نهاية بوتشيتينو؟.. مشروع تشيلسي يواصل الانهيار وهزيمته ضد ليفربول تكشف الكثير!

كان متوسط عمر التشكيلة الأساسية لتشيلسي ضد ليفربول أقل من 24 عامًا، أي أصغر من متوسط عمر ليفربول، ورد مدرب البلوز على انتقاد جارى نيفيل، لتشيلسي قائلًا: " إذا قارنت أعمار الفريقين فأعتقد أن الأمر متشابه، لدي علاقة جيدة مع جارى، ولا أعرف كيف أتقبل رأيه لكني أحترمه، نحن فريق شاب ولا يوجد شيء يمكن مقارنته بليفربول لأنهم أيضًا شباب ومن المستحيل المقارنة، وهو يعلم أن الديناميكيات مختلفة تمامًا ولا أعتقد أنه من العدل التحدث بهذه الطريقة".

وفى الحقيقة كان تشيلسي يتمتع بميزة كبيرة عن ليفربول خاصة بخبرة لاعبيه حيث لعب بن تشيلويل، دورًا رئيسيًا في مسيرة البلوز نحو المجد في دوري أبطال أوروبا قبل ثلاث سنوات، وفاز إنزو فرنانديز، بكأس العالم 2022، وتوج رحيم ستيرلينج، بـ10 ألقاب خلال فترة وجوده مع مانشستر سيتي بما في ذلك خمس كؤوس للدورى الإنجليزي.

وبدأ كول بالمر، ومويسيس كايسيدو وأكسيل ديساسي، المباراة أيضًا ولكن أضاع تشيلسي فرصة ذهبية لزيادة ألقابه وفرط فى بطولة كانت من الممكن أن تحسن من موسمه الكارثي حتى الآن.

وفاز ليفربول بمواجهاته الثلاثة الأخيرة السابقة ضد تشيلسي، في كأس السوبر الأوروبي 2019 وكأس كاراباو 2022 وكأس الاتحاد الإنجليزي، وتمكن كلوب، من تحقيق فوز جديد عليهم على الرغم من تشكيلته الاحتياطية.

لم يواجه تشيلسي صعوبة في خلق فرص قوية لكن تألق حارس ليفربول الاحتياطي كويمين كيليهر، وكرر اللاعب البالغ من العمر 25 عامًا مستواه المميز مجددًا مثل النهائي الرائع في عام 2022 من خلال تصديه لكرات بالمر وكونور جالاجر، ومنح دفاع ليفربول الثقة طوال المباراة الشاقة التي استمرت 120 دقيقة.

وكان فريق تشيلسى أمامه أسبوع كامل للاستعداد للمباراة، مقارنة بثلاثة أيام فقط لليفربول، ولكن الإرهاق تسبب فى تراجع مستوى البلوز كلما مر الوقت.

وقال بوتشيتينو: "بدأ اللاعبون يفقدون طاقتهم وشعر بن تشيلويل، بالتعب وكنا بحاجة إلى التغيير وشعر الفريق بأن ركلات الترجيح ربما تكون مفيدة لنا كان الجهد هائلاً".

ومع هذا النوع من العقلية، من السهل معرفة سبب تدهور مستوى تشيلسي تحت قيادة بوتشيتينو.

عزز بوتشيتينو، مكانته بين مدربين النخبة فى أوروبا خلال فترة عمله مع توتنهام التي استمرت خمس سنوات حيث حول النادي إلى منافس على اللقب بعد رحيله من ساوثهامبتون، وأنشأ فريقًا قويًا ذو عقلية هجومية وحصل على الكثير من المعجبين، لكن النجاح الحقيقي لم يتحقق أبدًا حيث أشرف على الهزائم في الدوري 2015 ونهائي دوري أبطال أوروبا 2019 إلى جانب حصوله على المركز الثاني في الدوري الإنجليزي.

وفشل مدرب البلوز أيضًا في باريس سان جيرمان، ولم يحقق لقب الدوري الفرنسي المعتاد في موسمه الأول ولم يقدم مستويات جيدة في دوري أبطال أوروبا، على الرغم من وجود ليونيل ميسي وكيليان مبابي ونيمار بفريقه.

ومهما حدث من الآن وحتى مايو، سيغادر كلوب ليفربول كأسطورة للنادى وقائد حقيقي تجاوز كل التوقعات خلال فترته التي استمرت تسع سنوات مع ليفربول.

ورغم أن ليفربول خسر أيضًا بعض الألقاب لكنه لديه دائمًا "عقلية الفوز" ويعتبر كلوب، هو نوع المدرب الذي يحتاجه تشيلسي إذا أراد العودة إلى القمة.

