين هاج، قبل أن يحصل على إنذار آخر ويطرد.

وقال روب إدواردز، مدرب لوتون بعد فوز يونايتد بنتيجة 2-1: "حقيقة خروجه ستخبرك برأيي في ذلك، لم أرى الخطأ الأول لكني أشعر أن خطائه الثاني كان مثيرًا لذلك كان يجب أن يغادر".

وبالنسبة لتين هاج، فإن كاسيميرو هو الضحية الحقيقية وادعى المدرب الهولندي أن لاعبه يعاقب بقسوة شديدة من قبل المسؤولين وقال المدرب في المؤتمر الصحفي: "حتى عندما لا يلمس المنافسين يتم إنذاره في كثير من الأحيان في اللحظة الأولى من المباراة، هذا أمر جنوني وإنذاره الأول غير عادل وكان من الممكن أن يكون هذا الإنذار الثاني ولذلك فضلت تبديله".

أثار كاسيميرو، ضجة كبيرة حول ما إذا كان الحكام متساهلين للغاية معه أو قاسيين لكن هناك شيء واحد مؤكد وهو أن النجم البرازيلي ليس غريبًا على تلقي البطاقات الصفراء.

وعلى الرغم من شهرته بالإفلات من العقاب في إسبانيا، إلا أنه حصل على 91 بطاقة صفراء في 336 مباراة مع ريال مدريد، وتم طرده مرتين بسبب الإنذارين المزدوجين.

وفي 68 مباراة مع مانشستر يونايتد، حصل كاسيميرو، على 19 بطاقة صفراء، بما في ذلك مرتين في مباراة واحدة هذا الموسم ضد جلطة سراي، وحصل على إنذار في 28% من مباريات الشياطين الحمر.

وقد حصل النجم البرازيلى على بطاقتين حمراء متتاليتين مع اليونايتد، في حين أنه لم يحصل على نفس العقوبة مع ريال مدريد.

وحصل كاسيميرو، على أربع بطاقات صفراء في الدوري الإنجليزي هذا الموسم في 12 مباراة، لكنه ليس أكثر مرتكبي الأخطاء في يونايتد ولكن لوك شاو، الذي حصل على إنذار في نصف مبارياته الـ12.

ويثير سجل كاسيميرو، التأديبي قلق جماهير اليونايتد حيث تم إنذاره في ثماني مباريات من آخر تسع مواجهات له في جميع المسابقات، بما في ذلك الإنذار المزدوج الذي أدى إلى طرده أمام جلطة سراي.

إن حصول كاسيميرو، على إنذار مبكر بشكل مستمر يعيق مانشستر يونايتد حيث حصل على ستة من البطاقات الصفراء الثمانية التي حصل عليها في الشوط الأول، وضد وولفرهامبتون في وقت سابق من هذا الشهر، حصل على بطاقة صفراء بعد ثلاث دقائق فقط.

وفي الهزيمة المفاجئة 1-0 أمام كريستال بالاس في أواخر سبتمبر، تم إنذاره في الدقيقة العاشرة وعلى الرغم من أنه أكمل 90 دقيقة كاملة إلا أن حقيقة أنه كان يعلم أنه يمكن طرده بسبب مخالفة أخرى في الـ 80 دقيقة المتبقية ساهموا فى ظهوره بمستوى ضعيف.

ونفس الأمر ضد لوتون، فخوفه من الحصول على إنذار ثانى فى المباراة سمح للوتون بالتقدم نحو منطقة جزاء يونايتد، واعترف تين هاج، أنه تحدث مع كاسيميرو، حول ميله إلى الوقوع في الأخطاء بشكل مستمر.

إن افتقار كاسيميرو، إلى الانضباط ليس هو المشكلة الأساسية ولكن حقيقة أنه لم يعد يتمتع بالسرعة التي اعتاد عليها، وكثيرًا ما يصل متأخرًا جدًا في التدخلات، مما يجعله يرتكب الأخطاء بدلاً من الفوز بالكرة هى مشكلته الحقيقة.

ويقرأ كوبي ماينو، المباراة بشكل أفضل بكثير من النجم البرازيلي رغم قلة خبرته كما أن قدمه السريعة وعقله ساعد اليونايتد على التفوق ضد لوتون.

ورغم أن كاسيميرو، أحد أفضل لاعبي خط الوسط المدافعين في العالم، إلا أنه لم يتمتع أبدًا بالرؤية أو الذكاء التكتيكي، ولخص تشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة أسلوب لعب النجم البرازيلى في مقابلة مع صحيفة "الباييس" قبل سنوات، وقال :"ريال مدريد يتفكك، سبعة لاعبين يهاجمون وكاسيميرو، يبقى بمفرده لتغطية وسط الملعب ولا يستطيع بوسكيتس فعل ذلك، كاسيميرو سريع للغاية لكنه يعاني من مشكلة أخرى فهو أكثر دفاعًا، ويقوم بمزيد من التدخلات، ويغطي مساحة أكبر، لكنه لا يهيمن على الملعب".

ومشكلة يونايتد هي أن كاسيميرو، لم يعد "فائق السرعة" ولهذا السبب كان يكافح في بعض الأحيان لمواكبة أسلوب اللعب فى الدورى الإنجليزي والذي يعتبر أكثر كثافة من الدوري الأسباني، والآن لم يعد يتمتع بالصفات البدنية التي جعلته يبرز ويتألق مع الريال.

ليس مفاجئًا أن كاسيميرو، لم يعد قادرًا على اللعب بنفس سرعته الماضية فهو يبلغ من العمر 32 عامًا وقد قضى معظم مسيرته في المنافسة على أعلى مستوى، حيث يلعب بشكل مستمر 90 دقيقة مرتين في الأسبوع.

ولعب كاسيميرو، 660 مباراة مع الفريق الأول، وهو يمثل اثنين من أكثر الأندية قوة في العالم، ريال مدريد ويونايتد، والمنتخب البرازيلي أيضًا.

وقال جيمي كاراجر، لبودكاست "Covering Liverpool" في أكتوبر الماضي: “أعتقد أن ساقي كاسيميرو، تعبت، لقد لاحظت ذلك الموسم الماضي في آنفيلد عندما سحق ليفربول يونايتد 7-0، ولم يعجبني ما رأيته".

ولم يكن كاراجر، أول لاعب يتحدث عن نهاية كاسيميرو، حيث كان هناك تناقض واضح بين موسمه الأول الرائع مع يونايتد وموسمه الثاني ولكن يبدو أن الأشهر الثلاثة التي غاب عنهم بسبب إصابة في أوتار الركبة قد فادته وظهر أفضل في مبارياته السابقة ضد أستون فيلا ووست هام وولفرهامبتون.

لكن معاناته تجددت ضد لوتون ويبدو وكأنه يسير بمنحنى هبوطي وقد يكون من الأفضل ليونايتد التفكير في رحيله.

على الرغم من عدم وجود شك حول مكانة كاسيميرو، وجودته، ولكن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول انتقاله ليونايتد، مقابل 70 مليون جنيه إسترليني رغم أنه لم يكن هدف الفريق الأول.

وبعد هزيمة يونايتد 4-0 أمام برينتفورد في مباراتهم الثانية بالموسم الماضي أخبر النجم البرازيلي وكيله أنه سيحل مشاكل الشياطين الحمر وقد أثبت بالفعل أنه حل سريع.

وساعدت خبرة كاسيميرو وشخصيته الفريق، وتعافى اليونايتد من البداية الكارثية له بالموسم الماضي ليحتل المركز الثالث في الدوري الإنجليزي وكان له دورًا حاسمًا في فوز الفريق باللقب الأول منذ ست سنوات حيث سجل في نهائي كأس كاراباو ضد نيوكاسل، وفي الوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

ولكن مثل معظم الحلول السريعة، بدأت عيوب كاسيميرو، فى الظهور ووفقًا للتقارير الصحفية قد أشار السير جيم راتكليف، أن صفقة كاسيميرو، كانت خطأً في سياسة انتقالات يونايتد في فترة ما بعد السير أليكس فيرجسون، ليس لجودة البرازيلي، ولكن بسبب أجره المرتفع حيث يتقاضى حوالى 375 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، مما يجعله صاحب الدخل الأعلى في النادي، ومن المقرر أن ينتهى عقده في عام 2026.

يوجد حل جيد لمانشستر يونايتد للتخلص من كاسيميرو، بأقل الخسائر وهو انتقاله إلى الدورى السعودي، حيث دفعت السعودية أموالًا باهظة في الصيف الماضي لأمثال تشيلسي ومانشستر سيتي وليفربول ودفع فريق الاتحاد 40 مليون جنيه إسترليني لضم فابينيو من الريدز.

ووفقًا لموقع "ريليفو" الإسباني، كان هناك اهتمام بكاسيميرو، من السعودية الصيف الماضي لكن البرازيلي أراد الاستمرار في الدوري الإنجليزي والبناء على موسمه الأول المثير مع اليونايتد.

ولكن موسم كاسيميرو، الثاني مع الشياطين الحمر لا يسير كما يتمنى، وعلى الرغم من أن الأمور تحسنت كثيرًا بالفترة الأخيرة وفاز اليونايتد بستة من أصل سبع مباريات في عام 2024، مما منحهم الأمل في العودة إلى دوري أبطال أوروبا بالموسم القادم ولكن لم يعد كاسيميرو، حاسمًا لآمال اليونايتد، خاصة بعد تألق ماينو، والنجم الشاب ستوكبورت.

وحان الوقت لكي يرحل النجم البرازيلى عن مانشستر يونايتد، وهو الخيار الأفضل للطرفين.