ويقود بوتشيتينو، أغلى فريق في تاريخ كرة القدم لكنهم يفتقروا إلى شيء لا يمكن شراؤه بالمال وهو الهوية الواضحة والروح الجماعية، فكان أمام المدرب البالغ من العمر 51 عامًا تسعة أشهر للتأثير ووضع بصمته في ستامفورد بريدج، لكن الواضح أن تشيلسي لم يتطور حتى الآن.

لا يبدو أن لاعبى تشيلسي مقتنعين بأساليب بوتشيتينو، حيث كانوا عصبيين للغاية ضد ليفربول وأخطأ فرنانديز، باستمرار في التمريرات البسيطة، وأهدر جالاجر، أفضل الفرص التي أتيحت له، وتم إلغاء هدف رحيم ستيرلينج، في الشوط الأول بسبب التسلل، ورغم كل ذلك كان ليفربول أفضل.

وفى الحقيقة كان أداء تشيلسي جيدًا مقارنة بهزيمتهم الكارثية بنتيجة 4-1 في الدوري الإنجليزي على ملعب أنفيلد الشهر الماضي.

وقال فرانك ليبوف، مدافع تشيلسي السابق، إن فريق البلوز مليء بـ "لاعبين متوسطين الأداء" بعد الهزيمة أمام ليفربول وعلى الرغم من إنفاق النادى أكثر من 1.4 مليار جنيه إسترليني خلال الانتقالات الأربعة الأخيرة، ولكن يعانى البلوز من أسوأ فترة له منذ عصر ما قبل رومان أمبراموفيتش، وسيكون من الضروري إجراء المزيد من التغييرات الجذرية لتغيير الأمور.

سيكون التخلص من التعاقدات الفاشلة في الصيف هو البداية المثالية لعودة تشيلسي وهناك بعض النجوم في الفريق ليس لديهم مقومات النجاح في الدوري الإنجليزي.

ويعتبر صفقة ضم مودريك، أكبر مضيعة للمال، حيث لم يتمكن الجناح الذي تبلغ قيمته 89 مليون جنيه إسترليني من إحداث أي نوع من التأثير ضد ليفربول وتفوق عليه فان دايك، بسهولة وسجل هدف المباراة الوحيد في المباراة، وقال نجم الدوري الإنجليزي السابق جيمي أوهارا، مؤخرًا إن اللاعب الأوكراني لا يساوي حتى "سبعة جنيهات".

ولا يبدو أن نيكولاس جاكسون، قادر على كسر لعنة المهاجمين فى تشيلسي حيث يلعب نجم فياريال السابق بجد ويحتفظ بالكرة لكنه ضعيف فنيًا وليس غزير إنتاجيًا.

وهناك أيضًا كايسيدو، صاحب الرقم القياسي مع البلوز، والذي بدا شبحًا للاعب الموهوب في برايتون، وكان اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا يعانى من إصابة خلال الأشهر القليلة الماضية، وحتى الآن يفشل قى تبرير سعره الباهظ البالغ 115 مليون جنيه إسترليني.

ونفس الأمر لأمثال روميو لافيا ونوني ماديوك وويسلي فوفانا ومارك كوكوريلا، وسيتعين على تشيلسي تقليص فريقه إذا أرادوا ضم صفقات جديدة بسبب قواعد اللعب المالي النظيف.

أمام تشيلسي مباراة غدًا الأربعاء القادم ضد ليدز في كأس الاتحاد الإنجليزي وهى البطولة الوحيدة المتبقية للفريق لكى ينافس على لقبها، ثم سيلعب مع برينتفورد في الدوري الإنجليزي بعد أربعة أيام فقط.

ويحتل البلوز حاليًا المركز 11 في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بفارق 17 نقطة عن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا ومن المؤكد أن بوتشيتينو، سيتم إقالته إذا أنهى تشيلسي الموسم الثاني على التوالي في النصف السفلي من جدول الدوري.

وحتى إذا فاز تشيلسي بكأس الاتحاد الإنجليزي وأنهى الدورى في المراكز السبعة الأولى قد لا يكون ذلك كافيًا لمدرب توتنهام السابق لإنقاذ وظيفته.

وقال مدرب البلوز: "نحن بحاجة للمضي قدمًا لقد لعبنا من أجل لقب لم نحصل عليه ويجب أن نشعر بالألم وندرك أننا بحاجة إلى العمل أكثر والقيام بأشياء أفضل والمنافسة، أتذكر أن ليفربول خسروا دوري أبطال أوروبا، والدوري الأوروبي سابقًا لكنهم حافظوا على أنفسهم لأنهم يؤمنون بالمشروع وفي الموسم التالى أصبحوا أقوى وحصلوا على ما يريدون".

ولكن ما رفض بوتشيتينو، الاعتراف به هو أن كلوب بدأ في تغيير أسلوب لعب ليفربول فور وصوله في عام 2015ـ على عكس المدرب الأرجنتينى الذي فشل حتى الآن فى وضع بصمة له مع البلوز.